عبر شبكات معقدة.. اليمين المتطرف يثير مخاوف شعبية واستخبارية لدى الغرب
أثارت تيارات اليمين المتطرف في الغرب
إشكاليات متعددة على مدار العامين الأخيرين، فهل يحمل عام 2022 تغيرات تكتيكية في
مواجهة آلياتهم المتطورة ومحاولاتهم المتجددة لبناء شبكات مترامية الأطراف بين
الدول التي يقبعون بها؟.
أظهر اليمين المتطرف خطورة واضحة على أمن الدول الغربية خلال الفترة الأخيرة، مخلفًا الشكوك تجاه الشبكات التنظيمية التي استطاع بناءها، إلى جانب ما أبدته هذه الشبكات من وحدة عبر الأهداف والممارسات، إذ نظمت تلك التيارات مظاهرات حاشدة في توقيتات متقاربة في جغرافيات متعددة بين واشنطن وباريس وألمانيا وغيرهم للتعبير عن رفضهم لإنتاج لقاحات لفيروس كورونا المستجد.
اليمين المتطرف والشغب الشعبي
تسببت تيارات اليمين المتطرف في شغب كثيف خلال 2021 عبر معلومات مضللة نشروها عن فيروس كورونا واللقاحات المصنعة لأجل القضاء عليه، ففي أبر يل 2021 نظمت جماعات اليمين المتطرف في ألمانيا والمعروفة باسم (النازيون الجدد) تظاهرات حاشدة، داعية عناصرها لمخالفة قرارات الحظر التي أطلقتها الحكومة الألمانية للحد من انتشار فيروس كورونا.
كما دأبت جماعة النازيون الجدد وغيرها من جماعات اليمين المتطرف بالغرب على نشر معلومات مضللة حول فيروس كورونا باعتباره –على حد وصفهم- مؤامرة للقضاء على العرق الأبيض لصالح انتشار عرقيات أخرى، وهو ما عملت الحكومات الغربية على تصحيحه مرارًا، إلا أن اليمين المتطرف بألمانيا نظم العديد من التظاهرات للتنديد بنوايا الحكومة، وفي رومانيا نظم العشرات تظاهرات عدة للسبب ذاته.
فيما القت القوات الأمريكية القبض في أبريل 2020 على متطرف يميني يحث متابعيه على نشر الفيروس بين مجتمع الأقليات، وفي مارس 2020 كشفت الحكومة عن شبكة تضم ما لا يقل عن 6000 متطرف يميني يتواصلون إلكترونيًا بشكل سري لنشر طرق مقززة لنشر الفيروس في صفوف المختلفين عنهم عرقيًّا.
وبالتالي فإن جماعات اليمين المتطرف في الغرب تعاملت مع انتشار فيروس كورونا بآليات مختلفة فمنهم من حث أتباعه على نشر الفيروس بين المهاجرين والأقليات، فيما ذهب جزء آخر لنشر المعلومات المضللة حول الفيروس وأسباب انتشاره، ما جعلهم عبئا إضافيا على كاهل الأنظمة الأمنية التي اجتهدت لمنع انتشار العدوى.
وتتخوف الأجهزة الأمنية الغربية من استخدام الاستخبارات المعادية لجماعات اليمين المتطرف لإحداث شغب بالشوارع وبث الذعر بين مواطني المجتمع وتأليبهم على مخالفة القوانين الحكومية، إلى جانب توظيفهم كأدوات تهدد أمن الداخل الغربي.
اليمين المتطرف.. توظيفات سياسية واستخبارية
تبقى أحداث اقتحام الكابيتول هيل أبرز مشاهد 2021 بشكل عام، إذ اقتحمت مجموعات من اليمين المتطرف مبنى الكونجرس الأمريكي في 6 يناير 2021 للتعبير عن غضبهم ورفضهم لفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة البلاد على حساب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ما خلف وفيات وإصابات في صفوف المتظاهرين.
أن ما أظهرته مشاهد العنف الذي مارسته جماعات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة جعلت الحكومات الغربية أكثر حذرًا واستعدادًا لمواجهة التيار خلال الأعوام المقبلة، فمن جهتها صنفت كندا بعض الجماعات اليمينية لديها كجماعات إرهابية خوفًا من العلاقات الإلكترونية التي تبنيها تلك المجموعات مع بعضها عبر الفضاء الإلكتروني.
وفي الولايات المتحدة أعلنت وزارة الداخلية في 11 مايو 2021 تدشين قسم جديد بهيئة الاستخبارات لمواجهة الإرهاب المحلي، لتتمكن سلطات إنفاذ القانون من مكافحة اليمين المتطرف وتشديد الرقابة على مجموعاتها واقعيًّا وافتراضيًّا.
المزيد.. مناوشات بين الجانبين.. اليمين المتطرف يتهم أوباما بدعم الإسلاموية





