ad a b
ad ad ad

«بيير فوجل».. قصة ملاكم أزعج السلطات الألمانية

الأربعاء 03/أكتوبر/2018 - 11:27 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

«بيير فوجل» الألماني الذي لقبه أتباعه باسم «الفاتح الإسلامي» بعدما تحولت شهرته على الشاشات من لاعب ملاكمة إلى داعية، يدعو لاعتناق الإسلام ويرشد المسلمين الجدد إلى طرق الإيمان والعقيدة – بحسب مؤيديه من السلفيين.

الدعوة إلى الإسلام بالمنهج السلفي الذي يتبناه «فوجل» يختلف عن النمط الذي كان سائدًا في أوروبا قديمًا؛ حيث يروج لأفكار السلفية المتشددة، معتمدًا على خلفيته في حياة الترف الأوروبية بعيدًا عن الالتزام الديني.

ولد فوجل، والمعروف بـ«أبو حمزة»، والملقب أيضًا باسم صلاح الدين الأيوبي (طبقا لأنصاره) في 20 يوليو 1978، في بلدة ريفية، وأنهى دراسته الثانوية في برلين، وأصبح لاعبًا للملاكمة، واحترف في سن الاثنين والعشرين عاما بعد 66 مباراة على مستوى الهواة، ثم لعب لفترة قصيرة – تقترب من نحو عامين- لنادي ساورلاند ويلفريد.

«الاتجاه للسلفية»

اعتنق بيير، الإسلام سنة 2001، وبدأ دراسة العلوم الإسلامية في الجامعة ليقطع دراسته بعد ذلك لعدم اقتناعه بعرض الإسلام في الجامعة، ثم قرر دراسة الإسلام في المملكة العربية السعودية.

وغادر بيير، إلى مكة ليلتحق هناك بالمؤسسة العربية لغير الناطقين بالعربية في جامعة أم القرى، ودرس خلال عامي 2004 و2005، القرآن والإسلام، ثم عاد بعدها إلى ألمانيا ليبدأ سنة 2006 في إعطاء محاضرات ودروس عنه .

وقال تقرير بعنوان Radical Islam in Germany: The Convert as Missionary ، نشره معهد جيتستون (مجلس ومركز أبحاث غير حزبي وغير هادف للربح يهتم بالسياسة الدولية)، في يونيو 2011، إن فوجل يعد من الألمان الأكثر نفوذاً في الأصولية "السلفية".

وذكر التقرير أنه لا ينبغي الخلط بين الإسلام الراديكالي الذي يمثله أبو حمزة، وبين المتطرف المسلم المشهور المسجون حاليًا في بريطانيا أبو حمزة المصري أو أعضاء القاعدة الراحلين الناشطين في باكستان والعراق، الذين استخدموا نفس الاسم أيضًا.

لكن التقرير أشار إلى أن تأثير فوجل في أوساط المسلمين الألمان «لا يقل شؤمًا حتى لو كان تطرفه يبدو أكثر تحفظًا».

ومع طلاقة لسان فوجل، الذي يتواصل مع الشباب الألماني المتدين، فإنه أيضًا يتواصل مع الشباب الألماني غير المسلم والذين يعانون من مشاكل في الهوية.

وبحسب التقرير، يرى فوجل «دعوة» الآخرين إلى الإسلام، التزامًا يقع على عاتق كل مسلم، وقد أعلن نفسه مبشرًا أو «داعية»، ويجادل علانية بأنه يمتلك دليلاً لاهوتيًا على تفوق الإسلام.

كما أنه يعتمد على طريقة التدريس في الدعوة، فمن بين ما يفتخر به فوجل، هو ما اكتسبه من «زيارات إلكترونية» لدروسه عبر الإنترنت والتي تخطت خمسة ملايين زيارة في عام ونصف.

