استراتيجية الخلايا النائمة تجعل النساء سبيلًا لإرهاب «داعش» في ليبيا
في تطور جديد تشهده ليبيا، كشفت تقارير نشرتها صحف ليبية عن استخدام تنظيم داعش الإرهابي لعناصر نسائية في العمليات الإرهابية التي شهدتها مدينة درنة مطلع الشهر الجاري.
وتفيد المعلومات بأن السلطات الأمنية في شرق ليبيا أجرت تحقيقات انتهت فيها إلى ضلوع نساء في العمليات التي استهدفت مواقع الجيش الليبي، في الرابع من يونيو.
ونقلت التقارير عن مصادر لم تسمها، «أن اعترافات المشتبه بوجودهم في خلايا داعشية نائمة، كشفت عن الحضور النسائي في العمليات».
في الوقت نفسه قال المسؤول الإعلامي في غرفة عمليات عمر المختار القتالية عبدالكريم صبرة: إن «غرفة عمليات الكرامة أصدرت أوامرها لمجموعات التحري، والقبض على الخلايا النائمة بمباشرة عملها في درنة».
استراتيجية الخلايا النائمة
ويعاني تنظيم داعش الإرهابي من انهيار كيانه في ليبيا؛ الأمر الذي دفعه إلى اللجوء إلى استراتيجية الخلايا النائمة وتنفيذ عملياته بآليات الكر والفر.
ولا يعتبر تجنيد داعش للنساء بالجديد؛ إذ كان للتنظيم تجربة استثنائية في هذا الملف على المستوى السوري والعراقي، فيما زاد اعتماده عليهن كلما تعرض التنظيم لخسارة وهروب أو سقوط أفراده الذكور.
واتفق الباحث الليبي، محمد الزبيدي مع هذا الطرح، إلا أنه قال: إن «ليبيا تحديدًا لم تشهد تجنيد نساء في التنظيم الإرهابية على عكس سوريا والعراق».
تجنيد النساء
ولفت إلى أن عمليات التجنيد كانت مقتصرة على الذكور في بداية الأزمة الليبية، إلا أن النساء أصبحنا في دائرة الاستقطاب مع عمليات التحرير التي شنها الجيش الليبي في درنة، منتصف العام الماضي.
وبرر ذلك بحالة التساهل الأمني التي تلاقيها النساء عند مرورهن على كمائن، ما أغرى التنظيم لاستغلال هذه الامتيازات التي تحظى عليها النساء لتمرير عملياتهم.
موضحًا أن النساء لا يتعرضن لتفتيش دقيق في النقاط الأمنية، وقد لا يتعرضن للتفتيش أصلًا ما يعني إمكانية استخدامها في نقل سلاح أو رسائل.
إلى جانب ذلك، أوضح أن العامين الأخيرين أظهرا استخدام التنظيم النساء في تحديد النقاط الأمنية للجيش الليبي؛ بحيث تقف السيدة منهن قرب كمائن، مستغلة عدم إثارتها للقلق من قبل العناصر الأمنية على عكس الذكور الذين لا يسمح لهم بالوقوف لأوقات طويلة قرب الكمائن.
وتطرق إلى ظاهرة التبرقع التي قال إنها جديدة على المجتمع الليبي.
ولفت إلى أن النساء في ليبيا اتجهت مؤخرًا إلى لبس البرقع؛ ما ساعد التنظيم الإرهابي على استغلال هذا الزي، باعتباره خافيًا للهوية في تحريك النساء واستغلالهم.
واقترح أن يصدر تشريع يمكن لبس البرقع، كمحاولة للحد من استخدام النساء من قبل التنظيمات الإرهابية.
وفيما يخص الوضع الميداني لتنظيم داعش بشكل عام، قال إنه مازال موجود ولا يمكن الإقرار بزواله كليًّا، مشيرًا إلى انتهاجه أسلوب الخلايا النائمة في مدن كثيرة مثل مصراتة وصبراتة لاسيما طرابلس العاصمة.
في سياق قريب أصدرت وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» تقرير الأسبوع الفائت، حول استخدام داعش للنساء، قالت فيه: إن التنظيم زوّد من اعتماده على النساء في العام الأخير تزامنًا مع خسائره.
وأوضح التقرير الصادر حديثًا أن أدوار النساء داخل داعش تتنوع، بين قطاع الشرطة الأخلاقية، والتعليم، والإعلام والصحة، إلى جانب العمل على الجبهات.
ولفت إلى أن النساء في «داعش» يحظين بدور أكبر مقارنة بالتنظيمات الأخرى في العمل الدعائي، وتأليف المطبوعات، مشيرًا إلى شعبية كبيرة يتمتع بها التنظيم بين أوساط النساء.
وفيما يخص آليات استقطاب النساء، قال التقرير: إن «التنظيم يعتمد على الدوافع الأيديولوجية لدى المتعاطفات معه، وتعظيم شعورهن بقدرتهن على المساهمة في بناء دولة الخلافة المزعومة، متطرقًا إلى التسهيلات التي وفرها التنظيم لمحباته؛ لضمان التحاقهن بصفوف التنظيم، مشيرًا إلى أنه لم يشترط عليهن القدوم بمرافقة الرجال».
ولفت إلى أنه نتيجة لانتهاء التنظيم في سوريا والعراق، تتم دعوة النساء اللواتي لم يلعبن أدوارًا قتالية في السابق، لحمل السلاح.
وقدر تقرير «يوروبول» نسبة النساء من إجمالي أعضاء التنظيم السابقين، الذين أدانتهم المحاكم في الاتحاد الأوروبي العام الماضي، بـ15%، في زيادة عن السنوات السابقة.
ويتعرض «داعش» لخسائر واسعة على أكثر من جبهة، آخرها خسارته في سوريا؛ ما دفعه لتنظيم عمليات في مناطق متفرقة مثل ليبيا، وبعض الدول الأفريقية.
ويتبع التنظيم استراتيجيات؛ لاستعادة نفوذه، منها ما أشار إليه التقرير من اعتماده على النساء، بعدما فقد جزءًا كبيرًا من عناصره الذكور.





