اتساع فجوة الخلافات في الداخل الليبي ومؤتمر دولي للبحث عن مخرج
دون تحقيق أي تقدم يُذكر بشأن رفع القوة القاهرة في الداخل، واستئناف العملية الانتخابية، أقرّت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، بتعذر الأمر بسبب الأحداث والظروف الراهنة التي تمر بها البلاد داخليًّا بسبب الاشتباكات التي وقعت مؤخرًا في العاصمة طرابلس، على الرغم من الهدوء الحذر، الأمر الذي أدى إلى دعم واشنطن لجهود المبعوث الأممي الجديد في ليبيا عبد الله باتيلي، للتوافق على جدول زمني للانتخابات في البلاد؛ بجانب الإعلان عن مؤتمر دولي مرتقب حول الأزمة الليبية، في العاصمة الألمانية برلين في سبتمبر الجاري.
تعذر رفع القوة القاهرة
وأقرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا بانقضاء المدة الزمنية، دون تحقيق أي تقدم يُذكر بشأن رفع القوة القاهرة واستئناف العملية الانتخابية، وأرجعت ذلك لعدة أسباب، أهمها: البيئة السياسية والأمنية التي تشكلت بعد توقف العملية الانتخابية بشكل لم يُساعد على التعامل مع عناصر القوة القاهرة، ومحاولة معالجتها ضمانًا لاستئنافها.
ونفت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا وجود أي تقدم بشأن القوة القاهرة التي حالت دون إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية العام الماضي، مشيرة إلى تعذر رفع هذه القوة بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد.
وبشأن استئناف العملية الانتخابية، أشارت المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات، إلى كتاب هيئة رئاسة مجلس النواب الصادر في 22 أغسطس الماضي، بشأن انقضاء المدة الزمنية التي طالبت بها المفوضية لمعالجة المختنقات، ورفع القوة القاهرة التي حالت دون استكمال العملية الانتخابية التي كان من المقرر عقدها في 24 ديسمبر 2021، وإلى مطالبة عدد من المترشحين لهذه الانتخابات باستئنافها وإعلان قوائمها الأولية، لافتةً إلى أن ما وصفتها بفجوة التوافق بين الأطراف السياسية المنخرطة في إقرار تلك الانتخابات زادت اتساعًا.
ويأتي هذا في الوقت الذي جدد «فتحي باشاغا» رئيس الحكومة الليبية المكلف من قبل مجلس النواب الليبي، استعداده للتعاون بهدف الوصول للتوافقات المطلوبة، مناقشًا مستجدات الأوضاع السياسية، وعمل لجنة المسار الدستوري، مؤكدًا مواصلة دعم جهود التوافق الليبي-الليبي.
ومن جهتهم أصدر 58 عضوًا بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بيانًا موجهًا إلى الشعب، اقترحوا فيه إجراء انتخابات تشريعية في المرحلة الأولى، تفضى إلى برلمان تنبثق عنه حكومة، على أن تكون المهمة الأساسية للبرلمان الجديد هي إنجاز الاستحقاق الدستوري، وإجراء الانتخابات الرئاسية، فضلًا عن إجراء الانتخابات التشريعية قبل نهاية العام الجاري إن أمكن، مع ترك هذا الأمر للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، من أجل تحديد الموعد المناسب لإجرائها.
دعم خارجي
في الجهة المقابلة، أكد وزير الخارجية الأمريكي، «أنتوني بلينكن»، دعم واشنطن لجهود المبعوث الأممي الجديد في ليبيا عبدالله باتيلي، للتوافق على جدول زمني للانتخابات في البلاد، مشددًا في بيان صادر عن الخارجية الأمريكية على تقديم بلاده الدعم الكامل للمبعوث الأممي، داعيًا المجتمع الدولي إلى العمل بشكل وثيق مع باتيلي.
وتشجع واشنطن المبعوث الأممي إلى ليبيا على إعطاء الأولوية للجهود المبذولة لضمان الشفافية والمساءلة في مؤسسات الدولة الليبية، وكذلك عمل بعثة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار، بحسب البيان.
بينما أعلنت وزيرة خارجية حكومة الوحدة الليبية المنتهية ولايتها، نجلاء المنقوش، خلال لقاء جمعها بالسفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بوتشيني في طرابلس، عن مؤتمر دولي مرتقب حول الأزمة الليبية، يعقد فى العاصمة الالمانية برلين سبتمبر الجاري.
وقالت المنقوش: «إن المؤتمر سيكون بحضور كل من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وألمانيا وبريطانيا والصين»، إلا أنها لم تكشف عن أجندة المؤتمر، لكنها شددت على ضرورة تسريع العملية السياسية في ليبيا، وصولًا إلى انتخابات وطنية برلمانية ورئاسية وفق إطار دستوري متفق عليه في أقرب وقت ممكن.
للمزيد: «باشاغا» يبدي استعداده للتعاون في سبيل التوافق الليبي





