بوقود الانسحاب الأمريكي.. نيران «الشباب» تحرق الصومال
السبت 04/يونيو/2022 - 11:48 م
أحمد عادل
وفر الانسحاب الأمريكي من الصومال، بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب، الصادر في عام 2020، بعد إعلانه خروج 750 جنديًا من مقديشيو، فرصة لحركة الشباب الإرهابية، من أجل التمدد والانتشار ومن ثم أصبحت أكثر قوة وجرأة.
استغلال الهشاشتين السياسة والأمنية
وهو ما أكده الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، في تصريحات إعلامية، من المقر الرئيسي للقيادة بمدينة شتوتجارت في ألمانيا، حيث قال إن حركة الشباب الإرهابية استغلت الخلل السياسي والهشاشة الأمنية في الصومال بعد انسحاب الولايات المتحدة لإعادة تنظيم صفوفها وتحسين قدراتها على الضرب في منطقة القرن الأفريقي، واجتياح قواعد العمليات المتقدمة التابعة للدول الأفريقية.
عكس التيار
وعقب قرار الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بإعادة القوات، وهو ما وصفه مسؤولون أمريكيون بخطوة للحفاظ على وجود مستمر في البلاد من أجل كبح التهديد الإرهابي، تجري واشنطن استعدادات لإرسال أقل من 500 جندي لمحاولة عكس التيار.
لكن يعتقد مسؤولون عسكريون أمريكيون أن قدرة حركة الشباب على شن هجمات معقدة تنامت بسبب الفجوة من عهد ترامب، ففي بداية مايو 2022، هاجمت حركة الشباب قاعدة عمليات تابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، على بعد نحو 100 ميل من العاصمة مقديشو، ما أسفر عن مقتل 30 من قوات حفظ السلام خلال عملية إطلاق نار محتدم.
وكثفت الحركة الإرهابية هجماتها قبل انتخابات هذا الشهر، بما في ذلك تفجير انتحاري قرب مطار العاصمة، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين.
وقال تاونسند لـ«فورين بوليسي»، خلال مقابلة بمقر أفريكوم بقاعدة كيلي باراكس في شتوتجارت: «الشباب أصبحت أكبر وأقوى وأجرأ خلال الـ16 شهرًا الماضية، منذ الانتهاء من إعادة التموضع خارج الصومال، ورأيناهم في الشهور الأخيرة يشنون هجمات لم تكن لديهم القدرة على تنفيذها في الثلاثة أعوام الماضية التي كنت موجودًا هناك».
اثر الانسحاب الأمريكي
وأثر عدم الوجود الأمريكي في الساحة على القوات الصومالية أيضًا، بالرغم من وجود بعثة لقوات حفظ السلام في البلاد، وفي حين لم يقل تاونسند إن الجيش الصومالي أصبح «أقل كفاءة»، إلا أنه أشار إلى أن نموذج التدريب يحتاج إلى شركاء على الأرض لينجح.
وخرجت القوات الأمريكية بعد نحو العام على شن حركة الشباب هجومًا معقدًا استهدف قاعدة ماندا باي الجوية بكينيا، في يناير 2020، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين.
وازدادت هجمات الحركة بنحو 30% بعد قرار ترامب بالانسحاب، بحسب إحصائية واحدة.
رغم زيادة الهجمات التي تشنها الحركة الإرهابية، قال تاونساند إن عجز «الشباب» عن عرقلة الانتخابات الصومالية في مايو2022 يمثل «نقطة مضيئة».
والتقى توانساند مؤخرًا مع الرئيس الصومالي المنتخب الجديد حسن شيخ محمود، الذي هزم الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله «فرماجو» في تصويت برلماني، مما أنهى أزمة سياسية وقع الصومال في فخها لأكثر من عام.
لكن تواصل «الشباب»، التي يصفها تاونساند بـ«الذراع الأكبر والأثرى والأشد نشاطًا فتاكًا للقاعدة»، التأكيد على رغبتها في مهاجمة الولايات المتحدة.
ولا يعتقد «البنتاجون» أن الحركة الإرهابية لديها القدرة على مواكبة طموحاتها بعد، لكنه يرى أن لـ«الشباب» القدرة على ضرب القرن الأفريقي، حيث قتل نحو 150 شخصًا في هجوم على جامعة غاريسا الكينية عام 2015، وحادث تفجير شاحنة في مقديشو عام 2017 الذي راح ضحيته نحو 600 شخص.
ومطلع مايو2022، جرى تداول مقطع فيديو تدعو فيه حركة الشباب لهجمات «الذئب المنفرد» في الولايات المتحدة و«الجهاد» ضد الأمريكيين والغربيين عالميًّا.
وقال تاونساند: «كان هذا قبل بضعة أسابيع، من الواضح أن لديهم النية، ويقولون ذلك على الملأ وعلانية، ويجب علينا الانتباه».
وأشار تاونساند إلى أنه في 2019، كشفت الولايات المتحدة عن مؤامرة قضت فيها حركة الشباب أكثر من عامين لتدريب طيارين من أجل هجمات محتملة داخل الولايات المتحدة. لكن ذلك خلّف لدى تاونساند، الذي سيتقاعد قريبًا، مزيدًا من التساؤلات بشأن خفايا مخططات التنظيم.
وقال: «أتساءل، أولًا، هل أحبطنا المخطط بأكمله؟ هل كان هناك أكثر من الطيارين الاثنين اللذين اكتشفناهما؟.. ثانيًا، ما الخطط التي وضعوها خلال العامين ونصف العام ولا نعرف بشأنها؟».





