ad a b
ad ad ad

المنطقة الآمنة بالشمال السوري.. حلم تركي يجهضه الطوق الأمريكي

الخميس 25/يوليو/2019 - 02:56 م
المرجع
أحمد سامي عبدالفتاح
طباعة
لا يزال الخلاف قائمًا بين تركيا وبين الولايات المتحدة حول المنطقة الآمنة في الشمال السوري، رغم أن التفاوض بين الطرفين حول هذا الأمر بدأ منذ أكثر من 17 شهرًا، إلا الخلاف لايزال سيد الموقف. 

المنطقة الآمنة بالشمال
وتمتلك تركيا العديد من الدوافع لإنشاء منطقة آمنة في الشمال منها: 

- دفع اللاجئين نحو العودة: فـترغب تركيا في إقامة منطقة آمنة بهدف تشجيع اللاجئين على العودة مرة أخرى، وفي حالة تحقق هذا الأمر، فإن الضغط على الاقتصاد التركي سوف يقل، خاصة أن وزارة الخارجية التركية أعلنت أن أنقرة صرفت على أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري ما قيمته 35 مليار ليرة تركية، كما أعلن وزير الداخلية أن أنقرة لن تقوم بترحيل اللاجئين السوريين الذين لا يمتلكون بطاقة الحماية المؤقتة، بل ستقوم بتصحيح أوضاعهم القانونية وتوزيعهم على المدن التركية. 

- تعمق النفوذ التركي في الشمال السوري: لاشك أن إقامة منطقة آمنة بطول 30 كيلومترا كما ترغب تركيا سيعمق نفوذها في الشمال السوري على حساب كل من الأكراد والنظام السوري؛ لأن أي عملية عسكرية سوف يتكون قوام قواتها البرية الرئيسية من الفصائل المسلحة التي تتخذ من إدلب مقرًّا لها، على أن توفر تركيا دعمًا بريًّا وجويًّا لمثل هذه العمليات. 

ونعني من ذلك أن الفصائل المسلحة ستستحوذ على أراض جديدة بدعم تركي، ما سيزيد من الدور التركي في أي عملية تسوية سياسية مقبلة. 

- تأمين حدود تركيا الجنوبية: يدور الهدف الرئيسي لأي عملية عسكرية تركية في الشمال السوري حول دحر وحدات حماية الشعب الكردية التي تتلقي دعما أمريكيا، والتي تعتبر أداة الولايات المتحدة للتأثير في مخرجات الصراع في سوريا، وتقول تركيا كما جاء على لسان وزير خارجيتها بأنها لن تسمح بإنشاء حزام أمني كردي على حدودها الجنوبية.

- زيادة شعبية الحزب الحاكم: من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية يدفع نحو عملية عسكرية سورية من أجل التغطية على فشل الحزب الداخلي، والذي تبلور في خسارة الانتخابات البلدية في ولاية إسطنبول. علاوة على ذلك، يرغب الحزب في تعبئة النزعة القومية لدي المواطنين من خلال الاندماج العسكري المباشر في النزاع السوري ضد وحدات حماية الشعب. 

- تعميق التحالف مع حزب الحركة القومية: يعمل حزب العدالة والتنمية على شن عملية عسكرية في شمال سوريا، من أجل تعميق تحالفه الإستراتيجي مع الحركة القومية، وبدون هذا التحالف، من الممكن أن تقود المعارضة حملة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو الأمر الذي يرفضه الحزب الحاكم تمامًا، رغم معارضة العديد من كوادر الحزب للتحالف مع حزب الحركة القومية، لأن مثل هذا الأمر قد دفع العدالة والتنمية إلى فقدان أصوات الأكراد، وقد كان ذلك في حد ذاته، سببًا محوريًّا في خسارة العدالة والتنمية للانتخابات البلدية في إسطنبول.

- مساومة سوريا بشأن غاز المتوسط: تتبع تركيا سياسة «فرض الأمر الواقع» فيما يتعلق بالتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. ولأن دول شرق المتوسط قد كونت تحالفًا ضد محاولة تركيا فرض سياسة الأمر الواقع، فإن تركيا ترغب في فرض نفوضها على شمال سوريا بهدف استخدام ذلك كنقطة تفاوضية مستقبلية مع سوريا من أجل أن تصطف معها ضد التحالف المصري القبرصي اليوناني. 

على صعيد آخر، تدرك الولايات المتحدة أن تركيا وإيران يمتلكون تنظيمات مسلحة تعمل لصالحهم، ما يعني أنه في حالة التخلي عن الأكراد، فإن مصالح الولايات المتحدة الجيوسياسية سوف تكون مهددة. 

بعبارة أخرى، حاولت الولايات المتحدة في بداية الأزمة في سوريا استخدام الفصائل المسلحة كوسيلة للسيطرة على المشهد، فأقر الكونجرس برنامجًا تدريبيًّا لهذه الفصائل، لكنّ تركيا بفصل موقعها الجغرافي الملاصق لسوريا تمكنت من استقطاب هذه الفصائل، من خلال تسهيل تهريب السلاح والعناصر، ما دفع الولايات المتحدة للبحث عن فصيل آخر. 

ولأن الأكراد مرفوضين تركيًّا وإيرانيًّا، قررت الولايات المتحدة وقف البرنامج التدريبي الممنوح للفصائل المسلحة، ووجهت دعمها العسكري والسياسي نحو الأكراد.

المنطقة الآمنة بالشمال
الخيارات التركية 
أعلنت تركيا في تصريحات صحفية نقلها موقع «أحوال» تركية على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوجلو، بأن تركيا صبرها قد نفذ، وأنها سوف تقوم بعملية عسكرية إذا لم تتوافق معها الولايات المتحدة. 

وفي ضوء ذلك، نستعرض خيارات تركيا للتعامل مع الأزمة: 

- القيام بعملية عسكرية محدودة: من الممكن أن تقوم تركيا في حالة عدم موافقة الولايات المتحدة على شروطها فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة، أن تقوم بعملية عسكرية محدودة تتضمن تل أبيض وتل رفعت، على ألا يتم التعرض للأماكن التي توجد بها الولايات المتحدة.

- توسيع العملية العسكرية المحدودة: قد تقوم تركيا بتوسيع عمليتها العسكرية شرق الفرات. ونعني من ذلك، أن تقوم تركيا بمهاجمة الأكراد في معاقلهم، مع التنسيق مع الولايات المتحدة لكي لا يتم استهداف الجنود الأمريكيين. وهذا الأمر مستبعد.

- تقاسم السيادة: قد تعرض تركيا على الولايات المتحدة إقامة منطقة آمنة بطول 30 كيلومترا على أن يتم طرد وحدات حماية الشعب الكردية من المناطق المتفق عليها، مقابل أن تتقاسم الولايات المتحدة مع تركيا السيطرة على هذه المنطقة.

الكلمات المفتاحية

"