انتشار وتمدد.. نشاط الإرهاب في شرق أفريقيا ينذر بالخطر
الأربعاء 30/مارس/2022 - 06:47 م
أحمد عادل
ما أن تتدخل التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش، في أي منطقة آمنة، حتى تنقلب موازين السلم بها ويبدأ تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة التي يضعون أقدامهم فيها.
وضع متدهور
في رسالته إلى اجتماعات العقبة، التي عقدت خلال مارس 2022، حول شرق أفريقيا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن التفاعل بين الإرهاب والنزاع المسلح والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والعنف القبلي والمظالم الاجتماعية والاقتصادية كل ذلك يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وأكد «جوتيريش» في الرسالة، أن «اجتماعات العقبة» أداة مهمة لتطوير فهم مشترك للتحديات التي يفرضها الإرهاب، ومن أجل تحديد الحلول وإنشاء الشبكات التي يمكن أن تساعد في التخفيف من المخاطر التي تشكلها على السلم والأمن الدوليين.
وأشار الأمين العام في رسالته إلى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول الأعضاء، قامت «داعش» و«القاعدة» والجماعات الإرهابية التابعة لهما بتوسيع وتكثيف أنشطتها في أجزاء من أفريقيا، «مما يتسبب بمعاناة كبيرة ويعيق التنمية البشرية والأمن».
ويتفاقم الوضع أكثر بسبب التفاعل بين الإرهاب والنزاع المسلح والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والعنف القبلي والمظالم الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك استغلال الإرهابيين للتكنولوجيات الجديدة والناشئة والحصول على الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة واستخدامها، والجهود التي تُبذل على الإنترنت، بما في ذلك من خلال ألعاب الفيديو، لتجنيد النشطاء وجني الموارد.
وأضاف يقول في رسالته: «في أكثر من عقدين من الزمن، منذ تفجيرات سفارة الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، علمنا أنه بينما لا تزال هناك حاجة إلى استمرار الضغط على القوى الإرهابية، يظل النهج المتوافق مع حقوق الإنسان والقائم على سيادة القانون والمراعي للنوع الاجتماعي والمتمثل في المجتمع بأسره لمنع الإرهاب ومكافحته، هو الاستراتيجية الفعّالة الوحيدة للنجاح على المدى الطويل».
وقال الأمين العام في ختام رسالته: «أتمنى لكم مداولات مثمرة تساعدنا على بناء مستقبل خالٍ من الإرهاب».
اجتماعات العقبة:
اجتماعات العقبة هي مبادرة من الملك الأردني عبدالله الثاني، أطلقها في عام 2015، بهدف تعزيز التنسيق والتعاون الأمني والعسكري وتبادل الخبرات في الحرب على الإرهاب والتطرف.
وشارك في الجولة رؤساء دول رواندا والكونغو الديمقراطية وموزمبيق، ورئيس وزراء تنزانيا، وممثلون عن مؤسسات أمنية وعسكرية من دول أفريقية وأوروبية وشرق آسيوية والولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا اللاتينية، إضافة إلى ممثلين عن منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني.
وذكر البيان أن الجولة بحثت آليات مواصلة التنسيق والتشاور حول التصدي للتهديدات المستجدة للإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي يشمل الأبعاد العسكرية والأمنية والفكرية.
وركز المشاركون على مواصلة العمل لمواجهة مصادر تهديد الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وضرورة ألا تؤثر التحديات الأخرى على الجهود المبذولة بهذا الخصوص، والتي تتطلب مزيدًا من التعاون وتبادل الخبرات، خاصة في منع توسيع نطاق تهديداتهم.
وتعزز مبادرة «اجتماعات العقبة»، التي أطلقها الملك عبدالله الثاني في عام 2015، التنسيق والتعاون الأمني والعسكري وتبادل الخبرات والمعلومات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب والتطرف.
وفي إطار الاهتمام الدولي بمبادرة «اجتماعات العقبة»، وآلية التنسيق المرتبطة بها، تم عقد جولات لها خارج الأردن، حيث استضافت ألبانيا وهولندا ونيجيريا والولايات المتحدة الأمريكية، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وسنغافورة، فعاليات هذه الاجتماعات بالشراكة مع الأردن.
داعش والشباب:
نقل «داعش» فعليًّا مركز ثقله التنظيمي في العمق الأفريقي (الغرب والوسط والشرق)، مستغلًا حالة الفراغ السياسي والأمني، والطبيعة الجبلية التي يوظفها في تدريب وتجنيد المئات من الشباب والمراهقين، في حالة أقرب إلى غرفة العمليات المركزية، مستحدثًا ما يعرف بـمعسكرات «جيل التمكين»، التي تعتبر امتدادًا لمعسكرات «أشبال الخلافة» التي بدأها منذ إعلان خلافته المزعومة، لإنتاج كوادر بشرية تتبنى توجهاته الفكرية والتنظيمية.
وتظهر ولاية شرق أفريقيا، داخل العمق الصومالي، إذ ظهرت خلايا داعش في شرق أفريقيا، وتحديدًا بالعاصمة مقديشو في أكتوبر2015، عندما أعلن العضو السابق في حركة «شباب المجاهدين»، عبدالقادر مؤمن بيعته لـ«داعش»، وفي أبريل 2016 بايع البغدادي تجمع يضم كينيا، وتنزانيا، وأوغندا، تحت مسمى «جبهة شرق أفريقيا».
وتتمركز فروع «داعش» في المناطق الجبلية الواقعة في ولاية بونتلاند، منذ عام 2015، وفي محاولة لإيجاد موطئ قدم له في العمق الصومالي عمل «داعش» على اجتذاب العناصر المنشقة عن حركة الشباب الإرهابية، سعيًا لإزاحتها تمامًا من المشهد.
تأسست «حركة الشباب» الصومالية في عام 2006 كذراع عسكرية لقوى سلفية مرتبطة بتنظيم القاعدة، تضم الحركة مئات الجهاديين العرب والأجانب وهي تهدف إلى إقامة دولة الشريعة. تنشط حركة الشباب بشكل خاص في مناطق وسط وجنوب الصومال، ونفذت الحركة هجمات إرهابية عديدة أوقعت مئات القتلى.





