بعد تجميد أموالها.. تونس تلاحق جرزان «جند الخلافة» في جبال سيدي بوزيد

في بداية 2015 تبنى ما تسمى جماعة «جند الخلافة» الموالي لتنظيم داعش عملية ذبح أحد رجال الأمن بمحافظة زغوان خلال عودته إلى منزله، قبل أن يُعلن مسؤوليته عن الهجوم الدامي الذي استهدف متحف باردو في مارس 2015، ما أسفر عن مقتل 21 سائحًا وإصابة 47 آخرين، وبعد أقل من شهر شنّت الجماعة هجومًا على دورية عسكرية في محافظة القصرين أسفر عن مقتل 5 عسكريين وإصابة 8 آخرين.

و«جند الخلافة» فرعٌ من تنظيم داعش في تونس، ويتركز نشاطها في جبال محافظتي القصرين وسيدي بوزيد وسط غرب تونس؛ نظرًا لطبيعة المحافظتين الوعرة والغابات الكثيفة، التي تصعب مراقبتها بشكل دقيق من قبل أجهزة الأمن، وقد أدرجت الجماعة على قوائم الإرهاب في فبراير الماضي، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد أعلن المختار بن نصر، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في تونس، صدور قرارات بتجميد أموال وموارد اقتصادية لـ40 عنصرًا ترتبط بهم تهم إرهابية، مشيرًا إلى أن الأمر يشمل  أموالًا وموارد اقتصادية تابعة لتنظيم، إضافة إلى 40 عنصرًا لهم ارتباطات إرهابية.

واتُهم التنظيم الذي ظهر في الجزائر عام 2014، بعد انشقاقه عن تنظيم القاعدة، ومبايعته أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، بتنفيذ عمليات إرهابية في تونس عام 2015، منها الهجوم على دورية أمنية قرب سيدي بوزيد وسط تونس، في يوليو من العام ذاته، ما أسفر عن سقوط فردين  من قوات الأمن، وغداة يوم العملية سالفة الذكر شنت «جند الخلافة» هجومًا على أجانب في مدينة سوسة، أدى لمقتل 38 سائحًا أغلبهم يحملون الجنسية البريطانية، إضافة إلى تبنيها مسؤولية تفجير حافلة الحرس الرئاسي وقتل 12 عنصرًا من رجال الأمن.

ويحمل الموالون للجماعة الجنسيتين التونسية والجزائرية، لاسيما أن «جند الخلافة» في بداية ظهورها اتخذت من الجبال الشرقية في الجزائر على الحدود مع تونس مجالًا لنشاطها، قبل أن تتوسع نحو الأراضي التونسية وبعد أن نجحت في استقطاب عناصر جهادية تونسية، واستفادت من الأسلحة الليبية عبر تهريبها عبر مسالك جبلية وصحراوية اكتشفتها قوات الأمن لاحقًا.

للمزيد: «مراد الغزلاني».. رأس حربة «جند الخلافة» الإرهابية التونسية

وتشن- حاليًّا- قوات مكافحة الإرهاب هجمات استباقية على منازل يتخذها إرهابيو «جند الخلافة»، وكرًا لهم، كما نجحت في تصفية الإرهابي «مراد الغزلاني»، أخطر عناصر تلك الجماعة في أكتوبر الماضي، وهو أحد المتخصصين في صناعة المتفجرات، إضافة إلى ما تبذله وزارة الداخلية التونسية من جهود  لتجفيف منابع تمويل الجماعة وملاحقة عناصرها.