ad a b
ad ad ad

خطوات على طريق الاعتراف بطالبان.. أمريكا تفوض قطر برعاية مصالحها في أفغانستان

السبت 13/نوفمبر/2021 - 11:37 ص
المرجع
محمد يسري
طباعة

لا تزال حكومة حركة طالبان تلهث حتى اليوم في سبيل اكتساب أدنى اعتراف دولي بوجودها، بدءًا من مطالبها المستمرة والمتكررة بوجود ممثل لها في الأمم المتحدة، إضافة إلى التودد إلى دول الجوار، والتحركات المستمرة في المنطقة لممثليها.


ورغم استمرار المفاضات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية قبل سقوط حكومة أشرف غني، والاتفاقات المبرمة بين الطرفين منها تعهد الحركة، بعدم السماح للجماعات الإرهابية بتهديد المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة، لا تزال لا تثق في الحركة حتى اللحظة، ولم تقدم شيئًا ذا بال يشير إلى إمكانية وجود تواصل مباشر مع الحركة، سوى مرة واحدة في الأسبوع الأول من أكتوبر الماضي، ومع ذلك فقد بدت في الأفق مؤشرات لحلحلة هذه الأزمة بوساطة قطرية.


لقاءات سابقة


في التاسع من أكتوبر الماضي، التقى وفد تفاوضي من وزارة الخارجية الأمريكية، مسؤولين كبارًا من حركة طالبان الأفغانية الحاكمة، في العاصمة القطرية الدوحة، لأول مرة منذ سيطرتها على العاصمة كابول في أغسطس الماضي، وناقش الطرفان عددًا من الموضوعات على رأسها احترام حقوق الإنسان والمرأة.


لكن اللقاء لم يكن على هوى حركة طالبان التي أصدرت بيانًا في اليوم التالي حذرت فيه واشنطن من محاولة «زعزعة استقرار» نظامها لأن ذلك «لن يصب في مصلحة أي طرف».


وأوضح وزير خارجية الحركة أمير خان متقي لوكالة «باختر» الإخبارية عقب المحادثات التي عقدت في الدوحة: «أبلغناهم بوضوح بأن محاولة زعزعة استقرار الحكومة الأفغانية لن تصب في مصلحة أي طرف»، وتابع أن «العلاقات الجيدة مع أفغانستان مفيدة للجميع، ينبغي عدم القيام بشيء من شأنه إضعاف الحكومة الحالية في أفغانستان، وهو أمر قد يتسبب بمشاكل للشعب».


موقف واشنطن


ومؤخرًا بدأت تلوح في الأفق مؤشرات على تغير المواقف نحو التهدئة، بدأت بتصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان توماس ويست، الذي أكد الإثنين 7 توفمبر الجاري، أن طالبان ترغب بتطبيع العلاقات إلا أن الأمر ليس بيد واشنطن وحدها، وأشار إلى أن بلاده تستعد لجولة جديدة من المحادثات مع الحركة.


وأشار «ويست» إلى أن تطبيع العلاقات مع طالبان ليس بيد واشنطن وحدها، وإنما ذلك مرهون بموقف حلفائها من الحركة وحكومتها ومدى التزامها بتعهداتها.


وأوضح ويست للصحفيين عبر الهاتف من بروكسل، أنه أطلع حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي على محادثات الولايات المتحدة مع طالبان، وأجرى مشاورات بخصوص «خارطة طريق» إزاء الاعتراف بالحكومة التي شكلتها طالبان بعد عودتها للسلطة، وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس الماضي.


تفويض قطري


وبعد مرور 3 أيام على تصريحات ويست، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة 11 نوفمبر، أن قطر ستتولى إدارة مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان بعدما أغلقت واشنطن سفارتها في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة.


وقال بلينكن لدى استقباله نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن إنه سيوقع اتفاقا يرسّخ دور قطر كقوة حماية (لمصالح) الولايات المتحدة في أفغانستان، حيث ستؤسس الدولة الخليجية قسمًا لرعاية المصالح الأمريكية في سفارتها في كابول.


وأكدت وكالة «رويترز» بأن قطر وافقت على تمثيل المصالح الأمريكية الدبلوماسية في أفغانستان، في مؤشر مهم على إمكانية إقامة تواصل مباشر بين واشنطن وكابل حيث عادت حركة طالبان للحكم.


ونقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى تأكيده أن الولايات المتحدة وقطر ستوقع الجمعة على اتفاقية ستتولى الدوحة بموجبها دور «القوة الحامية» لمصالح واشنطن الدبلوماسية، للمساعدة في تسهيل أي اتصالات مستقبلية بين الإدارة الأمريكية والحكومة الأفغانية الجديدة التي شكلتها طالبان.


وذكرت الوكالة أن قطر بموجب الاتفاقية التي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 31 ديسمبر المقبل ستعيد تخصيص جزء من طاقم سفارتها في أفغانستان لتشكيل قسم خاص بمصالح الوكالات المتحدة، وستعمل في هذا الصدد على تنسيق وثيق مع الخارجية الأمريكية وبعثتها الدبلوماسية في الدوحة.

"