البحث عن الخروج الآمن.. «النهضة» تحاول إنقاذ المتبقي منها
الأربعاء 15/ديسمبر/2021 - 01:51 م
سارة رشاد
على عكس ما تبديه حركة النهضة (جناح جماعة الإخوان بتونس) من محاولات المقاومة لما تسميه بـ«الانقلاب»، نشرت وسائل إعلام تونسية تقارير عن وساطات دفع بها زعيم الحركة راشد الغنوشي، لدى رئيس الجمهورية «قيس سعيد» للسماح له بالخروج الآمن من البلاد.
البحث عن خروج آمن
وكشف المحلل السياسي التونسي، بلحسن اليحياوي، عن تقدم الغنوشي بالوساطات إلى رئاسة الجمهورية، خلال الأيام الماضية، كمحاولة للإفلات من ملفات الفساد السياسي والمالي المفتوحة حول الحركة.
في تصريحات إعلامية رأى «اليحياوي» أن التصعيد من جانب قيادات حركة النهضة خلال الفترة الماضية، لا يعدو كونها ضغوطًا على مؤسسات الدولة والرئيس قيس سعيد، للسماح للغنوشي وبعض القيادات بمغادرة البلاد.
وأكد أن إخوان تونس على يقين تام بأنه لا عودة للبرلمان المجمد، ولا عودة للوراء في المشهد العام، لكنهم يواصلون الضغط من أجل الخروج الآمن.
ولفت إلى أن "الآمن سيكون آلية الحركة لإنقاذ ما تبقى منها؛ لأن خروج «الغنوشي» سيسمح لبقية القيادات بتحميله أخطاء المرحلة، وبالتالي يسمح لهم ذلك بإعادة التموضع في الساحة التونسية".
وأشار المحلل السياسي التونسي، إلى أن الإجراء سيكون بمثابة «صك براءة» للحركة، على حساب الغنوشي الذي سيكون خارج البلاد.
شبهات حول النهضة
منذ قرارات 25 يوليو 2021، تواجه حركة النهضة ملفات جميعها من شأنها أن تودي بوجود الحركة في تونس، وتتنوع هذه الملفات بين اغتيالات السياسيين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013، إلى الحصول على أموال أجنبية خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.
كما تواجه الحركة اتهامات بتسفير الشباب إلى مناطق النزاع في سوريا والعراق، إبان ما يعرف بـ«الثورة التونسية»، فضلًا عن دعم الميليشيات المسلحة في الغرب الليبي وتهديد الأمن القومي التونسي.
واستبعد الكاتب السياسي التونسي، نزار الجليدي، استجابة الرئيس «قيس سعيد» لوساطات «الغنوشي»، قائلًا في تصريح لـ«المرجع» إن تونس ستذهب قريبًا إلى تصنيف حركة النهضة كيانًا إرهابيًّا، مشيرا إلى أنه لا رجعة إلى الوراء ولا مساومات في الفترة المقبلة.
كما أكد أن الرئيس قيس سعيد، عازم على إتمام مساره إلى النهاية وهو القضاء على الوجود الإخواني والعبور بتونس إلى مشهد سياسي يختلف عن السنوات العشر التي قاد فيها الإخوان البلاد، مشددًا على أنه أيًّا ما تكون عليه تونس في الفترة المقبلة، فستكون أفضل مما كانت عليه في سنوات ما بعد 2010.
وتعيش تونس منذ 2010 في أوضاع سياسية واقتصادية متردية دفعت الشارع للانتفاضة والمطالبة بتصويب المسار.





