يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

إخواني مُنشق: تصريحات «الهلباوي» عن المُصالحة غير موزونة

الخميس 10/مايو/2018 - 07:29 م
غزالى والهلباوي
غزالى والهلباوي
حور سامح
طباعة
قال أحمد ربيع غزالي، قيادي منشق عن جماعة الإخوان: إن تصريحات كمال الهلباوي (الإخواني المنشق)، عن المُصالحة مع جماعة الإخوان غير موزونة، متسائلًا عن كيفية التصالح بين دولة بمؤسساتها وجماعة إرهابيَّة -يقصد جماعة الإخوان. 

وعلَّق غزالي، في تصريحات خاصة لــ«المرجع»، على تصريحات «الهلباوي» حول التأسيس للمرحلة الثانية لمُبادرة المُصالحة مع الإخوان، التي تَهْدِف إلى تأسيس مجلس حكماء يجمع شخصيات عربيَّة وعالميَّة لحل الأزمة؛ موضحًا أن تشكيل مجلس الحكماء يتطلب على الأقل موافقة الدولة وتأييد الفكرة من قبل السياسيين، وهو ما لم يتم حتى الآن، وعلى الجانب الآخر فإن قيادات الإخوان مازالوا متمسكين بشرعيَّة مرسي، وهو ما ينفي تقديم الجماعة للتنازلات للسعي لفكرة المصالحة». 

وأكد غزالي أن أفكار جماعة الإخوان تحتاج لتفكيك فكري، وليس للتعامل الأمني فقط، مُحذرًا من الذين يطرحون فكرة المراجعة داخل السجون، لأنها قد تكون نوعًا من أنواع المناورة السياسيَّة من قبل أعضاء الجماعة- حسب رأيه. 

وفي السياق نفسه، أعرب طارق أبوالسعد، الباحث في شؤون الحركات الإسلاميَّة، عن اعتراضه على الفكرة، مؤكدًا عدم وجود مصالحة بين دولة وفصيلٍ، خاصة لو كان فصيلًا إرهابيًّا يُحَارب الدولة. 

وأوضح «أبوالسعد» أن «الهلباوي» غير مُوفَّق في طرحه للفكرة من الأساس، وأن استمراره وإصراره على موقفه سيُعرِّضه للهجوم والاتهام بعودته لـ«الإخوان»، خاصةً أنه يقدم مشروعًا غير واضح، مؤكدًا أن طرحه للمصالحة أو أيًا كان اقتراحه لا يعني أنَّه مُنضمٌ لـ«الإخوان». 

وأعرب «أبوالسعد» عن تخوفه من طرح مثل هذا المشروع، مشككًا في المراجعات التي تجري داخل السجون، مشيرًا إلى أن عددًا من الموجودين في السجون يغلب عليهم الانتهازيَّة؛ لأنهم يقومون بمراجعات بهدف الخروج من السجن؛ لكنهم «ينتكسون» بالعودة لنفس الأفكار مرة أخرى، كما حدث من قبل في التسعينيَّات في مراجعات الجماعات الإسلاميَّة، الذين عادوا مرة أخرى لتنظيمات الإسلام الحركي، دون مراجعة حقيقيَّة للأفكار، وكذلك مراجعات الستينيَّات التي قام بها «الإخوان»، وعادوا بعدها للعنف مرة أخرى.

ويرى «أبوالسعد» أن المُصالحة في ذلك التوقيت لصالح الجماعة، لكنها لن تُراجِع الأفكار، أو تفكك التنظيم، فهي تريد المُصالحة للبقاء، وهو غير مطروح بالمرة، مشيرًا إلى أن التنظيم يُحاول إنقاذ نفسه، والعودة إلى الحياة مرة أخرى. 

يُذكر أن كمال الهلباوي، الإخواني المنشق، دعا إلى تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربيَّة ودوليَّة مشهودٌ لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخيَّة في مصر، تنهي حالة الصراع القائمة بين الدولة المصريَّة والإخوان، بزعم أن هذه دعوة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثنى أحدًا إلا أهل العنف والإرهاب، وكأن جماعة الإخوان لم ترتكب عُنفًا أو تصدر فتاوى بالتفجير والتكفير.
"