مباحثات الدوحة.. هل تحصل «طالبان» على الاعتراف الأممي؟
48 ساعة فقط تفصل حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان عن الوصول إلى حلم الاعتراف الأممي الذي قد يتحول إلى سراب بسبب عدم رغبة الحركة في التفاعل مع المجتمع الدولي حول عدد من الملفات الشائكة.
ورغم ذلك تأمل حركة «طالبان» الوصول إلى حل يتيح لها أدنى درجات الاعتراف الأممي كممثلة للشعب الأفغاني، وسط مخاوف من ردود فعل غاضبة من جهتها إذا فقدت هذا الأمل.
أمل ضعيف
تأمل حركة طالبان الحصول على اعتراف أممي خلال اجتماعات الأمم المتحدة التي تعقد بالعاصمة القطرية الدوحة في الأول والثاني من مايو الجاري، بعد تلميحات أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماع عقد بجامعة برينستون في 17 أبريل، أشارت فيه إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ خطوات صغيرة نحو اعتراف مبدئي محتمل بطالبان بشروط معينة.
وفتحت هذه التلميحات أبواب الأمل المغلقة أمام حركة طالبان في ظل اعتراضات دولية ومحلية على تصرفاتها، من بينها دعوات المعارضة الأفغانية في الخارج إلى الأمم المتحدة بعدم الاعتراف بطالبان ممثلة للشعب الأفغاني بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
بالتزامن مع قرار الإدانة بالإجماع الذي صدر عن مجلس الأمن مؤخرًا ضد حكومة طالبان وتعاملها مع ملف المرأة، والذي وصف إجراءاتها بأنها تصرفات غير مسبوقة في تاريخ الأمم المتحدة. بطرد النساء العاملات في المنظمات الأممية من أفغانسان.
تجاهل الحركة
تبحث محادثات الدوحة برعاية الأمم المتحدة، كيفية التعامل مع طالبان، خاصة في ملف عمل النساء وتعليم الفتيات، وتضم المباحثات ممثلين عن 25 دولة ومنظمة دولية من العاملين في أفغانستان بينهم مبعوثون من كل من روسيا والولايات المتحدة والصين وعدد من الجهات المانحة والعاملين في الإغاثة الإنسانية.
ورغم هذا الحضور الكبير فإنه لم توجه أية دعوة لقيادات طالبان أو حتى مكتبها السياسي في العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما يعني تبدد آمال الحركة في الحصول على أدنى اعتراف أممي، والذي أخذ حيزًا كبيرًا من اهتمام الحركة بعد الآمال التي عقدتها طالبان على تصريحات نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد.
وزاد الأمر سوءًا بالنسبة للحركة أن جدول أعمال المباحثات الأممية يخلو تمامًا من أي حديث عن الاعتراف بالحركة التي تجاهلت دعوة ممثلين عن طالبان للجلوس على مائدة المباحثات بحكم أنها المعنية بالمناقشات.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في تصريحات صحفية الإثنين الأول من مايو الجاري أن أي نوع من الاعتراف بطالبان ليس مطروحًا على الطاولة إطلاقًا.
وأشار بيان صادر عن الأمم المحدة إلى أن حديث أمينة محمد نائب الأمين العام أسيء فهمه، وأن قرار الاعتراف بالحركة يعود للدول الأعضاء في الجمعية العامة وليس في هذه المباحثات. وأن المباحثات تهدف فقط إلى بحث آلية حول كيفية التعامل مع طالبان بشأن الملفات الحقوقية ومكافحة الإرهاب والمخدرات.
حلم طالبان
يرى الدكتور محمد السيد، الباحث المختص في الشؤون الآسيوية أن طالبان لديها حلم ترغب في تحقيقه بأية صورة من الصور، ووجدت بصيص أمل في الحصول عليه خلال التصريح الذي أدلت به أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة حول إمكانية الوصول إلى صيغة للاعتراف الأممي بالحركة.
وأشار في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن الحركة تمسكت بذلك التصريح وحده وتجاهلت المناخ الدولي والمحلي المحيط به، والذي يشير إلى استحالة تحقيق أدني اعتراف بها في الوقت الحالي وسط الغضب الدولي والمحلي من الحركة.
وأكد أن طالبان قد تقبل تقديم التنازلات في بعض الملفات الخاصة بالإرهاب والإتجار في المخدرات، لكن ملف المرأة يعتبر من التابوهات التي لا تقبل الحديث عنه لديها، باعتبار أن له أصولًا شرعية لديها وهو ما يجعلها تتمسك به للغاية.
وأوضح أنه يتوقع أن تتعامل الحركة مع ضياع أمل الاعتراف بها بشيء من الهدوء لأن التصعيد ليس في صالحها خلال هذه المرحلة، مشيرًا إلى أنها يمكن أن تستغل ملف محاربة الإرهاب كما فعلت سابقًا للضغط على الأمم المتحدة من أجل الحصول على الاعتراف الدولي بتصدير أنه لا يمثل خطرًا فقط على أفغانستان وحدها، بل قد تنتقل مخاطره إلى الخارج. وأنها تحتاج إلى التعامل معه بصورة أوسع كحكومة معترف بها دوليًّا.





