«داعش» يقرب أفغانستان من الحرب الأهلية وسط ترقب إيراني
الجمعة 14/مايو/2021 - 11:41 ص
نهلة عبدالمنعم
يصعد تنظيم «داعش» هجماته في أفغانستان مستهدفًا العاصمة كابول التي تمثل مركز سيطرة الحكومة، وذلك بالتزامن مع إنهاء الوجود العسكري للولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع طويل مع حركة طالبان المسيطرة على أغلب مناطق البلاد، ما ينذر بصراع داخلي قد يشتد خلال المرحلة المقبلة مهددًا بحرب أهلية.
وتمثل هجمات «داعش» المتزايدة في أفغانستان رغبة لدى التنظيم للاستفادة من الفراغ الأمني الذي ستحدثه الانسحابات العسكرية للقوات الأمريكية وحلف الناتو وسط ضعف قدرات قوات الأمن التابعة لحكومة الرئيس الأفغانى أشرف غني، إلى جانب منافسة تنظيم القاعدة في معقله الجغرافي الأساسي واستمالة العناصر المسلحة بالمنطقة للاستفادة من خبراتهم الطويلة في القتال.
وستفرض تلك الحالة تحديًا أمام طالبان التي تريد الوصول إلى الحكم الكامل للبلاد بعد إزاحة الحكومة التي تخلت عنها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فيما سيكمل الرئيس الأمريكى جو بايدن الانسحاب دون التوصل إلى اتفاق داخلي يحدد خريطة المستقبل، وبالتالي سيخلق ذلك مشهدًا معقدًا لصراعات داخلية بين الجماعات المتشددة وبعضها من جانب، وبينها وبين حكومة أشرف غني من جانب آخر، فضلًا عن صراعات طائفية يزكيها «داعش» لاستمالة العناصر الأكثر تشددًا إلى صفوفه.
هجمات «داعش» ضد البني التحتية في أفغانستان
يخوض تنظيم داعش في أفغانستان حربًا يطلق عليها (الحرب الاقتصادية) لتعجيز البلاد وإحداث أكبر ضرر ممكن بها، وذلك عن طريق استهداف محطات نقل الكهرباء وأعمدة التحويل والضغط العالي في العاصمة كابول وولاية قندوز بشمال البلاد.
وتؤدي الهجمات ضد محولات الكهرباء لاستنزاف اقتصادي يؤثر على ميزانية البلاد المتهالكة كما يعطل من إتمام المهام المختلفة للسلطات، ومن جهتها تقول شركة كهرباء أفغانستان الرئيسية إن استهداف أبراج الكهرباء في شمال البلاد يتسبب في انقطاع الكهرباء عن 11 إقليمًا بما فيها العاصمة كابول عبر تدمير أبراج نقل الكهرباء المستوردة.
الهجمات ضد الشيعة وإشعال الفتنة الطائفية
تبقى الهجمات ضد الطائفة الشيعية من أبرز أهداف تنظيم «داعش» في المناطق التي ينتشر بها مستغلًا إشعال الفتن الطائفية في تجنيد العناصر الأكثر تشددًا إلى صفوفه وخلق حالة من الاضطراب الداخلي والذعر، فهل ستؤثر هذه الإستراتيجية على الأمن الإقليمي للمنطقة في وجود إيران بمصالحها المتشابكة مع طالبان؟.
وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم «داعش» في تنفيذ الهجوم الأخير في منطقة داشت بارشي التي يسكنها الشيعة في العاصمة كابول، ففي 8 مايو 2021 نفذ الإرهابيون هجومًا أمام مدرسة، ما أدى إلى مقتل ما لايقل عن 58 شخصًا وإصابة نحو 150، أغلبهم من الفتيات العائدات من المدرسة بالتزامن مع الانفجار الكبير.
وفي حين يتهم الرئيس اشرف غني حركة طالبان بتنفيذ الهجوم إلا أن الخبرات المتراكمة عن استهداف الشيعة بالبلاد تشير إلى تورط «داعش» في الهجوم سيئ السمعة ضد الطالبات الصغار، كما أن طالبان تنفي أي مسؤولية عن تنفيذ الحادث.
تؤثر الهجمات المتفرقة في أنحاء البلاد على الاستقرار الداخلي وثقة المواطنين في السلطات الأمنية، وبالتالي تزيد من فرص انضمام المواطنين للجماعات الإرهابية، وفي حالة أفغانستان فإن تعدد المجموعات واختلاف أفكارها الإيديولوجية يهدد بخطورة على الأمن الداخلي والأمن الخارجي، فمن جهة ستقاتل طالبان عناصر الدواعش لضمان سيطرة أوسع على البلاد وسط حرب شوارع ستؤثر على استنزاف قدرات القوى النظامية للحكومة، ومن جهة ستخشى طهران من تنامي عدو على حدودها ما سيؤثر على استقرار المنطقة المؤهلة للحرب الأهلية وتناسخ الميليشيات.





