قراءة في نشاط الجماعات الإرهابية بأفريقيا خلال شهر رمضان
الأحد 15/مايو/2022 - 05:12 م
محمود البتاكوشي
تراجع مؤشر العمليات الإرهابية في القارة الأفريقية خلال شهر رمضان، بواقع 42 بعد أن كانت 54 عملية في مارس 2022، وتنوعت بين اغتيالات، وتفجيرات، وعمليات انتحارية، وسيارات مفخخة استهدفت شخصيات عامة ومدنين، وأفرادًا للجيش والشرطة، وقوات حفظ السلام، سقط على إثرها 461 قتيلًا، 202 مصاب، 72 مختطفًا.
شهدت منطقة شرق أفريقيا، والقرن الأفريقي خلال شهر رمضان 10 عمليات إرهابية وانتحارية على أيدي حركة «الشباب» الصومالية، وجماعة مسيحية مسلحة في أثيوبيا، أسفرت عن سقوط ما يقرب من 50 شخصًا، وإصابة 17 آخرين.
حصدت الصومال وحدها 9 عمليات أسفرت عن مقتل 29 شخصًا، وإصابة 17 آخرين، حيث حاولت حركة الشباب الصومالية بشتى الطرق عرقلة الاستحقاق الانتخابي في الصومال عن طريق شن هجمات قليلة على مواقع إستراتيجية لكن تأثيرها لا يذكر بالنسبة لعدد القتلى والمصابين.
أما منطقة غرب أفريقيا، فقد شهدت ارتفاعًا طفيفًا في عدد العمليات بتسجيلها 13 عملية إرهابية أسفرت عن سقوط 254 قتيلًا، و80 مصابًا، و70 مختطفًا، تمركزت معظمها في «نيجيريا».
انخفاض في الساحل
أما عن منطقة الساحل الأفريقي، فقد انخفضت نسبة العمليات الإرهابية هذا الشهر نسبيًّا.. حيث تعرضت لعدة هجمات حملت بعضها بصمات جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» والبعض الآخر بصمات تنظيم «داعش» الصحراء الكبرى وجماعة «أنصار الإسلام»، وصل عدد العمليات في منطقة الساحل 10 عملية إرهابية أسفرت جميعها عن سقوط ما يقرب من 80 شخصًا وإصابة 102، واختطاف 2 أخرين.
وفيما يخص دول وسط أفريقيا فقد شهدت 7 عمليات، أسفرت عن سقوط 74 قتيلًا، و3 مصابين، كانت جميعها بالكونغو الديمقراطية.
وأكدت طبيعة العمليات الإرهابية خلال شهر أبريل 2022، بحسب معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا، أن أفريقيا أصبحت مسرحًا للتهديدات الهجينة، ومن أهم أمثلتها مزاعم الحملات والروايات الإعلامية، المدعومة من دول خارجية، والمصممة بعناية لهندسة الانقسامات السياسية في الدول الأفريقية وعلى رأسها مالي وأفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو، وهي الدول التي تعاني من تزايد مخاطر الجماعات الإرهابية العنيفة وأضيف لها التهديدات غير التقليدية النابعة من الحروب الهجينة، والتي كان منها أيضًا توجيه هجمات إلكترونية على منظمات الإغاثة الإنسانية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأكد المعهد استخدام الطائرات من دون طيار كأسلحة فعالة في مناطق الصراعات بالقرن الأفريقي والساحل وموزمبيق، من قبل كل من الجماعات المسلحة العنيفة أو الجهات الحكومية أو وكلائها، مما يشير أيضًا إلى مخاطر هذا الاتجاه الناشئ الذي تمثله الحروب الهجينة في الواقع الأفريقي، وذلك بسبب صعوبة الوصول إلى المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعمل العديد من المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي كمصادر لبث الأخبار المزيفة ونظريات المؤامرة، وتضلل المستخدمين من خلال المعلومات الكاذبة، وتقوية التفكير بالتمني، والأفكار المسبقة والمفاهيم الخاطئة التي تنتشر بسرعة مذهلة، كما تستخدم الجماعات الإرهابية، مثل الشباب المجاهدين في الصومال، الفضاء الإلكتروني لبث الشائعات التي تفيد بأن أشخاصًا يُقتلون عمدًا في مرافق الرعاية الصحية أو يُصابون هناك عن عمد بالمرض من قبل عملاء الحكومة لتعبئة الرأي العام، وأصبحت دول مثل مالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى ضحية للحرب بالوكالة بين الشرق والغرب.
القضاء على التنظيمات الإرهابية في أفريقيا يستوجب التنسيق الأمني المتكامل بين المجتمعات لمحاصرة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التي تحاول بشتى الطرق النيل من استقرار دول أفريقية، وعرقلة هدف خطة التنمية المستدامة 16 بشأن مجتمعات مسالمة لا يُهمش فيها أحد، وجعل الاتحاد الأفريقي السلام والأمن أحد الأركان الأساسية في الموقف الأفريقي الموحد، ومنع العنف ومكافحة الإرهاب والجريمة.





