يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«طالبان».. أزمة كبرى أمام مصالح إيران في الداخل الأفغاني

الأربعاء 22/يونيو/2022 - 11:05 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

 يمثل وجود حركة «طالبان» على رأس الحكم في أفغانستان، أزمة كبيرة لإيران ومصالحها داخل جارتها الشرقية، لا سيما استمرار تعاون الأخيرة مع حلفائها من الأقليات التقليدية داخل المجتمع الأفغاني الذين لا يزالون يقاومون «طالبان»، إذ يصعب على الجارة الغربية لأفغانستان تحقيق أهدافها في الداخل في ظل الضائقة الاقتصادية المتردية هناك والتي تثير صراعًا بين فصائل طالبان المختلفة.


أزمة لطهران


موقع «وور أون ذا روكس» الأمريكي، أكد أن حكم حركة «طالبان» المطلق في أفغانستان، يمثل معضلة أمام إيران لتحقيق مصالحها في أفغانستان، إذ ستضطر طهران للتعامل مع معضلتين متشابكتين؛ تتمثل الأولى في كيفية الاستمرار في التعاون مع حلفائها من الأقليات التقليدية، الذين لا يزالون إلى حد كبير يقاومون طالبان، مع بناء العلاقات مع طالبان نفسها، بينما تتمثل الثانية في المدى الذي يمكن فيه الانخراط مع طالبان، حيث سيكون على طهران موازنة العلاقات مع كل من الفصائل الأكثر تطرفًا، وتلك الأكثر مرونة وتكيفًا.


وتساءل كاتبا المقال، «كريستيان هوج هانسن»، الأستاذ بكلية الدفاع الملكية الدانماركية، و«حليم الله قوصري»، الباحث المستقل المختص في الشؤون الأفغانية، عما إذا كانت إيران تستطيع الانسجام مع استمرار حكم الحركة بشكل منفرد للبلاد؛ مشيرين إلى أن الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي»، أكد أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان فرصة لاستعادة الحياة والأمن والسلام الدائم في ذلك البلد، ومن المؤكد أن طهران ستلعب دورًا في تشكيل الطريقة التي تتطور بها أفغانستان بعد الانسحاب.


وأوضحا أن القادة الإيرانيين اعتمدوا في الواقع تاريخيًّا على سياسات مرنة وعملية لتجنب عدم الاستقرار الذي قد ينتشر عبر حدودهم، ومع ذلك، مهما كانت السياسة التي يتبنونها، فإن السلام الدائم قد يكون بعيد المنال.


ومنذ الثورة الإيرانية عام 1979، كان لطهران خمسة مصالح رئيسية في أفغانستان، أبرزها «الحفاظ على إيران كلاعب رئيسي في المنطقة، وتحقيق التوازن بين النفوذ الباكستاني والغربي ونفوذ طالبان، والسيطرة على تدفقات اللاجئين والمخدرات، وتأمين المياه المستمرة من الأنهار الغربية في أفغانستان، ومنع كابول من التحوّل إلى معقل مناهض للشيعة».


القوة الناعمة والصلبة في آن واحد!


وتسعى طهران خلف تلك الأهداف لاستخدام ما يعرف بالقوة الناعمة والصلبة في آن واحد، إذ تنشر نفوذها السياسي داخل المجتمع الأفغاني عن طريق التبرعات وعمليات التبادل التجاري، في وقت تشكل فيه إيران تحالفات عسكرية مع الأقليات مثل الهزارة الشيعة والطاجيك السنة.


وأكد الكاتبان أنه سوف يكون من الصعب تحقيق هذه الأهداف لا سيما في ظل الضائقة الاقتصادية في أفغانستان التي تثير صراعًا بين فصائل طالبان المختلفة، ولفتا إلى أنه من المرجح أن تؤدي مقاومة طالبان للمطالبات بتقاسم السلطة مع الأقليات العرقية، واحتمال اندلاع المزيد من القتال على الحدود الإيرانية الأفغانية، إلى خلق تحديات أمنية مستمرة لإيران.


وحثّت إيران خلال تولي «طالبان» السلطة في تسعينيات القرن الماضي، قادتها على تقاسم السلطة مع الجماعات العرقية المختلفة وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة، إلا أن قادة الحركة الأفغانية، رفضوا على وجه التحديد تقاسم السلطة مع القادة السياسيين في طاجيكستان والهزارة الذين عملوا في ظل الحكومات السابقة خلال السنوات العشرين الماضية.


وفي عام 2001، أقامت إيران علاقات مع مختلف الجماعات العرقية الطاجيكية والهزارة في ظل الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، بينما دعمت أيضًا تمرد «طالبان» ضد قوات التحالف، لكن مع عودة طالبان للسيطرة على مفاصل الحكم، سيكون هذا أكثر صعوبة، حيث إن الحكومة الجديدة أقل اهتمامًا بتقاسم السلطة مع الأقليات الدينية والعرقية.


للمزيد: تهديد عالمي وإقليمي.. «طالبان باكستان» تشكل خطرًا مزدوجًا على محيطها والمجتمع الدولي


"