ad a b
ad ad ad

مع مطلع 2023.. هل تشهد الأزمة الليبية انفراجة قريبة؟

الخميس 05/يناير/2023 - 07:43 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

تدخل ليبيا عام 2023 بنفس الطموحات والآمال التي دخلت بها سابقه، وهي تسليم البلاد لسلطة شرعية منتخبة، وإن كانت الأطراف الليبية فشلت في الالتزام بمواعيد الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية، واللتان كانتا مقررتين في يناير وفبراير 2022 على التوالي، وأمضت باقي العام في مناشدات وتأكيدات على أهمية إجراء الانتخابات، فالأصوات جميعها اليوم سواء محلية أو إقليمية أو دولية، تنادي بحتمية إجراء الانتخابات في العام الجديد وإلا زاد الوضع تأزمًا.


مع مطلع 2023.. هل

ذكرى مشوبة بالمرارة


واستبقت البعثة الأممية بليبيا «أونسميل» الجميع، إذ قال رئيسها عبدالله باتيلي في الذكرى 71 للاستقلال الليبي، الموافق 24 ديسمبر 2022، إن العيد يمر هذه المرة «مشوبًا بمرارة»، ذلك أنه يصادف أيضًا الذكرى الأولى لتأجيلِ الانتخابات العامة التي كان من المفترض إجراؤُها في 24 ديسمبر 2021.


وتابع قائلًا: «لقد ضاع عامٌ كامل على ليبيا في مسيرتها نحو السلام الدائم والاستقرار والازدهار. عام كان من شأنه أن يكون بدايةً لتحقيق السلام والمصالحة الوطنية».


وجدد الدبلوماسي السنغالي مناشداته للأطراف الليبيين كي يجعلوا من عام 2023 بداية عهد جديد للبلاد، بما في ذلك من خلال إجراء انتخاباتٍ حرة ونزيهة.


دعوات لتحريك المشهد


في نفس الاتجاه كانت كلمة المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي والمسيطر على الشرق والجنوب الليبي، في ذكرى الاستقلال، إذ دعا إلى تحريك المشهد والخروج من مرحلة الجمود بوضع خارطة طريق تفضي إلى إجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية في البلاد، معتبرًا ذلك فرصة أخيرة نحو إنقاذ البلاد.


 بدورها نشرت السفارة الأمريكية في ليبيا عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل «فيسبوك» تدوينة قالت فيها: «يظل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في أقرب وقت ممكن في جميع أنحاء البلاد هو المطلب الواضح للشعب الليبي ومُبتغاه. إنهم يستحقون حكومة موحدة ومنتخبة ديمقراطيًّا يمكنها أن تحكم من أجل مصلحة كلّ البلد وشعبه، فضلًا عن هيئة تشريعية بتفويض مجّدد».


بدورها استغلت السفارات الأجنبية بليبيا تهانيها بالعام الجديد، متطرقة إلى مسألة الانتخابات، إذ قال السفير الألماني مِيخائيل اونماخت، عبر حسابه على «تويتر»: «ربما تكون 2023 عام الاستقرار الآمن الديمقراطي».


أزمة وحل


رغم كل التأكيدات على حتمية إجراء الانتخابات هذا العام وعدم تأجيلها للمرة الثالثة، فإن الواقع يقول إن الأسباب الرئيسية وراء التأجيل ما زالت قائمة بل وتتعمق بعد الهجوم الشديد على حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها عقب تسليم الأخيرة الضابط الليبي أبو عجيلة المريكي، إلى واشنطن، على خلفية تهم توجهها الأخيرة إليه بتورطه في حادث انفجار طائرة ركاب أمريكية فوق مدينة لوكربي الإسكتلندية في ديسمبر 1988.


 ويزيد الموقف المتأزم الذي تمر بها حكومة الدبيبة من صعوبة مهمتها المتمثلة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وتهيئة المشهد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.


وتتمثل المشكلة الليبية التي تسببت في تأجيل الانتخابات في الانقسام بين الأطراف المختلفة، لدرجة منعت وضع الإطار الدستوري والقانوني الذي ستقام عليه الانتخابات.


ويبدو في الأفق حلًا، إذ دعا المجلس الرئاسي الليبي الذي يحسب عليه الدبيبة  كلًا من مجلس النواب الليبي ومجلس الدولة للتشاور تحت مظلة المجلس الرئاسي للتوافق على الأطر المطلوبة لإجراء الانتخابات، فيما أثارت تلك الدعوة المهتمين بالشأن الليبي، إذ استبشر بها البعض فيما شكك فيها آخرون.


ووصفها المرشح الرئاسي، سليمان البيوضي، عبر حسابه على «فيسبوك» بـ«دس السم في العسل»، قائلًا إنها محاولة لتعطيل أي تقارب قد يؤدي للاتفاق على قاعدة دستورية تؤدي لاستئناف العملية الإنتخابية وإجرائها.


واعتبر «البيوضي» أن حكومة الدبيبة تمر بلحظات حرجة، معتبرًا ان المبادرة «جرعة إنقاذ علنية» لتلك الحكومة ورئيسها، الذي لم يعد وسيطًا نزيهًا يمكنه الإشراف على استكمال العملية الانتخابية.

 

فشل حكومة الدبيبة


يدعم حديث المرشح الرئاسي، سليمان البيوضي، عن إنقاذ حكومة عبدالحميد الدبيبة أن الحكومة جاءت لهدف محدد هو إجراء الانتخابات وتهيئة الأرض لها، وما حدث كان عكس ذلك إذ ظلت مشكلة الانتخابات عالقة، ولتفادي الحديث عن الفشل نشر الحساب الرسمي للحكومة عبر «تويتر» سلسلة مشاريع اعتبرها الدبيبة "إنجازات" للبرهنة على ما يعتبرها نجاحاتها.

 

ودارت أغلب «الإنجازات» كما يصفها الدبيبة حول العمل المجتمعي من تحسين طرق وتطوير جامعات ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة.


ويعتبر مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية في دراسة له بعنوان: «انتخابات 2022 المعقدة التي ستُجرى في إفريقيا: استعادة العمليات الديمقراطية»، أنه رغم العقبات التي تواجه الانتخابات، فإن إصرار ملايين الليبيين على الديمقراطية يضمن كفة الميزان لصالح التوصل لحل.


للمزيد.. في عيد استقلال ليبيا.. حفتر يوجه رسالة للشعب ويتوعد الإرهابيين

 

الكلمات المفتاحية

"