ad a b
ad ad ad

الانتخابات التونسية في ظل الإرهاب.. دلالة هجوم القصرين واختيار التوقيت

الإثنين 02/سبتمبر/2019 - 05:53 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
أعلنت وسائل إعلام تونسية، صباح اليوم الإثنين 2 سبتمبر، تصقية 3 إرهابيين وضابط من الجيش التونسي، في عملية تبادل إطلاق نيران بين عناصر إرهابية والقوات التونسية في ولاية القصرين الواقعة في وسط غربي البلاد.

الانتخابات التونسية
ووفقًا لإذاعة «موزاييك» المحلية التونسية، فإن العملية أسفرت عن مصرع من يدعى «أمير» كتيبة تسمى «عقبة بن نافع» وأحد أبرز الإرهابيين في منطقة المغرب العربي الملقب بـ«الباي العكروف»، وهو الذي يحمل الجنسية الجزائرية، ومصنف دوليًّا كإرهابي خطير، كان قد شارك في كل العمليات الإرهابية في الجبال التونسية،  كما شارك في عمليات دموية في الجزائر.

كما أكد مصدر للإذاعة التونسية، أن الإرهابي الثاني الذي تمّ القضاء عليه هو الإرهابي الجزائري الخطير الطاهر الجيجلي.

وبحسب موقع راديو موزاييك التونسي، أن وحدات الحرس الوطني التونسي تمكنت خلال العملية من القضاء على 3 إرهابيين حاولوا التسلل من جبال الكاف نحو جبال القصرين، والذي جاء خلال تبادل لإطلاق النار أثناء محاولة قوات الحرس الوطني التونسي التصدي لعملية تسلل إرهابيين من جبال الكاف نحو جبال القصرين؛ حيث وقعوا في كمين أمني؛ لمنعهم من الوصول إلى هناك.

الحادث والانتخابات.. قراءة في دلالة التوقيت
تزامن الحادث الإرهابي، مع بدء الحملات للانتخابات الرئاسية التي انطلقت اليوم؛ لتتواصل حتى الـ13 من الشهر الحالي، بمشاركة 26 مترشحًا يتنافسون على أصوات 7 ملايين و155 ألف تونسي؛ ما أثار مخاوف من أن تنصبّ جهود الإرهابيين في هذه الفترة على استهداف وعرقلة الانتخابات، وهو ما يستلزم التعرض لحضور التنظيمين الأكثر دموية في تاريخ الإرهاب، القاعدة وداعش.

القاعدة وداعش في تونس
وتعدّ ما تدعى جماعة عقبة بن نافع «الفرع التونسي المسلح لتنظيم القاعدة بالمغرب العربي» أخطر جماعة إرهابية تهدد الأمن والاستقرار في تونس؛ حيث كانت وراء أغلب وأهم العمليات الإرهابية التي استهدفت البلاد، وبعد فترة من الاختفاء والتراجع عادت من جديد؛ لتعلن عن وجودها في آخر عملية إرهابية عرفتها تونس قبل أيام، عندما قُتل ثلاثة جنود في كمين نصبته الجماعة لهم.

وتعتبر الجماعة، مجموعة إرهابية كوّنها أمير تنظيم القاعدة بالمغرب «أبو مصعب عبد الودود» ويعرف كذلك باسم عبد الملك دروكدال، تترأسها في الغالب قيادات جزائرية.

ومنذ فترة، نجحت في تعزيز صفوفها بمسلحين جدد من جنسيات مختلفة أغلبهم من الجزائر وتونس وبدرجة أقل موريتانيا والنيجر، هدفها الأساسي زعزعة النظام التونسي وعرقلة الديمقراطية الناشئة من أجل تحقيق حلمها بإقامة ما يسمى بـ«امارة إسلامية بشمال إفريقيا».

وكانت أولى العمليات الإرهابية التي تبنتها كتيبة عقبة بن نافع في ديسمبر 2012، عندما تم قتل الوكيل بالحرس أنيس الجلاصي في مدينة القصرين، ثم تلتها عدة عمليات بين 2013 و2015، ثم اختفت المجموعة لأكثر من عام، لتعود إلى الظهور في أغسطس 2016، عندها تبنت مقتل 3 عسكريين وإصابة 9 آخرين في جبل سمامة بمدينة القصرين على الحدود مع الجزائر.

وخلال العامين الماضيين، واجه التنظيم حصارًا شديدًا على معاقله في الجبال، وتعرّض إلى هزائم متتالية، بعد تصفية أغلب قادته ومسلحيه على الأراضي التونسية. لكن، رغم ما تلقته من ضربات، لا تزال كتيبة عقبة بن نافع تستميت لإعلان وجودها والدفاع عن بقائها، خاصة في ظل صراع وجودي مرتقب بين أنصار القاعدة وأنصار داعش في المنطقة الأفريقية.

