ad a b
ad ad ad

نشاط التنظيمات الإرهابية في إفريقيا خلال يونيو 2023

الخميس 20/يوليو/2023 - 04:15 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

شهد شهر يونيو الماضي ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة العمليات الإرهابية التي شنتها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا مقارنة بسابقه مايو بمعدل 20%؛ حيث سجل الشهر 36 عملية إرهابية تنوعت ما بين تفجيرات واغتيالات، وأدى هذا الارتفاع بطبيعة الحال إلى ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين والمختطفين.

وأسفرت العمليات العمليات الإرهابية التي شنتها التنظيمات المتطرفة في إفريقيا خلال شهر يونيو عن سقوط 295 ضحية، و114 مصابًا، و70 رهينة، بينما بلغ عدد العمليات في شهر مايو 30 عملية إرهابية، خلّفت 268 ضحية، وإصابة 33، واختطاف 33 آخرين، مستغلة الصراعات القبلية والعرقية، ونزاعات الرعاة والمزارعين حول الأراضي والمواشي، في استقطاب بعضهم للاستقواء بهم على الحكومة.

نقاط ارتكاز إستراتيجية

وتقوم التنظيمات المتطرفة بتكوين نقاط ارتكاز إستراتيجية لها على الحدود، لتسهيل الهروب من المطاردات الحكومية من جهة، وتسهيل عمليات تهريب السلاح والمرتزقة والإرهابيين والمخدرات والأموال والبضائع بين الحدود لتمويل عملياتها من جهة أخرى.

وبحسب دراسة أعدها مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب، احتلت منطقة شرق إفريقيا المركز الأول من حيث عدد العمليات وعلى إثرها الضحايا والمصابين؛ حيث شهدت المنطقة المضطربة 14 هجومًا إرهابيًّا أي بما يعادل 38.9% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أدت إلى مقتل 122، وإصابة 101 واختطاف 30 آخرين.

فقد تعرضت الصومال وحدها لـ 8 عمليات منها، أسفرت عن مقتل 58 شخصًا، وإصابة 97، وأسر 30 آخرين، أما كينيا فقد تعرضت لـ 4 عمليات ما أسفر عن مقتل 23 شخصًا، وإصابة 4 آخرين.

كما شهدت أوغندا عملية واحدة أدت إلى مقتل 41 شخصًا دون وقوع إصابات، فيما تعرضت إثيوبيا لعملية واحدة إلا أنها باءت بالفشل فلم يقع على إثرها قتلى أو جرحى، مما يؤكد أن الإرهاب في منطقة الشرق والقرن الإفريقي يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن رغم وصول حكومات المنطقة وبالأخص السلطات الصومالية إلى محطة قريبة من القضاء على ميليشيا الشباب الإرهابية.

وهذا يمكن تفسيره بأن الإستراتيجيات الحكومية في منطقة شرق إفريقيا لمواجهة إرهاب الشباب دفعت الحركة الإرهابية إلى تصعيد تهديداتها في هذا الشهر.

وجاء إقليم الساحل الإفريقي في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات والضحايا؛ إذ شهد 10 هجمات إرهابية، أي بما يعادل 27.8% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية في القارة خلال الشهر، خلفت وراءها 110 قتلى، و8 مصابين، حيث كان لـ بوركينا فاسو منها 7 عمليات إرهابية سقط على إثرها 101 قتيل و5 جرحى.

وتعرضت النيجر لحادثين إرهابيين أسفرا عن مقتل 7 مدنيين دون وقوع إصابات أما مالي فقد شهدت عملية وحيدة أدت إلى مقتل 2 وإصابة 3 آخرين، ويرجع السبب في تصاعد العمليات الإرهابية في منطقة الساحل أنها تواجه العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المتقاربة والمعقدة، على إثر حالة عدم الاستقرار السياسي المتزايدة، والتي من شأنها تقوض الظروف اللازمة لتحقيق مؤشرات السلام الإيجابي في المنطقة، مما يؤدي إلى محاصرتها في دوامة من العنف والضعف.

وجاءت منطقة غرب إفريقيا في المركز الثالث، إذ هاجمها تنظيما داعش غرب إفريقيا وبوكو حرام الإرهابيين بـ 8 عمليات إرهابية، أي بما يعادل 22.2% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، تمركزت جميعها في نيجيريا، وأسفرت عن سقوط 59 قتيلًا، وإصابة 5 بجراح، فضلًا عن اختطاف 40 آخرين.

السيطرة على الموارد

ويرى المرصد أن التنظيمات الإرهابية في غرب القارة على الرغم من أنها تشن هجمات منسقة في بعض الأحيان، إلا أنها تتقاتل فيما بينها من أجل السيطرة على الموارد، الأمر الذي يدفع الملايين إلى الفرار واللجوء إلى أماكن أخرى بحثًا عن الأمان.

وفيما يتعلق بمنطقة وسط إفريقيا فقد جاءت في المركز الأخير، إذ تعرضت المنطقة لأربعة هجمات إرهابية أي بما يعادل 11.1% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أدت جميعها إلى سقوط أربعة من الضحايا، دون مصابين فقد تعرضت الكونغو الديمقراطية لهجومين تبناهما متمردو القوات الديمقراطية المتحالفة التابعة لتنظيم "داعش"، مما أسفرا عن مقتل شخصين. وتعرضت الكاميرون لهجومين مماثلين لقي خلالهما 2 من المدنيين مصرعهما.

ثمنت دراسة مرصد الأزهر لمكافحة الإرهاب جهود الدول الإفريقية في محاولة دحر التطرف، إذ بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية 467 قتيلًا و15 معتقلًا، فضلًا عن استسلام 83 من العناصر الإرهابية، ففي منطقة غرب إفريقيا أدت جهود الجيش النيجيري في مكافحة حركتي "بوكو حرام" وداعش غرب إفريقيا إلى تحييد 201 عنصر واستسلام 73 من العناصر الإرهابية.

وفي شرق القارة وتحديدًا في الصومال، قتلت الحكومة 160 من مقاتلي حركة الشباب الإرهابية، واعتقلت 15 آخرين، فيما استسلم 10 إرهابيين طواعية لقوات الجيش. بينما أسفرت جهود القوات الأمنية بمنطقة الساحل على تصفية 103 من العناصر الإرهابية في بوركينافاسو، و3 آخرين في النيجر.

"