ad a b
ad ad ad

بانتصار قريب.. النيجر تبشر بهزيمة «بوكو حرام» بعد الدعم الدولي

الجمعة 08/يوليو/2022 - 07:10 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
 رغم الانشقاق الذي تعرضت له جماعة «بوكو حرام» ما بين موالين للقاعدة وآخرين موالين لتنظيم «داعش» الإرهابي، فإنه لا يزال لدي الحركة الإرهابية سجل دموي من خلال الهجمات المتتالية التي تنفذها عناصر الحركة، في غرب القارة الأفريقية، الأمر الذي دعا رئيس النيجر إلى الحديث عن نهاية وشيكة للجماعة الإرهابية، مؤكدًا أن هزيمة «بوكو حرام» باتت وشيكة بسبب الدعمين الإقليمي والغربي اللذين تتلقاهما قواته لمحاربة الجماعات المسلحة. 

انتصار وشيك 

أكد رئيس النيجر محمد بازوم، أن بلاده تتجه لكسب الحرب التي تشنها -بدعمين إقليمي وغربي- على الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش الإرهابي في غرب أفريقيا.

وخلال خطابه لقواته بموقع عسكري في ديفا، كبرى مدن جنوب شرقي النيجر والواقعة على مقربة من نيجيريا ومهد المتطرفين، قال إن «النتائج جلية، وجيّدة»، منوهًا بحكومته التي نجحت في «جعل المنظومة الأمنية أكثر اتّساقًا. نحن في طريقنا للانتصار في هذه الحرب»، مشددًا على أن ما تبقى من جهد يتعين بذله من أجل تحقيق الانتصار «ضئيل جدًا». 

فخلال زيارته مدينة ديفا على الحدود مع نيجيريا، تحدث بازوم -الذي يتولى رئاسة النيجر منذ عام 2021- عن نتائج جيدة حققتها قوات بلاده في مواجهة تلك الجماعات، مبشّرا بـ«نهاية وشيكة» لجماعة بوكو حرام، التي لا تزال تشن هجمات بمنطقة الساحل على الرغم من الانشقاق الذي تعرضت له، إذ انقسمت إلى تنظيم موالٍ للقاعدة وآخر يتبع تنظيم داعش.

وفي مايو الماضي، دعا رئيس النيجر -في مقابلة مع صحيفة «لاكروا» الفرنسية- باريس ودول أوروبا الأخرى إلى انخراط أكبر في محاربة الجماعات المسلحة بالمنطقة.

وخلال الأسابيع الماضية، سجلت هجمات دامية جديدة في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا وتشاد، وذلك رغم الحملات العسكرية المتلاحقة التي تشنها جيوش المنطقة، إما منفردة أو في إطار القوة المشتركة التي شكلتها عدة دول بالمنطقة.

وتنشط حاليًا الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة وتنظيم داعش شمالي مالي، وشمال وشرقي بوركينا فاسو، وشمال شرقي نيجيريا، وجنوب شرقي النيجر، كما أنها وجدت ملاذًا لها في بحيرة تشاد، التي تحيط بها كل من تشاد والنيجر ونيجيريا والكاميرون.

وسيطرت الجماعات الإرهابية، مع انتقال العنف من مالي بداية بعد عام 2012، على أجزاء من الأراضي مستفيدة أحيانًا من عدم الاستقرار السياسي وفشل الحكومات في التنمية، خاصة في المناطق البعيدة عن المراكز، كما هي الحال شمالي وشرقي بوركينا فاسو، وجنوب شرقي النيجر، علما بأن الدولتين تصنفان من بين أفقر الدول.

وكانت فرنسا أعلنت العام الماضي، مقتل المدعو «أبووليد الصحراوي» مؤسس التنظيم الإرهابي في منطقة الساحل، على يد قواتها، كما أعلن التنظيم في غرب أفريقيا، في العام نفسه مصرع زعيم جماعة بوكو حرام، «أبوبكر شيكاو»، بعد أن فجّر نفسه خلال اشتباكات بين التنظيمين في غابة سامبيسا في ولاية بورنو شمالي نيجيريا.

ورغم تعرضها لهزائم على يد كل من تنظيم داعش والجيش في نيجيريا، فإن جماعة بوكو حرام لا تزال تسيطر على بعض القرى والجيوب في الأرياف، وقد غيرت تكتيكاتها وباتت تلجأ للهجمات الانتحارية.

توسع الهجمات 

وتتزايد المخاوف من توسع نشاط المسلحين جنوبًا خارج مثلث الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو باتجاه دول مطلة على خليج غينيا، فقد تعرضت ساحل العاج وبنين وغانا وتوجو لعدة هجمات نُسبت إلى الجماعات المسلحة المنتشرة في دول مجاورة تقع شمالًا.

وهاجم مسلحون مطلع الأسبوع المنصرم، مركزًا للشرطة في مدينة دساري (شمال غربي بنين) عند الحدود مع بوركينا فاسو وقتلوا شرطيين، في حين أكد مصدر أمني مقتل مهاجمين اثنين، ووصف المسلحين بالإرهابيين.

وتتصاعد المخاوف من تسرب الظاهرة المسلحة من منطقة الساحل باتجاه الجنوب، بعد انسحاب معظم القوات الفرنسية من مالي، وذلك على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن تشكيل تحالف دولي لمكافحة الإرهاب في المنطقة ليحل محل قوة «برخان».

وبحسب السلطات المحلية، أعيد بين يونيو 2021، ويوليو من العام نفسه، 26 ألفًا و573 شخصًا كانوا قد فروا من أعمال العنف، إلى 19 قرية تم «تعزيز» الأمن فيها. 

ولا يزال عناصر «بوكو حرام» يزرعون الرعب خصوصًا عبر عمليات الخطف، ما دفع «البعض إلى الهرب مجددًا من قراهم». وقبل إعادتهم، كان هؤلاء النازحون قد لجأوا إلى مناطق أكثر أمنًا في محيط القرى، أو إلى مخيمات تابعة للأمم المتحدة أو إلى منازل أقرباء لهم في المنطقة. 

وتؤوي منطقة ديفا المحاذية لنيجيريا 300 ألف شخص بين لاجئين ونازحين نيجيريين فروا هربًا من تجاوزات جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش - ولاية غرب أفريقيا»، وفق الأمم المتحدة، إذ تسعى النيجر أيضًا إلى التصدي لممارسات جماعات متطرفة ساحلية بينها تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى»، تنشط في غرب البلاد، حيث تستهدف هجمات دامية، تشنها بشكل منتظم على المدنيين والعسكريين.

بانتصار قريب.. النيجر
"