ويعرف تنظيم داعش الإرهابي في تونس بـ«جند الخلافة»، والتي ظهرت لأول مرة عام 2014 في الجزائر، حينما انشقت قيادة المنطقة الوسطى عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبايعت تنظيم داعش الإرهابي، واتخذت من جبال الشعانبي ملاذًا آمنًا لها «وهي الجبال الحدودية بين الجزائر وتونس».

وفي عام 2015، كانت البداية الحقيقية للجماعة لتنفيذ مخططتها الإرهابية ضد الدولة التونسية؛ حيث تبنت عملية ذبح أحد أفراد الأمن بمحافظة زغوان.

وتوجد عناصر داعش في جبال المغيلة وسمامة والسلوم وجبال الشعانبي بغرب تونس، وتتمركز في جبال ولايات قفصة والقصرين وسيدي بوزيد الحدودية بينها وبين الجزائر، وهي مناطق ذات غابات كثيفة، من الصعب على القوات التونسية مراقبتها؛ نظرًا لوعارتها، ويتخذها المسلحون مجالًا للتنقل والتخطيط والتدريب.

وتعتمد هذه الجماعة الموالية لتنظيم داعش الإرهابي، على تعظيم الاستفادة من تهريب الأسلحة عبر الحدود التونسية الليبية، عن طريق طرق جبلية وصحراوية.

كما تستهدف المدنيين والسكان المحليين الموجودين في تلك المناطق، عن طريق العمليات الدموية كالذبح؛ حيث ارتكب داعش «فرع تونس» عددًا من العمليات الإرهابية الشنيعة، ولعل أبرزها، عملية قطع للرؤوس في نوفمبر 2015، وهجوم مسلح في يونيو 2016 على الجيش التونسي ووحدات الأمن، والهجوم الدامي الذي استهدف متحف باردو في مارس 2015، والذي أسفر عن مقتل 21 سائحًا وجرح 47 آخرين.

وفي فبراير 2018، قد صنفت الولايات المتحدة الأمريكية، تنظيم جند الخلافة كجماعة إرهابية.
الانتخابات التونسية
حالة الطوارئ في  تونس
وبسبب الأحداث الجارية في ليبيا خلال الفترة الأخيرة، فرضت تونس حالة الطوارئ؛ خوفًا من زيادة العمليات الإرهابية للتنظيمات المتطرفة الموجودة في ليبيا.

وفي مايو 2019، قرر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر واحد.

وكانت أعلنت السلطات التونسية في أبريل 2019، تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر واحد.

وذكر أن تونس قد فرضت حالة الطوارئ منذ 24 نوفمبر 2015؛ وذلك نتيجة العملية الإرهابية التي تم فيها تفجير حافلة للأمن الرئاسي، والتي أسفرت عن مقتل 13 أمنيًّا، وإصابة آخرين.

الإخوان فى المشهد
فى تصريح خاص للمرجع، يرى محمد ربيع، المحلل السياسي، أن ما يحدث في تونس هو أمر متوقع؛ حيث يأتي تزامنًا مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية وانطلاق الحملة الانتخابية للمرشحين للرئاسة تونس، ولا يمكن أن نستبعد أن يكون «الإخوان» في تونس هو المسؤول الأول خلف تلك الأحداث، وخاصة أن قوات الحرس الوطني نفذت هذه العملية ضد إرهابين حاولوا التسلل للأراضي التونسية بمدينة حيدرة في محافظة القصرين «غربي تونس» قرب الحدود مع الجزائر، حسب البيان الصادر عن الحرس الوطني التونسي، فإن القتل للثلاثة من بينهم  «الباي العكروف»، أمير كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو مؤشر يؤكد حقيقة صلة الإخوان بالإرهاب.


وأكد ربيع، أن تونس تعد المعقل الأخير للإخوان في الوطن العربي، لقد لفظهم الشعب التونسي في الانتخابات الرئاسية السابقة باختياره الرئيس الراحل السبسي، وذلك لأن الداخل التونسي بات متأكدًا أن الإخوان هم العنصر الرئيسي في عدم استقرار الأوضاع في العالم بدعمهم الإرهاب لتنفيذ مخططات أجنبية، الجميع يراهن الآن على فطنة وذكاء المواطن التونسي الذي لفظ الإخوان في السابق وسيلفظهم الآن مرة أخرى.
"