يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

دور «جنود الظل» في الحرب الروسية الأوكرانية

الخميس 23/مارس/2023 - 11:45 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

وسط أنباء الحرب داخل الأراضي الأوكرانية بعد الاجتياح الروسي قبل نحو عام، لا تزال أصداء الهجمات الأوكرانية المضادة التي نفذها ما يُعرف بـ«جنود الظل» مستمرة، إذ كان لها دور في استعادة أجزاء من جنوب وشرق أوكرانيا.


وأعلنت كييف أنها فرضت سيطرتها مجددًا على أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا.


وتُوصف العمليات السرية بأنها أحد أهم العوامل في الحرب الأوكرانية الروسية، إذ يتألف  جنود الظل من المؤيدين المدنيين، وهم المواطنون العاديون الذين انضموا الى الجهد الحربي، وكثير من بينهم يعملون في السر وراء خطوط العدو، ويقفون وراء بعض أكبر الانتصارات، حيث تولوا نصب الكمائن وتدمير البنية التحتية وحتى الاغتيالات في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا مثل القرم.


وللمشاركة المدنية نصيب كبير بين من يشكلون جبهة مقاومة، حيث أصبح بإمكان الأوكرانيين تسجيل التحركات الروسية على تطبيق هاتفي اسمه e-enemy، واستخدموا تطبيقًا آخر كان مخصصًا لتسجيل الوثائق الإدارية يوميًّا.

ولا يمكن تنفيذ هذه الهجمات بدون الدعم والحضور الغربي على الأراضي الأوكرانية؛ لا سيما أن هناك مساعدات عسكرية غير محدودة قدمتها الدول الغربية لكييف؛ فمنذ نهاية أغسطس 2022، أعلن الجيش الأوكراني شن هجومين شاملين مضادين: الأول في الشمال الشرقي؛ حيث طُردت القوات الروسية من إقليم خاركيف وكثفت القوات الأوكرانية من هجماتها حتى وصلت إلى حدود إقليم لوهانسك.


أما الهجوم الثاني فتمركز في الجنوب؛ حيث تمكنت القوات الأوكرانية في نوفمبر 2022 من طرد القوات الروسية من مدينة خيرسون والمنطقة المجاورة لها.


كما تلقى المدنيون تدريبات على الكثير من المهام الخطيرة، منها تفجير المركبات الروسية، وطرق قطع خطوط الإمداد، ويعمل الجيش السري للمقاومة المدنية وراء خطوط العدو ويندمج في الخلفية داخل البلدات المحتلة ويطلع الأوكرانيين على أماكن وجود المواقع الروسية، ويعتقد بأن 10 آلاف شخص يقومون بهذا العمل.


في هذا الصدد، قال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المقاومة الأوكرانية أو العمليات السرية التي تشهدها بعض المدن في أوكرانيا، يمكن أن تلحق أضرارًا بالجيش الروسي ولكنها لن تؤثر بشكل كبير على مسار الحرب، أو تلحق هزيمة بالروس.


وأوضح في تصريح خاص لـ«المرجع» أن روسيا تشن حربًا تقليدية تستخدم خلالها الدبابات المتقدمة وأعداد كبيرة من الجنود، بالإضافة إلى المدفعية والطائرات المسيرة، ولذلك ليس منطقيًّا أن تنهزم هذه الأدوات مقابل معارك عادية تقوم بها المقاومة، وتُكبد روسيا خسائر تتلخص في مقتل عدد من الجنود مثلًا، بحسب قوله.


وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن العمليات السرية لن تُوقف تقدم القوات الروسية التي تحاصر باخموت من ثلاث جهات، فلن تتراجع برلين بفعل عمليات تقليدية، مشددًا على أن أوكرانيا ترغب في الحصول على دبابات متقدمة من ألمانيا، وهذا سيستغرق وقتًا للتدريب عليها، وأيضًا طائرات من الولايات المتحدة لكن الأخيرة لم توافق.

الكلمات المفتاحية

"