ad a b
ad ad ad

قراءة في مؤشر العمليات الإرهابية لإفريقيا خلال أغسطس 2022

الثلاثاء 13/سبتمبر/2022 - 12:42 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تعرضت القارة الأفريقية للعديد من العمليات الإرهابية، خلال شهر أغسطس 2022، إذ شنت الكيانات والتنظيمات الإرهابية 45 عملية ما بين تفجيرات واغتيالات، أسفرت عن سقوط 269 قتيلًا، و183 جريحًا، وإعدام 19، فضلًا عن 12 مختطفًا، بخلاف تشريد ونزوح المئات، وذلك بحسب وحدة الرصد باللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف.

إرهاب متزايد

زادت وتيرة العمليات الإرهابية في شهر أغسطس مقارنة بعددها في شهر يوليو المنصرم التي بلغت 39 عملية إرهابية، أسفرت عن مقتل 203، وإصابة 103 واختطاف 4 آخرين، كانت من بين الأسباب التي أدت إلى تلك الزيادة مهددات أمن الحدود في الدول التي تشهد صراعات، والتي تتمثل في التدفقات غير المشروعة للأسلحة، وتهريب المهاجرين غير الشرعيين، والاتجار بالبشر، فضلًا عن تمدد نشاط شبكات الجريمة المنظمة العابر للحدود. وخلال الشهر جاء إقليم الساحل الإفريقي في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية وعدد الضحايا؛ إذ شهد 16 هجومًا إرهابيًّا، أي بما يعادل 35.5% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية خلفت ورائها 125 قتيلًا، و30 مصابًا، و12 مختطفًا، وكان لمالي منها 9 عمليات إرهابية سقط على إثرها 81 شخصًا، وأصيب 25 آخرون، فضلًا عن اختطاف 12.

وتعرضت بوركينافاسو التي ابتليت بهجمات إرهابية منذ عام 2015 لـ 7 عمليات أسفرت عن مقتل 44 شخصًا وإصابة 5، وهذا مؤشر يدل على أن الوضع لا يزال يزداد سوءًا، رغم الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، ويؤكد أن تلك الجهود لا تتماشى مع تنامي ظاهرة الإرهاب في تلك المنطقة التي تعرف اختصارًا بجي 5 رغم ما يواجهه اليوم من مشاكل وانقسامات، إلا أنه يمثل إطارًا فعالًا لمواجهة العنف والإرهاب في منطقة الساحل. 

وتأتي منطقة شرق إفريقيا، في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات الإرهابية؛ حيث شهدت 13 عملية إرهابية من بينها عملية اغتيال؛ أي بما يُعادل 28.9% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية في القارة خلال الشهر، كانت جميعها في الصومال، حيث تزايد النشاط المسلح لحركة الشباب الإرهابية والتي أسفرت عن مقتل 50 وإصابة 135، وإعدام 19 آخرين.

يشار إلى أن منطقة شرق إفريقيا متمثلة في الصومال بمفردها كان لها نصيب الأسد في عدد المصابين، إذ جاءت في المرتبة الأولى بسقوط 135 مصابًا، كما أعدامت 19 مدنيًّا بتهمة التجسس للجهات التي تسعى إلى كبح جماحها لنشر الرعب والهلع في صفوف السكان استباقًا لمنع تعاونهم مع الجيش الوطني، بينما جاءت منطقة وسط إفريقيا في المرتبة الثالثة بسقوط 79 قتيلًا، و15 جريحا، نتيجة الهجمات الإرهابية لتنظيمي داعش وبوكو حرام، إذ شهدت 12 عملية إرهابية، وجاءت الكونغو الديمقراطية التي تشهد ظروفا محفوفة بالمخاطر على رأس دول المنطقة من حيث عدد الهجمات الإرهابية، حيث شهدت 10 هجمات إرهابية، أدت إلى مقتل 77، وإصابة 15 بجراح، فيما تعرضت تشاد لعملية إرهابية واحدة لقي على إثرها شخصان مصرعهما، بينما تعرضت الكاميرون لهجوم أعزل وحيد دون وقوع خسائر بشرية جراء الهجوم.

كما شهدت منطقة وسط إفريقيا توترًا في وتيرة العمليات الإرهابية مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، كما أن عملياتها الإرهابية كانت تقتصر فقط على الكونغو الديمقراطية، أما في هذا الشهر فقد شملت تشاد والكاميرون، وهو ما يعكس تصاعد خطورة التنظيمات المتطرفة في المنطقة، في الوقت الذي حذر فيه مرصد الأزهر من تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية، في ظل استمرار الظروف التي تجعل من القارة السمراء بيئة خصبة لنمو التنظيمات المتطرفة بشكل عام. أما منطقة غرب إفريقيا، وهي المنطقة المعروفة بكثافة نشاط وعمليات تنظيمات داعش وبوكو حرام الإرهابية، فقد تعرضت لـ 4 عمليات إرهابية بنسبة 8.9% من عدد العمليات الإرهابية، تمركزت جميعها في نيجيريا، وأسفرت عن سقوط 15 قتيلًا، وإصابة 3 آخرين.

أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية 244 قتيلًا و29 معتقلًا؛ إذ سددت القوات الحكومية الصومالية في منطقة شرق إفريقيا ضربات موجعة لحركة الشباب الإرهابية أسقطت 116 من عناصرها، واعتقلت 19 آخرين. وفي منطقة الساحل أتت جهود المكافحة ثمارها بتحييد نحو 59 إرهابيًّا؛ 48 منهم في بوركينافاسو، و11 في مالي.

كما نجحت الحكومة البوركينية متمثلة في وزارة المصالحة الوطنية والتضامن الاجتماعي في دعم ومساندة لجان محلية تضم رجال دين وزعماء تقليديين للحوار مع شباب بوركينيين مجندين من طرف التنظيمات المسلحة الناشطة شرقي البلاد أدت إلى استسلام 60 مسلحًا من تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين، في إطار خطة الدولة للتشاور مع التنظيمات المسلحة، من أجل إقناع عناصرها بالتراجع عن حمل السلاح.
"