مستقبل بلا قدمين.. شلل الأطفال يضرب اليمن بعد منع الحوثي حملات التطعيم
الأربعاء 24/أغسطس/2022 - 06:14 م
أحمد عادل
لا تتورع ميليشيات الحوثي الإرهابية عن القيام بكل ما من شأنه الإضرار بحاضر اليمن ومستقبله، حتى ولو كان على حساب الأطفال.
ممارسات الميليشيات في مناطق سيطرتها تسببت بعودة الأوبئة والأمراض الفتاكة؛ وعلى رأسها مرض "شلل الأطفال"، والذي كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت عام 2005 خلو اليمن منه.
رفض ميليشيات الحوثي للقاحات ومنع تنفيذ حملات التحصين الموسمية في مناطقها؛ أعاد المرض من جديد إلى البلاد، مهددًا حياة ملايين الأطفال اليمنيين.
حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الأحد 21 أغسطس 2022، من استمرار تضييق ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران على برامج تحصين الأطفال، وعرقلتها لتنفيذ حملات تلقيح شاملة في العاصمة المختطفة صنعاء، وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأوضح معمر الإرياني، أن القيود التي تضعها الميليشيات على حملات تلقيح الأطفال تهدد بظهور وتفشي حالات الإصابة بعدد من الأمراض الوبائية التي كانت اليمن قد خالية منها.
وأشار الإرياني، إلى أن ممارسات الميليشيا أدت لظهور مئات الإصابات بشلل الأطفال بعد أن كانت اليمن خالية منها منذ عام 2009، حيث ظهر شلل الأطفال من جديد في 2019 بإصابة واحدة في محافظة صعدة، ووصلت في 2020 إلى 30 إصابة بصعدة وإصابة في صنعاء، قبل أن ينتشر العام 2021 لمناطق أخرى، وبلغ مع منتصف 2022 نحو 160 إصابة.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بإدانة ممارسات ميليشيات الحوثي، والقيام بضغط حقيقي على قياداتها لرفع القيود عن حملات التلقيح الميداني وتنفيذها بشكل سليم وشامل، بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان في العاصمة المؤقتة عدن، والتي نفذت مؤخرًا بالتعاون مع الشركاء ثلاث حملات.
وفي مارس 2022، حذرت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من أن مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية تشهد حاليا انتشار فاشيتين مزدوجتين لفيروس شلل الأطفال من النوع الأول والنوع والثاني، وقالت إن كلتا سلالتي فيروس شلل الأطفال تظهر في مجموعات ذات مناعة منخفضة، ويمكن أن يؤدي كلاهما إلى شلل مدى الحياة وحتى الموت.
وذكرت المبادرة أنه ومنذ عام 2019، أصيب 35 طفلًا بالشلل من النوع الأول و14 من النوع الثاني، وتم تأكيد ثلاث من حالات النوع الثاني في الأيام العشرة الماضية وحدها.
ونبهت المبادرة في تقرير حديث من أن تفشي هذا النوع، على وجه الخصوص، مستمر ومتوسع وقد انتشر بالفعل إلى بلدان أخرى في إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابعة لليونيسف.
وقالت إن اللجنة الفرعية الوزارية الإقليمية لشرق المتوسط المعنية باستئصال شلل الأطفال وتفشي المرض أصدرت الشهر الماضي بيانا، أعربت فيه عن القلق العميق بشأن هذه الفاشيات المتزايدة، وطالبت بتسهيل استئناف حملات التطعيم من منزل إلى منزل بشكل عام.
وفي نياير 2022، اتهم قاسم بحيبح وزير الصحة في الحكومة اليمنية ميليشيات الحوثي الإرهابية بالتسبب في عودة ظهور حالات شلل أطفال مجددًا في البلاد مؤخرًا، نتيجة لعدم تنفيذ حملات التطعيم بشكل سليم.
وقال الوزير بحيبح، إنه «تم إعلان خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال عام 2009، واستلام شهادة خلو اليمن من هذا المرض المعدي من منظمة الصحة العالمية في ذلك العام، إلا أنه ظهرت مؤخرًا حالات شلل أطفال لعدم تعاون حركة الحوثي التي لا تزال ترفض تنفيذ حملات اللقاح رغم توافر اللقاحات».
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في عام 2005 خلو اليمن من مرض شلل الأطفال، إلا أن رفض ميليشيات الحوثي تنفيذ حملات التطعيم والتحصين الروتينية في مناطق سيطرتها أدى إلى عودة المرض وأوبئة أخرى إلى اليمن، الأمر الذي جعل من محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لمليشيات الحوثي الإرهابية، بؤرة ضخمة لانتشار مرض شلل الأطفال، من خلال رصد المئات من الحالات المصابة، حسب إحصائيات رسمية.
كما رفضت ميليشيات الحوثي لقاحات كورونا، التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية عبر الحكومة اليمنية، أواخر 2020 لحماية الطواقم الطبية والكوادر الصحية في مناطق سيطرة الميليشيات.





