ad a b
ad ad ad

دور المقاتلين الشيشان في الحرب الروسية الأوكرانية

الأحد 24/أبريل/2022 - 06:55 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
يلعب المقاتلون الشيشان دورًا مزدوجًا في الحرب الروسية الأوكرانية، إذ سارع رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان إلى إرسال قوات خاصة إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الروسية، حتى إنه أعلن مطلع مارس الماضي احتلال قواته قاعدة عسكرية كبرى كانت تابعة لقوميين متطرفين أوكرانيين.

وبحسب مراقبين، بلغ عدد المقاتلين الشيشان فى أوكرانيا عشرة آلاف، بينما أكد رمضان قديروف، في 17 مارس 2022، أن ألف متطوع شيشاني في طريقهم للانخراط في صفوف القوات الروسية التي غزت أوكرانيا.

وزارة الدفاع الروسية استعانت بمقاتلي الشيشان لحرب الشوارع الدائرة في عدد من المدن الأوكرانية، إذ خاضت معارك شرسة في مدن الساحل الأوكراني الاستراتيجية، ونجحت القوات الروسية بمعاونة قوات قديروف في الاستيلاء على ميناء ماريوبول في 18 مارس 2022، كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول إرهاب أوكرانيا بصور الجنود الشيشان المنتشرين على أراضيها، مستغلًا الصور النمطية للوحشية الشيشانية لاستخدامها كسلاح نفسي ضد الأوكرانيين، وإجبار كييف على الاستسلام.

يشار إلى أن 85% من ميزانية جمهورية الشيشان تأتي من الحكومة الروسية، وأدى الاعتماد هذا على الكرملين، للحصول على المال في المقابل إلى تأمين السلام إلى حد كبير في الشيشان، في المقابل لكي يحصل قاديروف على بعض الامتثال من بوتين، كان عليه أن يثبت ولاءه باستمرار من خلال تحقيق المهام التي تم تكليفه بتنفيذها بنجاح.

وعلى الجانب الآخر لم يقتصر الحضور الشيشاني في الحرب الأوكرانية على قاديروف ورجال جيشه الموالين لموسكو، إذ ظهر مقاتلون شيشانيون آخرون في أوكرانيا، لم يسامحوا قاديروف على دعمه موسكو في 1999-2000 وعلى سحق مطالبهم بالاستقلال عن روسيا، فوجدوا في الحرب الدائرة على أراضي أوكرانيا فرصة للقتال ضد روسيا التي يعتبرونها عدوهم الأول.

ودعا القائد الشيشاني المعادي لروسيا، أحمد زكاييف المقاتلين الشيشان من جميع أنحاء أوروبا للقتال من أجل أوكرانيا ضد القوات الروسية، وبلغ عددهم نحو 500 مقاتل ينتمون لكتيبتين رئيسيتين، الأولى كتيبة الشيخ منصور، نسبة إلى الإمام منصور الشيشاني، الذي قاد المقاومة ضد القوات الروسية في القوقاز أواخر القرن الثامن عشر مدة تسع سنوات، قبل أن يُؤسر ويُقتل في السجن.

وتضم تلك الكتيبة مقاتلين شيشانيين مسلمين معارضين لروسيا كانوا قد تفرقوا إثر نجاح روسيا في إسقاط جمهورية الشيشان وضمها إلى أراضيها، سافر بعضهم إلى سوريا لقتال القوات الروسية هناك، ثم قرروا الانضواء في كتيبة تابعة للجيش الأوكراني لمحاربة الانفصاليين شرقي أوكرانيا عام 2014، وبرز اسم الكتيبة في الحرب الأخيرة بعد نشر مقطع فيديو لأفرادها وهم يقاتلون القوات الروسية على حدود العاصمة الأوكرانية، وهم يكبّرون ويهلّلون، كما أجرت تحالفًا مع كتيبة آزوف التي تتبنى وجهات نظر النازيين الجدد.

والكتيبة الثانية في جوهر دوداييف، نسبة إلى اسم أول رئيس للشيشان، والذي اغتيل عام 1994، أسّسها القائد العسكري الشيشاني عيسى موناييف، الذي قاتل الروس أثناء حرب الشيشان الثانية عام 1999، وبعد اندلاع القتال شرقي أوكرانيا، شكل موناييف الكتيبة من مئات المتطوعين تحت قيادته، لكنه قُتل خلال إحدى المعارك عام 2015، ويقود الكتيبة منذ ذلك الوقت آدم عثماييف، وهو أوكراني من أصول شيشانية، وتشارك الكتيبة حاليا في القتال ضد القوات الروسية.
"