دماء في الساحل الأفريقي.. دول هشة أذلها الفقر ودمرها الإرهاب
الإثنين 10/يونيو/2019 - 01:41 م
أحمد عادل
نشرت الجريدة الإسبانية Periodico Cataluña، للصحفية الإيطالية المتخصصة في الشأن الأفريقي وتحديدًا مشاكل اللاجئين Irene L. Savio ، اليوم الإثنين 10 يونيو 2019، تقريرًا بعنوان منطقة الساحل الأفريقي على صفيح ساخن.
في البداية تقول Irene L. Savio، في تقريرها: إن وجود الجماعات الجهادية والمتطرفة والاشتباكات المسلحة الأهلية من أجل الموارد الطبيعية يجعل من هذه المنطقة من القارة السوداء واحدة من أكثر المشاكل المعقدة؛ ما يجعل تلك المنطقة أكثر سخونةً عنها في القارة الأفريقية.
وأكدت أن منطقة الساحل الأفريقي، واحدة من أخطر المناطق الموجودة على كوكب الأرض؛ نظرًا لتمدد وانتشار التنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة، وكذلك العمليات الانتحارية التي تنفذها تلك التنظيمات.
وأضافت أنه، في الشمال، تعاني النيجر في حدودها مع نيجيريا من هجمات «بوكوحرام»، والتي أصابت بحيرة تشاد منذ فترة طويلة وخلال السنوات الأربع الأخيرة، بالتحديد منطقة ديفا، وكذلك خطر التنظيمات الإرهابية التي تحارب ضد الجيش الوطني الليبي وتحديدًا الحرب الموجودة في العاصمة طرابلس حاليًّا.
ازدياد وتيرة العنف
يوجد بالفعل 104.000 نازح مسجلين لدى الحكومة، وفي الأشهر الأولى من عام 2019، اشتد القتال وازدادت وتيرة العنف، ففي مارس قُتل 90 شخصًا مدنيًّا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وفي أبريل، وقع هجوم على جنود حكوميين في منطقة بحيرة تشاد، بينما انفجرت سيارة مفخخة للإسباني فرانسيسكو أوتيرو فيلار أحد العاملين في مركز أطباء بلا حدود بالنيجر، ويعاني العاملون في المجال الإنساني من مشكلة أساسية وهي الهجمات المتتالية التي تنفذ في حقهم وتحديدًا في منطقة ديفا، والتي تسببت في نزوح 20000 شخص.
«القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي
من ناحية أخرى، يتمركز تنظيم القاعدة الإرهابي في صحراء الجزائر، في حين امتدت الهجمات العرقية والجهادية في مالي، حتى عام 2016، إلى بوركينا فاسو والمناطق النيجيرية تيلابيري وتاهوا؛ حيث لا تزال حالة الطوارئ سارية المفعول منذ عام 2017 بعد إحراق المدارس دون رحمة وقتل المدنيين المختطفين.
ويشكو محمد بخاري الرئيس النيجيري من الوضع في تيلابيري قد تصاعد كثيرًا لدرجة أن قوات الجيش لا تستطيع حتى الاقتراب من القرى للمساعدة، فنحن فقط نبقى على الطريق الرئيسي، وهو أمر خطير للغاية.
المنطقة الاستراتيجية
إن الوجود العسكري للقوى الغربية في النيجر والتي تعتبرها الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة استراتيجية؛ بسبب موقعها الجغرافي وتأثيرها المحتمل في الهجرة على أوروبا، ولكن أيضًا بسبب الثروة التي تمتلكها؛ حيث اليورانيوم والزيت والذهب.
ففي الوقت الحاضر، افتتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل معسكرًا عسكريًّا جديدًا للقوات الأممية في النيجر، في بداية شهر مايو، وفي الوقت نفسه، تمكنت واشنطن من الحفاظ على تواجدها في البلاد، ولعل أبرز العمليات الإرهابية ضدها في أكتوبر 2017، قُتل أربعة جنود أمريكيين في كمين على الحدود بين النيجر ومالي من قبل جماعة بوكوحرام والمرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، ومنذ ذلك الحين، لم يعد يختبئ كما كان في السابق، ولكن تقلع طائرات سلاح الجو الأمريكي من مطارات نيامي وأكاديز بشكل مستمر للحفاظ علي أرواح المدنيين في تلك المنطقة وكذلك الموارد الطبيعية؛ حيث يتعرض عمال المناجم الموجودين في منطقة أكاديز لمضايقات عديدة تتسبب في مقتلهم بعد ذلك.
مشاركة إسبانية
يختلف حجم التواجد العسكري لبعض الدول في منطقة الساحل، وهناك تباين بين القوى الوطنية والمتعددة الأطراف والإقليمية والدولية، مثل (Minusca)، وهي بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي، البلد الذي تحتفظ فيها إسبانيا بمجموعة تضم أكثر من 250 جنديًّا وكانوا تعرضوا لهجوم في فبراير الماضي، دون صابات تذكر، كما يوجد عسكريون في مهمة التدريب التابعة لـ«الاتحاد الأوروبي (EU)»، الذي يتعاون مع العديد من الدول خاصةً موريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد، وكذلك لقوات الأممية التابعة الاتحاد الأوروبي أيضًا منطقة الساحل ضد الإرهاب، وهو أمر يعتبره النقاد والمحللين السياسيين و الخبراء العسكريون توازن القوى الغربية في منطقة الساحل الإفريقي لتحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب.