ويعتمد على خلفيته في الحياة خارج حدود الإسلام قبل دخوله فيه حين كان مراهقًا، فيقول «أنا أعرف كل شيء.. الكازينوهات والمراقص والنساء، وأنا أعرف أيضًا لماذا من الأفضل أن يعيش نوعًا آخر من الحياة التي يمتنع فيها المرء عن ممارسة الجنس قبل الزواج».

يقول أيضًا «إن الأخبار أحادية الجانب تجلب الآلاف من المتحولين.. هناك دائمًا أولئك الذين يتم تحفيز فضولهم من خلال التهديد (وفقا لفوجل)، إنهم يريدون معرفة الحقيقة عن الإسلام.. يأتون للاستماع ، ويكتشفون أن الإسلام هو الحقيقة».

ووفقًا لما نقلته دويتش فيله، في سبتمبر 2016، تحت عنوان Protests in northern German city against Salafist preacher Vogel، فإن فوجل متحدثًا عن العلاقة بين الإسلام والإرهاب، يرى أن داعش ليس الإسلام.

وعلى الرغم من أنه كثيرًا ما كان يتحدث ضد «الإرهاب»، فإنه السلطات الأمنية الألمانية تخشى أن يكون له تأثير راديكالي، لا سيما على الشباب، وفقا لموقع دويتش فيله.

وفي تقرير آخر لدويتش فيله، بعنوان «الدعاية السلفية في ألمانيا» نشر في عام 2012، جاءت افتتاحيته «قبل ثلاثمائة عام، طور الألمان عادةً من التشجيع على تحويل المسلمين إلى الإيمان المسيحي مع احتفالات الكنيسة العامة. اليوم، السلفيون يفعلون الشيء نفسه - ولكن العكس هو أنهم يصورون تحويل الألمان إلى الإسلام وينشرون مقاطع الفيديو على الإنترنت كدليل على انتصار الدين الحقيقي الوحيد».

ويزعم فوجل أنه يحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من التحولات إلى الإسلام في ألمانيا، عندما أقام احتفالا لـ17 من المسلمين الجدد الألمان في فرانكفورت في أبريل  2012، للحصول على أكبر قدر ممكن من اهتمام وسائل الإعلام، - وهو ناجح في هذا الصدد.

ويتراوح عدد المسلمين في ألمانيا، بين 3.8 و4.5 مليون نسمة، نصفهم من الأتراك، بنحو 2.5 مليون مسلم تركي يعيشون في ألمانيا، بحسب إحصاءات نشرت في أغسطس الماضي.

ويعد السلفيون، أكثر المذاهب المنتشرة في ألمانيا، ويزداد عدد المنتمين للتيار السلفي في ألمانيا بشكل يقلق السلطات الأمنية.

وفي تقرير صدر نهاية العام الماضي، قالت الهيئة الألمانية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، إن أعداد السلفيين في ألمانيا شهدت ارتفاعًا جديدًا، ليصبح 10.8 ألف سلفي بزيادة نحو 500 شخص خلال 3 أشهر فقط (في سبتمبر 2017)، بينما كان عددهم لا يتجاوز تسعة آلاف وسبعمائة في نهاية العام 2016.

وتربط ألمانيا بين التيار السلفي وانتشار العنف والتطرف؛ حيث قال رئيس الهيئة الألمانية لحماية الدستور «هانس جيورج ماسن»، إن المشهد السلفي متجزئ على شكل مجموعات منفصلة عن بعضها، ما يصعب من مهمة مراقبتها، وأن التطرف أصبح يحدث بشكل أقل في المساجد أو التنظيمات الممتدة خارج الحدود، لكنه منتشر بشكل أكبر في دوائر ضيقة تتكون عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى تكوين شبكات سلفية نسائية يصعب اختراقها من طرف أجهزة الاستخبارات.

وترى السلطات أن السلفيين ليسوا مستعدين جميعًا للعنف، لكنهم يقعون تحت ضغط من المتطرفين الذين يستخدمون المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف مثل مسجد النور في برلين الذي أغلقته السلطات الأمنية، حيث كان يعتبر معقلًا للسلفيين المتشددين، حسب هيئة حماية الدستور.

"