ad a b
ad ad ad

«هدم الجدران».. إستراتيجية «داعش» لتعويض النقص الحاد في صفوفه

الجمعة 29/يوليو/2022 - 05:34 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
لم يكن الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش» الإرهابي، في العاصمة النيجيرية أبوجا، وأسفر عن هروب نحو 440 سجينًا، مجرد عمل إرهابي تقليدي في أفريقيا، لكنه يؤشر على رؤية التنظيم، ومستقبلًا على الأرض هناك.

استراتيجية هدم الجدران

يعمل تنظيم «داعش»، على تنفيذ استراتيجية «هدم الجدران»، التي دعا إليها زعيمه السابق «أبوبكر البغدادي» (قتل فى عام 2019)،  في مقطع فيديو عام 2019، لتحطيم أسوار السجون لتهريب مسلحي التنظيم.

وكانت بداية تلك الاستراتيجية، مع بداية ظهور «داعش» عام 2014، بعد عمليات "الهروب الكبير" من سجون العراق على يد التنظيم الإرهابي عام 2013.

ويعاني «داعش» نقصًا عدديًا في أفريقيا، لذا بدأ «تحطيم أسوار السجون» خصوصًا في نيجيريا لتهريب عناصره، حيث بدأ في عام 2021،  الهجوم على أحد سجون جنوب نيجيريا، بولاية أويو، وتم تهريب ما يزيد على 800 نزيل بالقوة، في الوقت الذي تكافح فيه الدولة المتطرفين والتنظيمات المسلحة شمالي البلاد، الذي يشهد اضطرابات كثيرة.
وفي يوليو 2022، أكدت وزارة الداخلية في نيجيريا أن هجومًا وقع على سجن كوجا القريب من أبوجا، وكشفت الوزارة عن فرار ما يقرب من 600 سجين أثناء الهجوم، لتتمكن السلطات فيما بعد من إلقاء القبض على نصفهم.


وترتبط الجماعات الإرهابية في علاقات متشابكة مع عصابات التهريب وبعض زعماء القبائل المحلية في أفريقيا عمومًا، وفي نيجيريا على وجه الخصوص، فضلًا عن توسع خريطة التنظيمات الإرهابية نفسها، وتعقيداتها المختلفة بين تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

وبعد الضربات الموجعة المتلاحقة للتنظيم خلال الفترة الأخيرة، ظهر "داعش" وكأنه يترنح ولم يقم بعمليات لها وزن كبير سوى عمليتين بارزتين وواضحتين هما تهريب عدد من مسلحي التنظيم الإرهابي من سجن الحسكة في سوريا، وعملية أخرى مشابهة تمامًا في نيجيريا، قامت بها جماعة «بوكو حرام» التي أعلنت ولاءها لـ«داعش».

هشاشة أمنية 

وتعكس العملية الأخيرة في سجن كوجا القريب من العاصمة النيجيرية أبوجا، مدى الهشاشة الأمنية في نيجيريا، خاصة الاستخباراتية، حيث يحاول «داعش» في الفترة الأخيرة الظهور وكأنه مازال قويًا، بالعمليات التى يقوم بها في منطقة القرن الأفريقي والساحل الأفريقي.

ويمارس التنظيم الإرهابي  حربًا نفسية، عبر الترويج إعلاميًّا بأنه يسيطر على الأرض، وهو أمر غير صحيح في الواقع، ويحاول التنظيم التوسع بشكل أو بآخر في نيجيريا، لتعويض خسائره فى مناطق أخرى بالعراق وسوريا، وأيضًا عبر القيام بعمليات قطع الطرق، واختطاف الأطفال والفتيات وسرقة الأموال بالإكراه.

كما يستغل «داعش» الأزمات الاقتصادية التي تعيشها الدول الأفريقية جنوب الصحراء، حتى يؤمن مكانًا له على الأرض.


ومن متابعة حركة التنظيمات الإرهابية في الآونة الأخيرة، يري مراقبون تنامي أنشطة هذه التنظيمات في أفريقيا، خاصة في ليبيا ومالي ونيجيريا، واستغل «داعش» وجود فراغات أمنية في هذه الدول وباشر أنشطته، لتوسيع نطاق سيطرته على مساحات من الأرض، لإعادة دولته المزعومة.

الكلمات المفتاحية

"