ad a b
ad ad ad

آليات واشنطن لمحاصرة نفوذ فاجنر في إفريقيا

الإثنين 24/يوليو/2023 - 03:50 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية بشتى السبل إلى محاصرة النفوذ الروسي في قارة إفريقيا، وخاصة نشاط شركة فاجنر العسكرية وتمددها في القارة السمراء، مما يقوض المصالح الغربية في المنطقة، ولا سيما بعد تحركات المنظمة الروسية الأخيرة لمساندة عدد من الدول الإفريقية في إنشاء اتحاد كونفدرالي، لمواجهة النفوذ الغربي.
آليات واشنطن لمحاصرة
فاجنر ونفوذها بالسودان
الباحث في الشأن الدولي، أحمد العناني، أكد أن فاجنر ذراع روسيا العسكرية في القارة الإفريقية باتت تشكل خطرًا داهمًا على النفوذ الأمريكي في المنطقة، إذ تتغلغل داخل 8 دول أفريقية بصورة فعالة، وتحاول التمدد في دول أكثر لمحاولة تلافي العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، التي فرضت عليها من قبل الدول الغربية.

وأشار العناني إلى أن فاجنر ركزت نفوذها في السودان منذ عام 2017، وحاولت دعم نظام الرئيس السابق عمر البشير مقابل السماح لها بالسيطرة على ثروة الخرطوم من الذهب وحتى بعد سقوطه عام 2019، واصلت سيطرتها على المنجم، عبر تعاونها الوثيق مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حتى نشبت الحرب الأهلية الأخيرة التي حاولت واشنطن استغلالها بالترويج بضلوع الشركة الأمنية الروسية في دعم محمد حمدان دقلو حميدتي قائد الدعم السريع، عبر إمداده بصواريخ أرض جو، وذلك بهدف تشوية سمعة موسكو، كما نجحت واشنطن في عرقلة اتفاقية روسيا مع الخرطوم عام 2022 التي كانت تمنحها بموجبها قاعدة عسكرية بحرية في بورتسودان، مستغلة صراع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وحميدتي لتعزيز وجودها في بورتسودان، تحت ذريعة إجلاء وتأمين رعاياها الموجودين في السودان، وقطع الطريق أمام التطلعات الروسية.

وأضاف العناني أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول محاصرة نفوذ فاجنر في إفريقيا الوسطى عبر صفقة عرضتها واشنطن على فوستين تواديرا، رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى لفك الارتباط بالمنظمة الروسية، مقابل الحصول على مساعدات إنسانية ضخمة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تدريبات عسكرية أمريكية للقوات الحكومية، بقيمة 10 ملايين دولار، مشترطة قطع علاقاته مع فاجنر وترحيل عناصرها البالغ عددهم نحو 1890 عنصرًا.
آليات واشنطن لمحاصرة
فاجنر في بوركينا فاسو
وفي محاولة لمحاصرة فاجنر في بوركينا فاسو قدمت واشنطن مساعدات ودعم عسكري للنظام هناك برئاسة إبراهيم تراوري، لمواجهة التهديدات الإرهابية لقطع الطريق أمام الشركة الروسية وتحرمها من حليف جديد في المنطقة، كما تضغط لتضييق الخناق على موسكو في عدد من القواعد العسكرية في ليبيا بمطار الخادم وسرت والجفرة، وتمتلك الشركة الروسية العديد من المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي والمدرعات في هذه القواعد، كما لديها 1200 عنصر هناك، وذلك خلال زيارة خاطفة لويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، بلد المختار في محاولة منه لإقناع خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، بطرد عناصر المنظمة الروسية من البلاد، والمضي قدما نحو استكمال خارطة الطريق في أسرع وقت ممكن حتى تتخلص من الكابوس الروسي.

وأكد الخبير الدولي أن واشنطن فتحت خزائنها لتقديم مساعدات سخية لكوت ديفوار وبنين وتوغو، لمنع تمدد فاجنر إليها، مشيرًا إلى تحذيرات مايكل هيث، مساعد وزير الخارجية الأمريكي حول سعي موسكو للتغلغل في غرب إفريقيا، وتعويض غيابها هناك، كما دعمت الإدارة الأمريكية والدول الغربية محمد إدريس ديبي رئيس المجلس العسكري الانتقالي التشادي، ضد حركات المعارضة المسلحة المدعومة من روسيا، مما أدى إلى فشل محاولات التخلص منه، وتغاضت في سبيل ذلك عن الجرائم التي ارتكبها نظام ديبي في سبيل تثبيت أركان حكمه.

وأضاف العناني، أن أمريكا تلعب أيضًا بورقة المساعدات مع مالي لمنع تعاونها مع فاجنر عبر حزمة مساعدات إنسانية ورفع العقوبات المفروضة على باماكو، والحصول على مزيد من الدعم الاقتصادي والعسكري، مقابل عدم التعاون مع الشركة الروسية.

الكلمات المفتاحية

"