يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«كابول» أم «طالبان».. من يحصد رؤوس «داعش خراسان»؟

الثلاثاء 19/نوفمبر/2019 - 11:38 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في ظل الحرب المحتدمة ضد التنظيمات الإرهابية في أفغانستان، أعلنت وزارة الدفاع السبت 16 نوفمبر الجارى، أن 18 متشددًا من تنظيم «داعش خراسان» يرافقهم 24 امرأة و31 طفلاً سلموا أنفسهم طواعية إلى القوات العسكرية في منطقة "أشين" بمقاطعة "ننجرهار" شرق البلاد.

 

وأفاد بيان وزارة الدفاع الأفغانية بأن مجموع الدواعش الذين سلموا أنفسهم  خلال الأسبوعين الماضيين لا يقل عن 615 إرهابيًّا، مرجعة ذلك إلى اشتداد المعارك ضدهم والحصار الناجح المطوق لمعسكراتهم في كل من "أشين وهاسكا مينا"، متوقعة زيادة الأعداد المستسلمة من التنظيم خلال  الفترة المقبلة.

 

ووفقًا لشبكة "طلوع نيوز" الإخبارية فإن الأكثرية من هؤلاء العناصر جنسيتهم باكستانية، لكن هناك أيضًا بعض العناصر من طاجيكستان وأوزبكستان وروسيا وإيران وكردستان وبلوشستان، ولفتت الشبكة إلى أن عملية التسليم احتوت أيضًا على الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزتهم.

«كابول» أم «طالبان»..

تزامن مع بيان طالبان


اللافت في المنشور الأخير لوزارة الدفاع تزامنه مع بيان حركة «طالبان» بشأن الأمر ذاته، إذ نشرت الحركة في 17 نوفمبر 2019 بيانًا رسميًّا يفيد بتمكنها من محاصرة عناصر "داعش" (معتبرة إياهم خوارج العصر وأحد أهم أعدائها) والسيطرة على جميع مواقعهم وطردهم منها.

 

وأضافت "طالبان" أنها بدأت هذه الحملة ضد تنظيم داعش في 20 أغسطس الماضي بولاية ننجرهار، وأنها استطاعت تطهير بعض المناطق بكلٍ من شيرزاد، وخوجياني، وبتشیراجام، وهسکة مینة، وكوت وسبين غرو واتشین.

 

واعتبرت الحركة أن جهودها في هذه المناطق أدت إلى تطهير "ننجرهار" من فتنة "داعش"، وقتل 193 وإصابة 130 من عناصره والاستيلاء على الأسلحة الخفيفة والثقيلة والخيول والسيارات والدراجات النارية التي كانت تستعملها العناصر، فيما زعم بيان "طالبان" أن عمليات الحركة بدأت في الوقت الذي تغافلت فيه الإدارتان الأمريكية والأفغانية عن مواجهة تنظيم "داعش" بشكل حقيقي.

«كابول» أم «طالبان»..

استنتاجات المشهد


تشير عملية التزامن التي أحاطت بتقرير الحكومة الأفغانية و"طالبان" إلى عدة ملاحظات أولها يرمي إلى وجود تنافسية بين المعسكرين حول ملف محاربة "داعش" والانتقادات التي يواجهها كل طرف وبالأخص "طالبان" إلى الحكومة لإضعاف إنجازها وإرجاع الأمر إلى مجهوداته العسكرية فقط.

 

أما الملاحظة الثانية فربما ترتبط بالصفقات المؤجلة بين الطرفين، إذ أعلنت الحكومة منتصف نوفمبر الجارى تأجيل صفقة تبادل الأسرى التي أعلن عنها مكتب الرئيس أشرف غنى في 12 نوفمبر والخاصة بتبادل ثلاثة متطرفين (اثنين من طالبان وواحد من شبكة حقاني) محتجزين لدى الحكومة مع مواطن أمريكي أسرته "طالبان" في أغسطس 2016 بكابول، معللة ذلك بعدم التزام طالبان بوقف إطلاق النار المتفق عليه كمتغير أولي لبداية التفاوض بين الطرفين.

 

والمقصود من ذلك إنه من المحتمل أن تكون عملية تسليم عناصر "داعش" تمت بالتفاهم بين الطرفين ولكن واحدًا منهم أخل ببنود الاتفاق ما جعل الآخر ينسب الأمر لنفسه ويشكك في البيان الرسمي.

 

والداعم لذلك هو توقيت إعلان الحكومة تسلم عناصر "داعش" فالتنظيم يعزز وجوده منذ فترة في البلاد، ولكن كيف استطاعت الحكومة في أسبوعين فقط السيطرة على المئات من الدواعش في حين لم تنجح في ذلك مسبقًا، كما لم تنجح فيه مع عناصر "طالبان" و"القاعدة" حتى الآن؟.

علي بكر، الباحث في
علي بكر، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية

افتقاد التفاصيل الرسمية


بمناقشة الملاحظات مع علي بكر، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية استبعد وجود صفقة بين الطرفين، مؤكدًا أنه لا يمكن إنكار أن هجمات "طالبان" ضد معسكرات "داعش" تسببت في إنهاك الأخير بشكل كبير.

 

وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أنه في منتصف 2018 اعترف مساعد وزير الدفاع الأفغاني بأن ضربات "طالبان" ضد "داعش" هي التي أضعفت التنظيم وقلصت من حجم انتشاره، مرجعا هجمات "طالبان" إلى رغبتها في الانفراد بالساحة الإرهابية في أفغانستان وإقصاء «داعش» الذي ترى فيه خطرًا على وجودها وانتشارها بالمنطقة.

 

وفي المقابل أفاد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية بأن تصريحات الحكومة حول المئات الذين سلموا أنفسهم من "داعش" لم تذكر تفاصيل محددة أو توضح هل هؤلاء من المسلحين، أم متعاطفين يقدمون فقط المساعدات اللوجستية للتنظيم، فمن وجهة نظره أن مسلحي داعش بالمنطقة كانوا ينتمون في الأساس إلى طالبان والقاعدة وتلقوا تدريبات عسكرية مكثفة ولا يمكن أن يضعوا كل هذا العدد في منطقة واحدة ليسهل حصارهم بهذا الشكل.

"