موسكو تنقل القتال إلى خاركيف.. المناطيد الروسية صداع في رأس كييف
تبذل القوات الروسية بمعاونة مجموعات «فاجنر» المسلحة، جهودًا واسعة لاستعادة العديد من الأراضي الأوكرانية التي خرجت من سيطرتها في الشهور الأخيرة من الحرب ضد أوكرانيا.
وأعلنت موسكو عزمها تكثيف العمليات العسكرية في خاركيف باعتبارها أكبر مدن شرق أوكرانيا، ومن ضمن الأدوات العسكرية الفاعلة التي تستخدمها القوات الروسية كان سلاح "المناطيد"، إذ إن منذ بدء الحرب قبل عام تقريبًا، أفادت السلطات الأوكرانية مرارًا بانحراف مناطيد روسية إلى مجالها الجوي.
وأكد رئيس الإدارة المدنية والعسكرية الموالية لموسكو في خاركيف، فيتالي غانتشيف، إن موسكو تعتزم استعادة كل الأراضي التي انسحبت منها العام الماضي، مهما كان الثمن قبل معركة الربيع المنتظرة على الجانبين.
خبراء عسكريون، أكدوا أن "البأس الروسي" لاستعادة خاركيف يرتبط وثيقًا بالرغبة في محو أي هزيمة أو تقهقر، لا سيما في محاور الحرب الحيوية، بعدما كشف انسحاب روسيا من خاركيف، خلال سبتمبر 2022، نقاط ضعف رئيسية في الإمدادات والتوظيف لدى القوات الروسية، بحسب محاربين سابقين ومدونين عسكريين روس.
رد الاعتبار
الباحث في الشؤون الروسية، الدكتور باسل الحاج جاسم، يرى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين التحرك الروسي القوي لاستعادة أراضي خاركيف، والرغبة الأكيدة في الرد على بعض النجاحات الأوكرانية الطفيفة فيما يتعلق بالتصدي لنجاحات الجيش الروسي في مناطق الشرق والجنوب، أيضًا يرتبط وثيقًا بالرد على إسقاط أوكرانيا مناطيد روسية لاختبار أنظمة الدفاع الجوي والتجسس قبل معركة الربيع الفاصلة في الأيام المقبلة.
وقال «جاسم» في تصريح لـ"المرجع"، إن الجهود الروسية لاستعادة الأراضي الأوكرانية التي خرجت عن سيطرة جيشها وقواتها في وقت سابق يتطلب تحركات قوية ومعلومات استخباراتية بمواقع الطائرات والمدفعية وبطاريات الصواريخ والمضادات والمدفعية، وإن كانت قليلة، وهو ما يبدو أن موسكو استعانت عليه بالمناطيد المعدة لذلك، لكلفتها وتكنولوجيتها البسيطة وحسن توجيهها للأغراض المخصصة، فيما أعلنت السلطات الأوكرانية خلال الساعات الأخيرة عن رصد ستة مناطيد تجسس مشتبه بها فوق العاصمة كييف وأسقطت بعضها.
صداع المناطيد بلا علاج
المناطيد سببت وستسبب لأوكرانيا وقوى الغرب صداعًا بلا علاج، باعتبارها مستنزفة ومستنفرة دائمة للمضادات والدفاعات الجوية، لا سيما في مناطق المواجهات مثل خاركيف وسوليدار ودونباس، وذلك باعتراف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية الذى قال: «إنها منطاد عادي مملوء بالغاز وفيه عاكس ورادار متصلان بخيط»، مضيفًا أنه هدف جوي وأنظمة الدفاع الجوي مجبرة على الرد في كل الأحوال.
وربط باسل الحاج جاسم بين قدرات المناطيد في أغراض التجسس، والمعلومات والنجاحات الروسية على الأرض لاستعادة أراضٍ ومناطق بمحاور الحرب في عدة نقاط هي أنه يمكن تجهيز المناطيد التي تتحرك تحت تأثير الرياح بعواكس أو معدات مخابراتية، فضلًا عن توقعات كييف بإرسال موسكو المناطيد للكشف عن المواقع الأوكرانية المضادة للطائرات وتمركزاتها في خاركيف وباخموت.
وأضاف الباحث في الشؤون الروسية، أن المناطيد تتيح لروسيا عاملي التشتيت والمفاجأة العسكرية ما يضمن نصيب الأسد في حظوظ الضربات الجوية والموجهات الصاروخية ضد الأهداف الأوكرانية في خاركيف، خاصة تجمعات القوات والميليشيات الأجنبية المساندة، كما أن خاركيف تضم العديد من الإمدادات الغربية والأسلحة والمعدات ويهم روسيا الفوز بعددها والوقوف على نوعيات التسليح قبل أي معركة فاصلة.
وحسب معلومات استخباراتية، تستطيع المناطيد حمل أنظمة عاكسة وبعض معدات التجسس، ويتسبب وجود الأجسام الطائرة في انطلاق صافرات الإنذار بهجوم جوي في العاصمة الأوكرانية كييف، لذا تهدر المناطيد موارد أوكرانيا والغرب في استخدام صواريخ المضادات الجوية ضد الأجسام التي لا تكلف روسيا كثيرًا.





