العقوبات الأمريكية تطال «فاجنر» وتحركات أممية جادة ضد المجموعة في مالي

في أواخر يناير الماضي، دعت مجموعة من الخبراء والسياسيين في الأمم المتحدة، لإقامة دعوى قضائية ضد مجموعة «فاجنر» الروسية، بسبب ما قال الخبراء إنها انتهاكات ارتكبتها المجموعة العسكرية الروسية في جمهورية مالي.
وتستعين مالي منذ عام 2021، بقوات «فاجنر» في محاربة إرهاب تنظيمي «داعش» و«القاعدة».
قبل أيام أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن بلاده ستفرض عقوبات على مجموعة أفراد بمجموعة «فاجنر»، بعد أن تم تصنيفها منظمة إجرامية عابرة للحدود، وشملت العقوبات الأمريكية، قيودًا على إصدار التأشيرات لـ531 فردًا من عناصر الجيش الروسي.
وكانت الولايات المتحدة، أدرجت في 26 يناير الماضي، مجموعة فاجنر، على قائمة المنظمات الإرهابية العابرة للحدود، وفرضت عقوبات على جميع من يقف في صفها، بحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية.
وجود فاجنر في أفريقيا
توجد عناصر قوات «فاجنر» الروسية، في أكثر من عشر دول إفريقية، منها السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وزيمبابوي وأنجولا ومدغشقر وغينيا وغينيا بيساو وموزمبيق ومالي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
ويؤكد عبدالغفار حسن، الباحث السوداني في الشؤون الدولية، أن كون واشنطن اتخذت خطوات جادة لوقف تلك المجموعة، فهي لديها رغبة جادة لتقليص نفوذها وطردها من الدول الإفريقية وليس مالي فقط.
واعتبر «حسن» في تصريح لـ«المرجع»، أن الولايات المتحدة تريد استغلال فرصة انشغال روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتعمل على طردها من القارة السمراء، لكن في البداية ستقوم بمحاولات طردها من الأراضي الليبية، ومن ثم أفريقيا كلها.
وأشار، إلى أن الرغبة الأمريكية في طرد قوات «فاجنر» الروسية من ليبيا يرجع لسببين، الأول: أن ليبيا في الوقت الحالي، بدأت تؤسس علاقات سياسية وعسكرية مع أوكرانيا، لذلك لديها رغبة في التخلص من الوجود الروسي، أما السبب الثاني فهو أن ليبيا تعتبر بوابة الولوج لأي دولة إفريقية، متابعًا فى ختام تصريحه لـ«المرجع» أن هناك رغبة أمريكية وغربية، في وقف استغلال روسيا للنفط الليبي، والثروات الطبيعية الموجودة في الدول الإفريقية التي توجد فيها قوات فاجنر.
زيادة الهجمات الإرهابية في مالي
وكانت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، أكدت خلال جولة في عدة دول إفريقية خلال أكتوبر 2022، أن الهجمات الإرهابية في مالي ارتفعت نسبتها منذ أن دخلت عناصر «فاجنر» البلاد، على الرغم من أن دورها الرئيسي كان تدريب القوات المالية فقط لا غير.
تجاوزات فاجنر
ورصد مراقبون تجاوزات متعددة اتهمت قوات فاجنر في مالى بارتكابها أعمال قتل أبرزها، في أكتوبر 2022 اتهامها بقتل ما يقرب من 13 مدنيًّا في منطقة موبتي وسط مالي، كما اتهمت في أبريل 2022، بقتل 300 شخص في منطقة مورا بوسط البلاد، خلال قتال مجموعة من المسلحين، وحينها طالبت الأمم المتحدة السلطات المالية بالسماح لقوات حفظ السلام الأممية بزيارتها والتحقيق في ما حصل، وهو ما رفضته السلطات المالية.
وفي مارس 2022، عثر على عشرات الجثث محترقة بالقرب من بلدة ديابالي في وسط مالي، وحينها تم توجيه الاتهام لفاجنر.
تحذير روسي لواشنطن
من جهته حذر رجل الأعمال الروسي يفجيني بريجوجين، الملقب بـ«طباخ بوتين»، الولايات المتحدة من تصنيف مجموعة «فاجنر» على لائحة الإرهاب الدولي، قائلًا في منشور له عبر موقع «تليجرام»، فى صفحة تابعة لشركته القابضة (Concord): «كما يقول المثل: دع الكلاب النائمة راقدة، ولا توقظوا فاجنر PMC أيها الأمريكيون، فهي لا تزال نائمة».
وأضاف بريجوجين: «لم نتجاوز أبدًا حدود ما هو مسموح به، ولم نقمع المدنيين أبدًا، لقد أنقذنا دائمًا المظلومين من العنف، ولم نقع في أي فئة من المنظمات الإرهابية، ولم ولن نتجاوز أبدًا القوانين الأخلاقية».