إنكار الواقع.. «طالبان» تنفي وجود «داعش» في أفغانستان
في الوقت الذي أبلغت فيه موسكو حركة «طالبان» بأن هناك أكثر من 6 آلاف مقاتل من تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» في أفغانستان، أنكرت الحركة الحاكمة لأفغانستان وجود التنظيم على اراضيها، واعتبرت المعلومات غير صحيحة، مدعية أن التنظيم الإرهابي لديه عدد اقل بكثير من المقاتلين الموجودين هناك، وأن أنشطة التنظيم تقتصر على جيوب صغيرة شرق أفغانستان، الأمر الذي يعسكه التنظيم الإرهابي من خلال عملياته الإرهابية التي شنها خلال تولي الحركة السلطة في أفغانستان منذ أغسطس 2021.
نشيطون بكثرة
أبلغت الحكومة الروسية نظام «طالبان»
بأن عدد عناصر ما يسمى «داعش- خراسان» ارتفع تدريجياً منذ استيلاء «طالبان» على السلطة في
كابل في أغسطس 2021؛ حيث انسحب عدد من أعضاء «طالبان» الساخطين من التنظيم الأصلي،
وانضموا إلى تنظيم الإرهابي هناك، منوهةً إلى أن عناصر التنظيم وصل عددهم إلى ما
يقرب من 6 آلاف مقاتل يعملون داخل أفغانستان.
المبعوث الروسي إلى أفغانستان
«زامير كابلوف»، أوضح أن عدد أفراد تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» في أفغانستان، وصل
إلى ما يقرب من 6 آلاف عنصر، قائلًا: «إذا كنتم تذكرون أنه بعد وصول حركة طالبان
إلى السلطة في أغسطس 2021، وأعمالهم القاسية فيما يتعلق بمقاتلي داعش، فإن عددهم
كان أكثر من ألفين، وبالتالي ومع التخمين البسيط، فإن هذه زيادة بمقدار 3 أضعاف».
ويؤكد مراقبون في الشأن الأفغاني،
أن روسيا لم تكن الحكومة الإقليمية الوحيدة التي تشعر بالقلق، إزاء الأنشطة المتزايدة
لتنظيم «داعش- خراسان» في أفغانستان، حيث نقلت الحكومتان الباكستانية والإيرانية موقف
عدم الارتياح إلى «طالبان» الأفغانية، إزاء ازدياد وجود التنظيم الإرهابي في أفغانستان،
منوهين إلى أن حكومتَي باكستان وروسيا تتشاطران القلق من أن يفشل نظام «طالبان» في
احتواء عنف «داعش» داخل حدود أفغانستان، وأنه سوف ينتشر إلى البلدان المجاورة.
إنكار طالباني
في الجهة المقابلة، رفضت «طالبان» ببساطة
هذه المعلومات، واعتبرتها غير صحيحة، وقالت للحكومة الروسية إن تنظيم «داعش» لديه عدد
أقل بكثير من المقاتلين الموجودين في أفغانستان، وتقتصر أنشطته ببساطة على جيوب صغيرة
شرقي أفغانستان؛ حيث قال قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم حكومة «طالبان» في كابل، إن
أنشطة تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» قد قُمعت في أفغانستان.
وينوه المراقبون، إلى أن اكتساب تنظيم
«داعش- خراسان» في أفغانستان للجرأة الكافية لتوسيع المناطق المستهدفة، والوصول إلى
الجوار الأكبر في أفغانستان، ليس سوى مسألة وقت، حيث تبنى التنظيم الإرهابي بالفعل
عددًا من هجمات التنظيم في البلدان المجاورة لـ«طالبان»، إذ تخسر الحركة بسرعة محلياً،
مع انضمام مزيد ومزيد من كادرها المحلي المتطرف إلى صفوف «داعش»، بعد أن أصبح بعيداً
عن قيادة «طالبان» الساعية إلى المصالحة مع الحكومات الأجنبية.
ويسعى التنظيم الإرهابي، دومًا إلى إحراج الحركة الأفغانية
الحاكمة في الداخل والخارج، عن طريق التشكيك في قدرتها على تحجيم التنظيم، وهو ما بدأ
يسفر عن خروج المطالبات الدولية بالتحقيق في الانتهاكات ضد الأقليات، مؤكدين أن تفجير
داعش للمساجد واستهداف رجال الدين المقربين من الحركة، هو دليل على قدرة التنظيم الإرهابي
في اختراق المنظومة الأمنية للحركة الأفغانية، متوقعين استمرار هجمات التنظيم الإرهابي
في الداخل الأفغاني، في ظل عدم قدرة الأجهزة الأمنية على صد عملياته التي دائمًا ما
يصفها بالنوعية، حيث يؤكد المشهد الافغاني القائم حاليًا، أن الهدف الأساسي من تكثيف
تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» الهجمات الإرهابية ضد المواطنين والمصالح الأجنبية في
الداخل الأفغاني، هو إزاحة الحركة عن أفغانستان، فالتنظيم يتعدى الأهداف التقليدية
وصولًا إلى مرحلة السيطرة التنافسية، بتعمد إظهار حركة «طالبان» في موقف الضعف والعاجز
تمامًا عن السيطرة.
وخلال تولي الحركة مقاليد الحكم في
أفغانستان، صعَّد «داعش خراسان»، من عملياته الإرهابية، خاصة
مع رفض حركة «طالبان» استراتيجية تنظيم «داعش» الخاصة بتنفيذ هجمات ضد المصالح الأجنبية
داخل أفغانستان، واتخاذ أراضيها قاعدة لشن هجمات على دول الجوار، بدأت في أكتوبر 2021، باستهداف مسجد للشيعة بولاية قندوز، قتل
46 شخصًا وأصيب 143 آخرين، أعقبه تفجير في أبريل 2022، استهدف مسجدًا في مدينة مزار
شريف، قتل على إثره 11 وأصيب 32، وتفجير ثالث في يونيو 2022 استهدف مسجدًا شيعيًّا
في مديرية الإمام صاحب أثناء صلاة الجمعة، قتل فيه شخص وأصيب 4؛ وآخر في مايو 2022،
بتفجير مسجد شيعي في كابل، قتل 14 شخصًا، وفي الأخير استهداف السفارة الروسية بأفغانستان،
حيث وقع تفجير في سبتمبر الماضي قرب السفارة الروسية، قتل 6، منهم اثنان من موظفي السفارة،
وأصاب 10، وسط إجراء موسكو محادثات مع طالبان للاعتراف بحكومة الأخيرة.
للمزيد: تفجيرات كابل.. لعبة عض الأصابع
بين «طالبان» و«داعش» في أفغانستان





