قتل الآباء والإخوة.. نار العنف تلتهم أسر الحوثيين في ظل انعدام القانون
تزايدت جرائم قتل
الأقارب في مناطق سيطرة الحوثيين بشكل ملحوظ خلال
الفترة الماضية، وكان آخر الجرائم إقدام مسلح حوثي على قتل شقيقه صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك، بمحافظة عمران، شمال اليمن.
وتأتي تلك الحادثة بعد أيام قليلة من
إقدام عنصر حوثي آخر على قتل والده في منطقة بني "قيس" بمحافظة حجة، شمال
غربي البلاد.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن غالبية تلك الحوادث ارتكبها مسلحون حوثيون بحق أهاليهم عقب عودتهم من الجبهات أو الدورات الطائفية.
انتشار ظاهرة العنف الأسري
ويشير استطلاع حديث لـ«الباروميتر» العربي، إلى أن اليمن من أكثر الدول العربية في انتشار ظاهرة العنف الأسري، الذي يشمل استخدام العنف من قبل أحد أفراد الأسرة تجاه آخر، إذ يعاني نحو 26% من الأسر في اليمن من جراء العنف الأسري.
وينعكس انضمام العديد من الشباب إلى صفوف جماعة الحوثي الإنقلابية، على حياة أسرهم، خاصة بعد عودتهم لمنازلهم، إذ إن البيئة العنيفة التي يعيشون فيها أثناء تواجدهم في جبهات القتال جعلتهم أكثر عنفًا.
تقول الناشطة السياسية، رئيسة رابطة امهات المختطفين، أمة الله حاج: إن فئة كبيرة من الشباب الذين انخرطوا مع الحوثيين، أصبحوا أكثر عنفًا في حياتهم اليومية بسبب تواجدهم في بيئة عنيفة، خاصة الذين ذهبوا إلى جبهات القتال، وعندما عادوا إلى أسرهم صاروا غير قادرين على التكيُّف مع أسرهم بشكل طبيعي.
وتروي لـ«المرجع»: "من أبرز القصص المأساوية التي عاصرتها الرابطة، حين حاولت إحدى النساء في مدينة إب إحراق نفسها، بسبب تعرُضها للضرب والتعذيب من قبل زوجها المنضم للحوثيين، لكنها فشلت وتم نقلها إلى مستشفى جبلة لتلقي العلاج، وبالرغم من ذلك حاول أيضًا أخذ أولادها، وكان يذهب لزيارتها في المستشفى ليس بهدف الاطمئنان عليها بل لتهديدها بأخذ أطفالها".
غياب القانون
وتابعت الناشطة السياسية، رئيسة رابطة أمهات المختطفين، أمة الله حاج قائلة: "من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع حالات العنف الأسري في المجتمع اليمني، غياب القوانين وعدم تفعيلها، خاصة أن القوانين لا تجرم العنف الأسري، خصوصًا الممارَس ضد النساء، وواصلت: "وحتى إن وُجد تجريم للعنف، فالنساء لا يقُمن بتقديم بلاغات إلى الجهات المعنية بسبب الخوف من العيب".
وتختم رئيسة رابطة أمهات المختطفين: "من ضمن الأسباب الأخرى للعنف، التي تتعلق بضعف الوازع الديني وعدم وعي الذكور في الأسر بكيفية التعامل مع الإناث بشكل عام، مضيفًة أن هناك أسبابًا أخرى متعلقة بالعادات والتقاليد والتنشئة الاجتماعية التي اعتاد فيها الذكر خصوصًا في المناطق الريفية".





