ad a b
ad ad ad

الإرهاب يزدهر في الغرب الأفريقي.. «بوركينا فاسو» تغرق في الإضرابات والفوضى

السبت 23/مارس/2019 - 03:22 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
أصبحت الإضرابات الأمنية في دولة بوركينا فاسو، تمثل مشكلة شائكة في دول الغرب الأفريقي، وتواجه المنطقة قلقًا مُتزايدًا بسبب العمليات الإرهابية منذ 2012، وانتشار تنظيمين يعتبران الأبرز والأخطر في القارة السمراء ( تنظيم القاعدة – تنظيم داعش الإرهابي ) - بحسب وكالة فرانس برس الفرنسية.  

ويذكر أن كلا التنظيمين يشن مع فروعهما الممتدة في أفريقيا العديد من الهجمات الانتحارية في الـ3 سنوات الماضية وخاصة جماعة بوكو حرام الموالية لداعش، لكن الوضع يزداد سوءًا عن سابقيها، فمحاولة التمدد موجودة بالفعل لدي الجماعات الإرهابية؛ حيث لوحظ في الأشهر الأخيرة تنفيذ بوكو حرام عمليات مسلحة في مناطق في توجو حتى وصلت إلى ساحل خليج غينيا.


الإرهاب يزدهر في
الإرهاب في غرب أفريقيا

في هذا الإطار، صرح بكاري سامبي، مدير تمبكتو انستيتيوت في دكار، بأن الأوضاع الأمنية المتردية في بوركينا فاسو، كان لها مفعول السحر لدى الجماعات الإرهابية، واصفًا أن الاحتدام بين القوات الشرطية الموجودة في البلاد والجماعات المتطرفة «غير مسبوق»، مُشيرًا إلى أن المنطقة الشمالية من دولة بوركينا فاسو تعتبر حتى الآن جزر استقرار في منطقة مضطربة، ولكن في المستقبل القريب من الممكن أن تصبح منطقة انتشار وتمدد للحركات المسلحة الإرهابية التي من السهل أن تضع موطئ قدم  لها  ومن السهل اختراق حدود تلك الدول المنعزلة.
 
وأكد  بكاري، أن التنظيمات الإرهابية في غرب أفريقيا، تسعى للتوسع وفتح مجالات جديدة لكي يستطيعوا تزويد عناصرهم بالأسلحة اللازمة في حربها ضد الانظمة الحكومية لبلدان القارة السمراء، ذلك من باب السعي لفتح مجال واسع لنظاق حركاتهم بعيدًا عن المركز المتعارف عليه، مما يتيح لهم الوصول إلى موانئ غرب أفريقيا وسهولة حركة دخول الأسلحة القادمة لهم عن طريق البحر.

ووفقًا لتقرير نشره معهد طوماس مور للبحوث، لوحظ أن هناك تحركات للجماعات المسلحة تفيد بوجود نشاط متزايد، وذكر أن في محمية دبليو الموجودة على الحدود بين النيجر وبنين وبوركينا فاسو، يتوافر عددٌ كبيرٌ من مسلحين تابعين لتنظيمات موجودة في دولة مالي، وقادموا في تلك المنطقة في الفترة بين 2014 إلى 2015. 

وفي عام 2016، تم استهداف ساحل العاج في منطقة (غراند بسام)، ما أسفر عن وقوع 19 قتيلًا، وعلى غرار تلك الحوادث التي أعلنت الدول السابق ذكرها لم ينفذ أي هجوم إرهابي في بلدان خليج غينيا، كما يذكر أنه خلال الأشهر الثلاث الماضية، نفذت التنظيمات الإرهابية عمليات نوعية تشير دلائلها إلى تمددهم، ففي 15 فبراير الماضي، اغتيل 4 من ضباط الجمارك في بوركينا فاسو وكاهن إسباني.
الإرهاب يزدهر في
إرهاب يتمدد

فيما أكدت المصادر بحسب وكالة فرنس الفرنسية، إلى وجود عمليات توغل جديدة لمجموعات مسلحة صغيرة تعبر حدود بوركينا فاسو إلى القرى الصغيرة بتوجو وبنين، لتطلب من سكاني القرى منع بيع الكحول، وإلقاء خطب تتماشى مع مناهجهم في المساجد.

وسعت الأجهزة الاستخباراتية من عملياتها لوقف زحف المجموعات الصغيرة، وعدم التوغل في غانا وبنين وتوجو، وقامت بتنفيذ عمليات مخابراتية واسعة في نوفمبر 2018 ، لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، ما أسفر عن اعتقال أكثر من 200 شخص، يشتبه بقيامهم بأنشطة جهادية، في (توجو- بنين- غانا- بوركينا فاسو).

وقال مسؤول أمني تابع لدولة توجو للوكالة الفرنسية: إن جميع الأجهزة الأمنية سواء الشرطية أو قوات الجيش في حالة تأهب، لتعزيز الوجود العسكري في الشمال بعد اغتيال الكاهن الإسباني، مضيفًا أننا نعمل علي تعاون وثيق بيننا وبين بوركينا فاسو .

وأشارت وكالة نادمو الغانية لأعمال الإغاثة، أن هناك نحو 176 طفلًا فروا من اعمال العنف في بلدهم، ونزحوا إلى مقاطعة باوكو في شمال شرق غانا، في الأسابيع الأخيرة.


الإرهاب يزدهر في
الأوضاع في بوركينا فاسو

وعن الأوضاع في بوركينا فاسو، قال مدير أفريقيا الغربية في مجموعة الأزمات الدولية، رينالدو ديباني، إن  90% من الهجمات الإرهابية تنسب إلى ما يعرف بجماعتي «أنصار الإسلام»، و«أنصار الإسلام والمسلمين»، وتنظيم داعش الإرهابي الموجودين في مجموعة دول الصحراء الكبرى، ولكن يوجد أيضًا عشرات المجاميع الصغيرة والأقل تنظيمًا، مضيفًا أنه من الصعب تحديد من يفعل بتلك العمليات، لأنها مجموعات مسلحة صغيرة غامضة ومازالت في مرحلة التطوير والتمدد.

وأكد ديباني، أنه تبرز أيضًا عصابات إجرامية، ليس لها تفكير معين،  ولكنها تتعامل مع الإرهابيين في المناطق الحدودية وتقيم معهم علاقات الهدف منها التجارة والربح في الأساس، مثل تهريب الأسلحة والمخدرات والذهب بصورة سرية للغاية.

من جانبها، قالت الدكتورة أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي: إن بوركينا فاسو شأنها شأن أغلب دول القارة الأفريقية التي تعاني من ضعف القوات الشرطية والجيش الخاص بها، ما يتيح فرصة للجماعات المسلحة وخاصًة بوكو حرام الموالية لتنظيم داعش الإرهابي التوغل فيها.

وأكدت في تصريح  لـ«المرجع»، أن قوات برخان الفرنسية، والقوات الأوروبية الموجودة في منطقة الساحل الأفريقي، حققت نجاحات بالغة في حربها ضد التنظيمات الجهادية، وقد يكون ساحل منطقة غينيا هو تمدد واقعي وهروب للجماعات المسلحة من تلك النجاحات .

وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي، أن منطقة الساحل الأفريقي والصحراء الكبرى، تعاني من خطرين رئيسيين هما وجود التنظيمات الإرهابية، ثانيًا مجموعات الجريمة المنظمة واللذان يتعاونان معا في مجالات كثيرة مثل تهريب الأسلحة والاتجار في أعضاء البشر.

"