تقارب دمشق وتونس.. هل يفضح تحركات النهضة لدعم الإرهاب في سوريا؟
وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى تونس، مساء الإثنين 17 أبريل الجاري في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، افتتحها بعد زيارة استمرت يومين للجزائر.
رغبة تونسية في عودة العلاقات
تأتي تلك الزيارة عقب تصريح للرئيس التونسي قيس سعيد، الأسبوع الماضي، قال فيه إنه لا مبرر لعدم وجود سفير تونسي بدمشق، وأيضًا بالنسبة لسوريا، وأن تونس لن تقبل بتقسيم سوريا.
ردًّا على ذلك أعلنت خارجية كل من سوريا وتونس في بيان مشترك، الأربعاء 12 أبريل، أن دمشق قررت إعادة فتح سفارتها بتونس وتعيين سفير على رأسها، خلال وقت لم تحدده.
وتعود جهود تونس إلى إعادة العلاقات إلى مارس الماضي عندما أعرب الرئيس التونسي، عن رغبته في رؤية مندوب بلده برفقة مندوب سوريا، وهي المرة الأولى التي يتكلم فيها قيس سعيد بشكل صريح ورسمي عن عودة العلاقات مع سوريا.
وفي مطلع أبريل الجاري وجه الرئيس التونسي خارجيته ببدء إجراءات تعيين سفير لتونس في دمشق، مؤكدًا في تدوينات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الحاجة للالتزام بمبادئ السياسة الخارجية للدبلوماسية التونسية، مشيرًا أيضًا إلى أن مواقف بلده في الخارج مستمدة من إرادة الشعب.
لماذا الآن؟
ومع قدوم الرئيس قيس سعيد المعروف بميوله القومية العربية، إلى السلطة في تونس، كان يحمل ميلًا نحو الحفاظ على الدولة السورية موحدة، وتفهمًا لوجهة النظر الرسمية السورية، الأمر الذي يدفع للتساؤل حول أسباب إعادة العلاقات في هذا الوقت تحديدًا وليس قبل ذلك؟
وصمة عار في تاريخ تونس
يقول المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، في تصريح لـ«المرجع» إن عودة العلاقات بين تونس وسوريا هو إعادة تأسيس للعلاقات بعد الخراب الذي طالها على مدار عشر سنوات خلال فترة حكم الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي وحركة النهضة الإخوانية، حيث كانت تونس تقف بشكل صريح في صف التيارات المتطرفة خلال فترة حكم النهضة والمرزوقي، بتنظيمهم مؤتمر سوريا الذي بدت فيه تونس تدعم الميليشيات المسلحة، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر وصمة عار في تاريخ تونس.
ورأى الباحث السياسي التونسي أن إعادة العلاقات بين تونس وسوريا، سيصاحبه فتح تحقيق جاد في ملف تسفير الشباب التونسي للقتال في سوريا، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية السوري ربما يجني من تلك الزيارة، بتفاصيل عن قوائم الإرهابيين التونسيين في السجون هناك ومن ثم كيف سافروا والجهة التنظيمية، وذلك سيكون دليلًا قاطعًا على تجريم حركة النهضة.
يشار إلى أن حركة النهضة الإخوانية في تونس تواجه اتهامات بتسفير الشباب إلى سوريا، إذ شهد البلد العربي الإفريقي في عصر حكم الحركة معدلات عالية من سفر الشباب التونسي من الجنسين إلى تركيا ثم سوريا.
ويعزز هذه الاتهامات الخطاب الذي كانت تتبناه «النهضة» آنذاك وتدعم فيه الإرهابيين التي سمتهم «الثوار»، ورغم تكرار هذه الاتهامات فإن الملف ما زال عالقًا دون حسم من قبل القضاء.





