يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

على جثتنا.. الإخوان ضد إجراء الانتخابات الليبية بالعرقلة السياسية والمواجهات المسلحة

الثلاثاء 21/ديسمبر/2021 - 03:44 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
اعتمدت جماعة الإخوان الإرهابية، على السير في اتجاهات عدة للنيل من عملية الاستقرار والاستحقاق الانتخابي التي تسعى إليها القوى الدولية والإقليمية في ليبيا.

وسلكت الجماعة الإرهابية، 3 مسالك رئيسية لعدم إقامة الانتخابات الرئاسية في ليبيا، وعودة الاستقرار إلى البلاد مرة أخرى، حتى لا ينكشف أمرها وفضحها أمام الرأي العام الدولي، حيث اعتمدت على الرفض والمماطلة والتحريض ضد المؤسسات الحكومية، وأخيرًا على التحرك والتسليح ضد قوات الجيش في البلاد.

على جثتنا.. الإخوان
الاتجاه الأول

وخلال الأشهر الماضية، سعت جماعة الإخوان إلى رفض قانون الانتخابات، ومحاولة تعطيل التصديق عليه أو البدء في تنفيذ خريطة الطريق، 
وأخذ التنظيم في الرفض والمماطلة بحجة غياب «القاعدة الدستورية» للانتخابات تارة، وضرورة الاستفتاء على دستور جديد تارة أخرى.

مع اقتراب غلق باب الترشح والتحضير للاستحقاق عمليا، حوّل التنظيم الاعتراض والمماطلة بعد ذلك إلى بعض المرشحين، ومحاولة اختلاق المشاكل والأزمات لتعطيل الانتخابات، وصُنع حالة من الانسداد السياسي.

وظهر ذلك جليًا في تصريحات رئيس مجلس الدولة في ليبيا، الإخواني خالد المشري، الذي  رفض لانتخابات ديسمبر البرلمانية والرئاسية.
وقال المشري إنه لن يشارك في الانتخابات كناخب أو مرشح، كما طالب بانتخابات برلمانية فقط في فبراير المقبل.

سهيل الصادق الغرياني
سهيل الصادق الغرياني
الاتجاه الثاني

تشهد ليبيا، دعوات تحريضية صريحة من جانب تنظيم الإخوان، حيث دعا سهيل الصادق الغرياني، نجل مفتي الجماعات الإرهابية، تغريدة على «تويتر»، دعا فيها لمهاجمة المقرات الانتخابية.

الأمر نفسه تكرر مرة أخرى، حيث طالب مفتي التنظيم في ليبيا، الغرياني، بحمل السلاح ومنع إجراء الانتخابات الرئاسية، وقال إنها «محرمة شرعا»، ما دفع أنصار التنظيم إلى اقتحام مقر المفوضية العليا للانتخابات والاعتصام بداخلها.

وتكرر التحريض من قبل مفتي الجماعات الإرهابية في ليبيا الصادق الغرياني الميليشيات ضد الانتخابات الوطنية.

جاء ذلك في مداخلة عبر قناة مملوكة لنجله سهيل وتبث من تركيا، وطالب ميليشيات «بركان الغضب» -تجمع ميليشياوي بالغرب الليبي- ومن أسماهم بالثوار، بضرورة التصدي للانتخابات وإيقافها، إذا لم يتم وضع ضوابط تخدمهم وتستبعد قادة الجيش الليبي وضباطه ومؤيديه من الترشح.

وزعم الغرياني أن البقاء في الفوضى التي تعيشها ليبيا الآن، أقل شرًّا من الفوضى التي تخلقها الانتخابات، متهمًا البعثة الأممية إلى ليبيا بعدم الحياد، وتعمل على تأجيج الخلافات.

وهاجم مفتي إخوان ليبيا المفوضية الوطنية للانتخابات، زاعمًا حدوث تلاعب كبير به في السنوات الماضية، ومنح أرقام وطنية لأشخاص غير موجودين ومرتزقة اشتريت لهم أرقامًا وطنية بالمال.

وخلال ديسمبر 2021، قال وزير الداخلية الليبي خالد مازن، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة العدل حليمة عبد الرحمن، من طرابلس، إن اتساع رقعة الانتهاكات والخروقات سيؤدي للإضرار بالخطة الأمنية، وينعكس على سير العملية الانتخابية والالتزام بها في موعدها.
على جثتنا.. الإخوان
الاتجاه الثالث

مع دخول موعد الاستحقاق الانتخابي أسبوعه الأخير، تصاعدت وتيرة العنف الإخواني، إذ انتقل التنظيم إلى الاتجاه الثالث، وهو تحريك عصى الميليشيات، وهذا ما ظهر جليًّا في حصار الميليشيات لمقرات الحكومة في العاصمة طرابلس.

التحرك المسلح من جانب التنظيم، جاء عن طريق ميليشيات تعرف باسم «لواء الصمود»، التي أعلنت عزمها عدم السماح بإجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر الجاري، كما قامت بحصار مقر رئاسة الوزراء.

هدّدت ميليشيات غرب ليبيا، بإغلاق مكاتب المفوضية الوطنية للانتخابات في مناطقها، معلنة عن رغبتها في استعراض القوة عبر تحرّك ميداني، بهدف الإعلان عن رفضها ترشّح خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية. وأغلق مسلحون، مراكز مفوضية الانتخابات في مدن الزاوية وزليتن وغريان، في تحدّ جديد للاستحقاق الانتخابي.

وتشكل الميليشيات المسلحة، التابعة لجماعة الإخوان، تهديدًا خطيرًا على مستقبل ليبيا واستقرارها، وليس على الانتخابات فقط، مؤكدًا ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا وسريعًا من تلك الميليشيات؛ حتى لا تهدر جميع الجهود الدبلوماسية التي بذلت على مدار السنوات الثلاث الماضية.
"