يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

هل تفتح المباحثات الأمريكية المباشرة مع «طالبان» أبواب الاعتراف الدولي بالحركة؟

الإثنين 11/أكتوبر/2021 - 11:26 ص
المرجع
محمد يسري
طباعة

من أكبر المشكلات التي تواجه حركة طالبان منذ صعودها الثاني في افغانستان خلال أغسطس 2021م، الحصول على الاعتراف الدولي بشرعية حكومتها، إذ وقعت الحركة في مأزق كبير، بعدم الاعتراف إلى الآن، حتى من حلفائها الذين باركوا وصولها إلى الحكم وعلى رأسهم تركيا وقطر التي تحتضن مكتبها السياسي في الخارج وترعى مباحثاتها، إضافة إلى موقف الولايات المتحدة الذي لم يتضح من الحركة وحكومتها، غير أن واشطن ألقت حجرًا في الماء الذي بات ساكنًا، بالإعلان عن خطوة جديدة نحو طالبان وهو الدخول معها في مباحثات لأول مرة منذ الانسحاب من أفغانستان.


تردد واشنطن


لم تعترف الولايات المتحدة بحركة طالبان خلال فترة حكمها الأولى لأفغانستان، التي امتدت بين عامي 1996 و2001، كما  لم تصنف الحركة كجماعة إرهابية، رغم أن وزارة الخزانة فرضت عدة عقوبات على عدد من زعماء الحركة، وأودعت بعضهم في سجونها، ثم أفرجت عنهم في صفقات متبادلة خلال الأعوام الماضية.


وتتعامل الإدارة الأمريكية مع طالبان بعد الصعود الثاني للحركة فى 15 أغسطس 2021، وفقًا لمصالحها على الأرض، وفي سبيل ذلك أظهرت واشنطن علاقة عمل قوية معها خلال عملية إجلاء مواطنيها، والمواطنين الأفغان الساعين إلى مغادرة البلاد، بعد سيطرة الحركة على العاصمة الأفغانية كابول.


وفي الوقت نفسه، لم تبد الولايات المتحدة خلال تلك الفترة، أي اعتراف بطالبان وحكومتها الجديدة، مؤكدة أن هذا الأمر سيحتاج وقتًا، وهو ما أكدت عليه فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، التي قالت وقتها: إن «واشنطن ستواصل إجراء محادثات مع طالبان بما يخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها».


ودعت «نولاند» حركة طالبان للوفاء بالتزاماتها باحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، وأضافت أن لدى طالبان كثيرًا لتكسبه إذا تمكنت من إدارة أفغانستان بشكل مختلف.


المباحثات الأولى


أعلنت الولايات المتحدة، السبت 9 أكتوبر 2021، أنها تعتزم عقد أول محادثات لها وجها لوجه مع حركة طالبان منذ انسحابها من أفغانستان.


وقال متحدث باسم الخارجية إن وفدًا أمريكيًّا سيلتقي مسؤولين كبارًا من حركة طالبان يومي السبت والأحد في العاصمة القطرية الدوحة، مضيفًا: «سوف نضغط على طالبان لاحترام حقوق جميع الأفغان، ويشمل ذلك النساء والفتيات، ولتأليف حكومة شاملة تحظى بدعم واسع».


وتابع قائلا: «بينما تواجه أفغانستان إمكان حصول انكماش اقتصادي حاد وأزمة إنسانية محتملة، سنضغط أيضًا على طالبان كي تسمح لهيئات الإغاثة بالوصول بكل حرية الى المناطق التي تحتاج إلى مساعدات».


الاعتراف المنتظر


ورغم انتظار الحركة الحصول على اعتراف واشنطن، فإن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، لم تضع النقاط فوق الحروف حول هذه المسألة إذ أكدت الخارجية الأمريكية أن الاجتماع لا يؤشر إلى أن الولايات المتحدة تعترف بحكم طالبان في أفغانستان.


وقال المتحدث: «لا نزال على وضوحنا بأن أي شرعية يجب أن تستمدها طالبان من خلال أفعالها نفسها».


وتضع هذه التصريحات الواضحة حركة طالبان أمام واقع مأزوم دوليًّا بالنسبة لها، وهو أن الاعتراف بها وبحكومتها ليس بالأمر السهل، لاعتبارات كثيرة، على رأسها انعدام الثقة في الحركة، التي تولت حكم البلاد لمدة 10 أعوام، لم ترض هذه الأعوام المجتمع الدولي لما ارتكبته من جرائم في البلاد، إضافة إلى أن التنازلات التي تقدمها الحركة يومًا بعد يوم لم ترق بعض إلى رضا الجميع.

"