خوفًا من الدب الروسي.. الإخوان يساندون أوكرانيا
الأربعاء 02/مارس/2022 - 03:15 م

محمود محمدي
صباح الخميس 24 فبراير 2022، شرعت روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس فلاديمير بوتن عن ذلك، ووفقًا لحرس الحدود الأوكراني فقد تمكنت القوات الروسية من دخول منطقة كييف من بيلاروس لتنفيذ هجوم بصواريخ غراد على أهداف عسكرية.

في منعطف لاحق لتلك الأحداث لم تفوّت جماعة الإخوان في أوكرانيا، الفرصة لتوطيد صلتها بالمجتمع الأوكراني؛ إذ خرج رئيس مجلس مسلمي أوكرانيا، الأستاذ سيران عريفوف، في مقطع فيديو، يتحدث من خلاله حول أزمة الحشود العسكرية الروسية على حدود البلاد، وموقف المجلس والمسلمين في هذا التصعيد.
وأكد «عريفوف»، أن مجلس مسلمي أوكرانيا يتابع بقلق تطورات التصعيد الراهن، وما خلقه من تحديات جمة؛ معلنًا وقوف المجلس إلى صف بلاده، دفاعًا عن وحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها، مع إدانة كافة مظاهر الترهيب والعدوان الروسية.
واعتبر «عريفوف» أن وسائل روسيا العسكرية تهدف إلى دمار البنية التحتية والأسس السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقوم عليها أوكرانيا كدولة مستقلة، وكذلك إلى إضعاف مواطنيها، وثنيهم على تحقيق تطلعاته كشعب حر.
وقال: «أدعو باسم مجلس مسلمي أوكرانيا، الأمة الأوكرانية والمؤسسات الحكومية والمدنية إلى الوحدة ونبذ الخلافات، في مواجهة تهديدات ومخاوف مشتركة، تمس الجميع؛ دون استجابة للاستفزازات والحملات المضللة، ودون أي مظاهر ذعر وهلع، تضر ولا تفيد».
وشدد على أن مسلمي أوكرانيا متمسكون بواجباتهم الوطنية كتمسكهم بالحقوق، ومنها حماية الحريات، التي ينعم بها شعب أوكرانيا، داعيًا مسلمي روسيا إلى لعب أدوار إيجابية بالوسائل السلمية، لمنع أي عدوان مسلح، بما يجنب وقوع ضحايا مدنيين وأبرياء.

عداوة ضد بوتين
موقف إخوان كييف من الهجمات الروسية على أوكرانيا، يأتي في إطار معاداة جماعة الإخوان لروسيا التي أعلنت من قبل الإخوان جماعة إرهابية، حيث تعتبر موسكو أن الإخوان هم مفرخة تنظيم القاعدة الذي لطالما كان عدوًا للروس.
ويأتي الموقف الإخواني في إطار تأجيج الخلاف بين تتار القرم والدب الروسي الذي فرض سيطرته على جزيرة القرم، في محاولة لتفادي تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة.
وتسعى جماعة الإخوان إلى توطيد علاقتها مع الشعب الأوكراني، حيث تعد تلك المواقف الإخوانية ليست في واقعها لدعم الدولة الأوكرانية؛ بل خوفًا من السطوة الروسية في الأساس.
تواجد هش
ويرجع تموضع الجماعة في أوكرانيا لعدد من العوامل المحددة أهمها، الاضطراب السياسي والنعرات الانفصالية التي تفتك بالبلاد، فبعد استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي وإعلانها دولة مستقلة في عام 1991، انقسم المنفصلون حديثًا إلى تيارين متناقضين، الأول يحن للماضي ويهتف برخاء الاتحاد الروسي، فيما يدعو الآخر للحرية الأوروبية.