ad a b
ad ad ad

تفجيرات كابل.. لعبة عض الأصابع بين «طالبان» و«داعش» في أفغانستان

الثلاثاء 04/أكتوبر/2022 - 04:53 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

رفع التفجير الانتحاري الأخير الذي استهدف مركزًا تعليميًّا في العاصمة الأفغانية كابل، درجة الإحراج لحكومة حركة «طالبان» داخليًّا أمام خصومها من الحركات المعارضة والجماعات الإرهابية، وخارجيًّا أمام الجهات التي تتهمها بعدم القدرة على حفظ الأمن، وتنذر بتأخر الاعتراف الدولي بشرعيتها؛ ما سينعكس على الاقتصاد والأمن بشكل يصعب التنبؤ به، حيث تسببت معظم العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها خلال تولي الحركة الحكم الحرج بشكل عام لا سيما مع إعلانها أن البلاد لن تكون مأوى للتنظيمات الإرهابية.

 

تفجير جديد


قام انتحاري الجمعة 30 سبتمبر 2022، بتفجير نفسه في مركز «كاج» التعليمي في العاصمة كابل، بينما كان مئات الطلاب يجرون امتحانات الدخول إلى الجامعات، حيث قالت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، إن هجومًا انتحاريًّا استهدف مركزًا دراسيًّا خاصًا في العاصمة الأفغانية كابُل.


وخلال البيان الصادر عن البعثة الأممية، فإن الهجوم الإرهابي وقع في مركز «كاج» التعليمي بمنطقة دشت بارشي بينما كان الطلبة يؤدون امتحانًا جامعيًّا تطبيقيًّا، حيث تصمنت حصيلة الضحايا نحو 35 قتيلًا على الأقل و82 جريحًا، وذكرت بأن أكثر من 20 من القتلى هن نساء وفتيات، وتعد الحصيلة الصادرة عن البعثة الأممية أعلى بكثير من تلك التي أعلنتها سلطات كابل.


وأدانت الولايات المتحدة الهجوم بشدة، حيث قالت «كارين ديكر»، القائمة بالأعمال في البعثة الأمريكية في أفغانستان، في تغريدة على تويتر، إن استهداف غرفة مليئة بالطلاب الذين يؤدون الامتحانات أمر مخزٍ، يجب أن يكون جميع الطلاب قادرين على متابعة تعليمهم بسلام ودون خوف.


ويعد حي «دشت بارشي» الواقع في غرب العاصمة تقطنه غالبية شيعية تضم أفرادًا من أقلية الهزارة المضطهدة تاريخيًّا في أفغانستان، والتي استهدفت بهجمات كانت من بين الأكثر دموية في السنوات الأخيرة.


ومركز «كاج» التعليمي هو كلية خاصة تدرس لكل من الطلاب والطالبات، وقد أغلقت معظم مدارس الفتيات في البلاد منذ عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس من العام الماضي، لكن بعض المدارس الخاصة لا تزال مفتوحة.

 

إحراج طالبان

 

ويؤكد المشهد الافغاني القائم حاليًا، أن الهدف الأساسي من تكثيف تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» الهجمات الإرهابية ضد المواطنين والمصالح الأجنبية في الداخل الأفغاني، هو إزاحة حركة «طالبان» عن أفغانستان، فاالتنظيم الإرهابي يتعدى الأهداف التقليدية وصولًا إلى مرحلة السيطرة التنافسية، بتعمد إظهار حركة «طالبان» في موقف الضعف والعاجز تمامًا عن السيطرة.


كما أن «داعش خراسان» يسعى إلى إحراج الحركة الأفغانية الحاكمة في الداخل والخارج، عن طريق التشكيك في قدرتها على تحجيم التنظيم، وهو ما بدأ يسفر عن خروج المطالبات الدولية بالتحقيق في الانتهاكات ضد الأقليات، مؤكدين أن تفجير داعش للمساجد واستهداف رجال الدين المقربين من الحركة، هو دليل على قدرة التنظيم الإرهابي في اختراق المنظومة الأمنية للحركة الأفغانية، متوقعين استمرار هجمات التنظيم الإرهابي في الداخل الأفغاني، في ظل عدم قدرة الأجهزة الأمنية على صد عملياته التي دائمًا ما يصفها بـالنوعية.


ومن ضمن ما يركز عليه التنظيم الإرهابي، هو استهداف الجماعات العرقية والدينة التي تشكو الاضطهاد، حيث دعا «ريتشارد بينيت» المقرر الخاص للأمم المتحدة، في تقريره الأول لمجلس حقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق معمق، ضد ما سماه بـ«الجرائم الدولية» والمنهجية ضد طائفة الهزارة الشيعية في أفغانستان التي تمثل من 10 إلى 20 بالمائة من السكان، وغالبًا ما يتبناها تنظيم «داعش».


ومنذ تولي الحركة الأفغانية مقاليد الحكم في أغسطس 2021، صعَّد «داعش خراسان»، من عملياته، خاصة مع رفض حركة «طالبان» استراتيجية تنظيم «داعش» الخاصة بتنفيذ هجمات ضد المصالح الأجنبية داخل أفغانستان، واتخاذ أراضيها قاعدة لشن هجمات على دول الجوار.


وكانت الحركة قد التزمت في 2020، باتفاق الدوحة مع الولايات المتحدة، على ألا تكون أفغانستان مأوى للتنظيمات الإرهابية.


وشهد الوضع الأمني في أفغانستان، الذي كان قد تحسن في أعقاب سيطرة طالبان على مقاليد الحكم، تدهورًا في الأشهر الأخيرة، مع وقوع عدد من الهجمات على المدنيين، وكذلك على أنصار طالبان، حيث أعلن تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» مسؤوليته عن بعضها.


وخلال تولي الحركة مقاليد الحكم في أفغانستان، وقعت الكثير من العمليات الإرهابية، على يد تنظيم «داعش خراسان»، بدأت في أكتوبر 2021، باستهداف مسجد للشيعة بولاية قندوز، قتل 46 شخصًا وأصيب 143 آخرين، أعقبه تفجير في أبريل 2022، استهدف مسجدًا في مدينة مزار شريف، قتل على إثره 11 وأصيب 32، وتفجير ثالث في يونيو 2022 استهدف مسجدًا شيعيًّا في مديرية الإمام صاحب أثناء صلاة الجمعة، قتل فيه شخص وأصيب 4؛ وآخر في مايو 2022، بتفجير مسجد شيعي في كابل، قتل 14 شخصًا، وفي الأخير استهداف السفارة الروسية بأفغانستان، حيث وقع تفجير في سبتمبر الماضي قرب السفارة الروسية، قتل 6، منهم اثنان من موظفي السفارة، وأصاب 10، وسط إجراء موسكو محادثات مع طالبان للاعتراف بحكومة الأخيرة.


 

"