لعبة المصالح تُبدل علاقات إيران بالحوثي
دعت الولايات المتحدة إيران لتقديم الدعم لإنهاء النزاع باليمن، وذلك بعد مضي عام على الهدنة التي ساهمت بشكل كبير في خفض العنف، إذ أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينج، إلى أنه إذا كانت إيران ترغب في إحداث تحول إيجابي في النزاع، فيجب عليها إيقاف تهريب الأسلحة للحوثيين، والامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وعبر ليندركينج، في كلمته التي ألقاها في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، عن رغبته في رؤية دعم إيران للعملية السياسية المتعلقة باليمن، والتي يأمل أن تكون ناجحة في إنهاء النزاع، وإعادة الحكم الشرعي، وتحقيق الاستقرار في البلاد.
في السياق ذاته، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها لليمن في التصدي لخطر الألغام، وطالبت ميليشيات الحوثي بتسليم الخرائط المتعلقة بها، حيث تُعَدّ الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية في اليمن، خاصة في المناطق السكنية، من أخطر التحديات التي يواجهها المدنيون، وتسببت بمقتل وجرح العديد من الأشخاص.
تعاون من أجل المصالح
من جهته، قال راجح محمود، المحلل السياسي اليمني، إنه لا يمكنه التكهن بمدى تعاون إيران في إنهاء النزاع، لأن هذا يعتمد على العديد من العوامل السياسية والاستراتيجية والمصالح القومية لكل طرف في النزاع.
وأكد في تصريح خاص لـ"المرجع"، أنه من المهم ملاحظة أن هذه الدعوة تأتي في إطار الجهود الدولية المستمرة لإيجاد حل سلمي للنزاع في اليمن، والتي تتطلب تعاون جميع الأطراف المعنية بما في ذلك إيران، وعليه يجب أن تكون تلك الدعوة فرصة للتشجيع على الحوار والتفاوض من أجل العثور على حلول سلمية للقضايا النزاعية في اليمن.
وأضاف المحلل السياسي أن كل ما يحدث عبارة عن جهود روتينية تقوم بها الدول لمحاولة حل الأزمة، على الرغم من عملهم أن جماعة الحوثي لا تلتزم بأي مواثيق دولية ولا اتفاقيات.
جهود غير كافية
أشار المحلل السياسي اليمني راجح محمود إلى أنه رغم الجهود الدولية المستمرة لإنهاء النزاع في اليمن، إلا أن النتائج التي تم تحقيقها حتى الآن ليست كافية لإنهاء النزاع بشكل نهائي، متابعًا أن من ضمن النتائج التي تم تحقيقها من الجهود الدولية، إعلان هدنة جزئية في عام 2018 بوساطة الأمم المتحدة، وأسفرت تلك الهدنة عن خفض العنف في بعض المناطق.
وواصل قائلًا: إنه تم إطلاق سراح العديد من الأسرى من الطرفين في النزاع، وهذا يُعد خطوة مهمة في تخفيف حدة النزاع، موضحًا أنه على الرغم من تلك النتائج الإيجابية فإن هناك الكثير من التحديات التي يجب تجاوزها لإنهاء النزاع بشكل نهائي، ومنها تعقيدات الوضع السياسي والأمني في اليمن وتدخلات الأطراف الخارجية في النزاع.
علاقة المنفعة تحكم
تسعى ايران حاليًا لتحسين علاقاتها الدولية خاصة مع السعودية، وتلك العلاقة سيكون لها أثر إيجابي على اليمن في المستقبل، وفق ما أكده المحلل السياسي اليمني، صلاح منصور، إذ قال إن طهران يبدو من تصريحاتها الأخيرة لديها نية في حلحلة الازمة اليمنية.
وأشار منصور في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، إلى أن الحكومة الإيرانية تربطها في الوقت الحالي علاقات سياسية كبيرة سيترتب عليها علاقات اقتصادية في المستقبل، ومن أجل تلك المصالح سوف تتغير ملامح العلاقة بين طهران والحوثي.





