ad a b
ad ad ad

مفارقات «المال».. تونس تقترض لمكافحة الإرهاب ومسلحون يسرقون «البنك»

الجمعة 03/أغسطس/2018 - 02:06 م
الشرطة التونسية-
الشرطة التونسية- أرشيفية
شيماء حفظي
طباعة
«المال بند أساسي» سواء كان في محاربة التنظيمات الإرهابية أو تمويلها، ففي مصادفة غريبة، دخلت أموال -على سبيل الاقتراض- إلى تونس لمكافحة الإرهاب، وفي نفس اليوم الأربعاء الموافق 1 أغسطس 2018، سرق إرهابيون بنكًا تونسيًّا في عملية سطو مسلح.

في الوقت الذي أعلنت فيه تونس عن توقيع اتفاقية تمويل مع بنك «إكسيم» التركي بقيمة 500 مليون دينار (200 مليون دولار) لسد احتياجات حيوية في قطاع الأمن والدفاع؛ بهدف تعزيز القدرات في مواجهة تهديدات المتشددين، قامت مجموعة من المسلحين بالسطو على فرع بنك في محافظة القصرين، الواقعة على الحدود مع الجزائر.
مفارقات «المال»..
وقالت وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي التونسية، في بيان، إن الاتفاقية الموقعة بقيمة 200 مليون دولار، ستسمح بتعزيز قدرات المؤسستين العسكرية والأمنية في مواجهة المخاطر الأمنية والإرهابية، عن طريق خط تمويل تم إسناده بشروط تفاضلية، وبتحويل مباشر من البنك التركي، وبما يخفف العبء على ميزان المدفوعات الخارجية، ويُسهم في الحفاظ على رصيد البلاد من العملة الصعبة.

وأوضحت الوزارة أنه سيتم التمويل المسند على فترة تتراوح بين 7 و10 سنوات، بنسبة فائدة تساوي 1.5%، ضمن تعهدات الحكومة لتدعيم القدرات اللوجستية والعملياتية للجيش الوطني وقوات الأمن الداخلي، من حيث توفير كلّ المتطلبات الضرورية لتحقيق أمن واستقرار البلد، وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز».

ويستهدف مسلحون يختبئون في مناطق جبلية قرب الحدود الجزائرية في تونس قوات الأمن بين الحين والآخر، وخلال الشهر الماضي، قتل المسلحون 6 من قوات الحرس التونسي في كمين بمحافظة جندوبة، الواقعة على الحدود مع الجزائر.
مفارقات «المال»..
وفي منطقة قريبة أيضًا من الحدود مع الجزائر، نفذ مسلحون، سطوًا على فرع بنك في محافظة القصرين، حسبما أفاد مصدر أمني- دون الكشف عن قيمة الأموال التي استولوا عليها.

ونقلت وكالة «تونس أفريقيا» للأنباء الرسمية عن مصدر أمني قوله: إن فرع أحد البنوك الواقعة بمدينة القصرين تعرض إلى هجوم من قبل مجموعة مسلحة.

يشار إلى أن تونس تكافح جماعات إسلاموية متشددة لجأت إلى جبال الشعانبي في القصرين، وقتل مسلحون، في السنوات القليلة الماضية، عشرات الجنود من قوات الشرطة والجيش.

وفي 2015، وقع هجومان في منتجع سوسة ومتحف باردو، أسفرا عن مقتل عشرات السياح الغربيين، وفي هجوم آخر، وقع في نهاية 2015، قُتل 14 من الحرس الرئاسي عندما فجر مهاجم حافلتهم، وتبنى تنظيم «داعش» الهجمات الثلاث.
مفارقات «المال»..
ويبرز في تونس، عدد من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بـ«داعش» منها ما يُسمى بتنظيم «جند الخلافة»، والذي ارتبط بتنفيذ عمليات دامية في تونس، وقد ظهر لأول مرة عام 2014 في الجزائر، بعدما انشق عن تنظيم «القاعدة» ببلاد المغرب الإسلامي، وبايع تنظيم «داعش» وزعيمه أبوبكر البغدادي، واتخذت من الجبال الحدودية بين الجزائر وتونس مجالًا لنشاطه.

بدأت الجماعة تنفيذ عملياتها في تونس عام 2015، عندما تبنت عملية ذبح أحد أعوان الأمن بمحافظة زغوان خلال عودته إلى منزله، ونجحت هذه المجموعة، خلال السنوات الأخيرة في استقطاب عدد من العناصر الجهادية من تونس والجزائر، معتمدة على تهريب الأسلحة من ليبيا، بحسب «فرانس 24».
وتعاني تونس أيضًا من «كتيبة عقبة بن نافع»، وهي مجموعة إرهابية مسلحة تتحصن، منذ نهاية 2012، بجبل الشعانبي بمحافظة القصرين.

وبحسب السلطات التونسية، اختارت هذه المجموعة لنفسها اسم القائد العسكري المسلم الذي فتح تونس؛ لأنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب، وخططت لإقامة أول إمارة إسلامية في شمال أفريقيا في هذا البلد، لكنها أعلنت مبايعة «داعش» في سبتمبر 2014.

ومن بين 3 عمليات إرهابية نفذها التنظيم في 2015، فإن الحكومة التونسية تعتبر «كتيبة عقبة بن نافع» مسؤولة عن الهجوم الإرهابي الدامي الذي استهدف متحف باردو، في 18 مارس من العام نفسه، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا.
مفارقات «المال»..
وتعد تونس أكبر الدول العربية تصديرًا للإرهابيين المنضمين لصفوف «داعش» في سوريا والعراق، وهي أكثر الدول أيضًا التي تواجه تهديدات العائدين من مناطق النزاع، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2016 للمكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية، نقلتها جريدة «التايم»: فإن تونس تتصدر قائمة الدول المصدرة للإرهاب والمتطرفين في «داعش».

وفي 2015، قدر خبراء في الأمم المتحدة عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات جهادية، خصوصًا في ليبيا وسوريا والعراق بأكثر من 5500 شاب، وأن عدد المقاتلين الأجانب التونسيين هو من بين الأعلى ضمن من يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج، حيث يوجد 4000 تونسي في سوريا، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن.
"