غزال ألمانيا في أفريقيا يحارب تقوقع برلين.. والإرهاب أيضًا
الثلاثاء 09/مايو/2023 - 04:10 م
أحمد عادل
أعلن مجلس النواب في ألمانيا، الأحد 30 أبريل 2023، الموافقة على نشر قوات تابعة لها، في دولة النيجر، لبدء المشاركة في مهمة جديدة وهي تدريب القوات العسكرية تحت إشراف الاتحاد الأوروبي.
وكشف القرار عن عدد القوات المشاركة في مهمة التدريب العسكري الجديد، والذي قد يصل إلى 60 عسكريًّا، وهو ما تسمح به الحكومة الألمانية، ووفق ما أعلنه البرلمان ينتهي صلاحية القرار في مايو 2024، مع إمكانية التجديد مرة أخرى.
وفي أغسطس 2019، أعلنت المستشارة أنجيلا ميركل، اعتزام ألمانيا، زيادة تعزيز القوات لمحاربة الإرهاب والتطرف في منطقة غرب أفريقيا، وذلك في حضور رئيس منظمة الـ"G 5" ورئيس بوركينا فاسو، روش مارك كابوريه، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدة أن التنمية والاستثمار الاقتصادي، سيقوم بدور بارز في إيقاف زيادة وانتشار التنظيمات الإرهابية الموجودة في المنطقة، مشيرة إلى أن تلك التنمية يقابلها تعزيز الوجود الأمني بالمنطقة ككل.
وفي عام 2017، كشفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن منح بلادها مبلغًا ماليًًّا يقرب من 1.7 مليون يورو، لدعم مجموعة دول غرب أفريقيا في الحرب على التنظيمات الإرهابية الموجودة بالمنطقة، مع توفير سبل الأمن والأمان في المنطقة.
ويوجد الجيش الألماني، في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، من خلال بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي «مينوسما»؛ حيث يمتلك الجيش الألماني هناك قاعدة نقل جوي؛ حيث يتم نقل الأشخاص والمواد من وإلى النيجر، كما تعمل القاعدة أيضًا على تأمين الرعاية للجرحى، كما يشارك الجيش الألماني في مهمة الاتحاد الأوروبي التدريبية بنحو 150 جنديًّا، وتهدف هذه المهمة إلى جعل القوات المالية قادرة على توفير الأمن في البلاد بنفسها.
وتمثل المهمة الرسمية للقوات الأميمة «مينوسما»، كواحدة من أكبر القوات الموجودة في منطقة غرب أفريقيا، والتي تشارك في الحرب على الإرهاب وتدعم اتفاقات الهدنة وإجراءات بناء الثقة، ويتمركز 11 ألف جندي تابع للمنظمة الدولية في مالي، بالإضافة إلى ما يقرب من 1500 شرطي ومدني.
ومنذ عام 2013، تشارك قوات الاتحاد الأولي، في مهمة تدريب القوات المالية، وقوات الـ«G5» في منطقة غرب أفريقيا، لمحاربة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في تلك المنطقة.
العملية غزال
من جانبه، قال إسلام فكري نجم الدين، باحث في الشأن الإفريقي، إن المشاركة الألمانية بقوات تدريب خاصة في دولة النيجر هي جزء من العملية غزال التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في النيجر بشكل خاص ودول غرب إفريقيا من أجل ما يسمي بمكافحة الإرهاب الإسلامي «بوكوحرام» وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي مهمة "غزال" هي جزء من بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب "EUTM"، وتضم ما يقارب من 1400 مقاتل ألماني طبقًا لقرار البرلمان الألماني، وسبق أن سحبت ألمانيا بعثتها العسكرية من مالي على إثر الانقلاب الأخير وظهور قوات فاجنر الروسية في مالي.
وأكد إسلام في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن هذه المشاركة الألمانية هي سياسة ألمانية جديدة بعد ما اكتشفت برلين أن التقوقع خلف الحدود الألمانية هو أكبر خطأ إستراتيجي، فألمانيا دولة شحيحة الثروات وعليها أن تقيم سلاسل نفوذها في مستعمراتها السابقة، وعليها أن تعيد شبكتها الاقتصادية لم يحقق لها مزيدًا من تدفق المواد الخام والطاقة لتقليل الاحتياج لروسيا، لاسيما مع اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، التي تعد ألمانيا إحدى أكبر الدول الداعمة لأوكرانيا عسكريًّا، سواء بشكل مباشر أو من خلال السماح للشركات الألمانية ببيع أسلحتها إلى أوكرانيا.
وأضاف الباحث في الشأن الأفريقي، أن سياسة ألمانيا الحالية هي التخلي عن المحاذير العسكرية والأمنية التي سادت فتره الحرب الباردة وما بعدها، والتحول إلى سياسة التفاعل النشط مع القضايا العالمية، وتأمين خطوط الطاقة والموارد الحيوية اللازمة للصناعة الألمانية.





