حصاد 2021.. استهداف قيادت داعش تحول دون التمدد في أفريقيا
السبت 01/يناير/2022 - 07:32 م
أحمد عادل
لم يكن عام 2021، جيدًا على تنظيم داعش الإرهابي في أفريقيا، إذ تأثر بفقدانه العديد من قياداته الرئيسية، بسبب الضربات الأمنية المتلاحقة والموجعة هذا العام.
ضربتان قويتان
تلقى تنظيم داعش الإرهابي ضربتين قويتين في منطقتي الساحل في غرب إفريقيا، بعد مقتل زعيمي التنظيم في المنطقتين، التي تحولت إلى معقل جديد لقيادة التنظيم بعد انهيار معاقلهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ففي 15 أكتوبر2021، أكد جيش نيجيريا مقتل أبومصعب البرناوي، زعيم داعش غرب إفريقيا، بعدما أعلن عن ذلك أول مرة في سبتمبر2021، وقال رئيس هيئة أركان الدفاع النيجيري الجنرال لاكي إيرابور، إنه ميت ولا يزال كذلك، دون تقديم تفاصيل حول كيفية مقتله، سواء في غارة جوية أو عملية عسكرية، أم تمت تصفيته داخليًّا في صراع على الزعامة.
بينما أكدت فرنسا، في 15 سبتمبر، مقتل عدنان أبو وليد الصحراوي، زعيم داعش الصحراء الكبرى، متأثرًا بجراح أصيب بها في ضربة نفذتها عملية برخان، في أغسطس 2021.
وإن كان «داعش» أقرّ بمقتل أبو وليد الصحراوي، إلا أنه إلى الآن لم يؤكد أو ينفي مقتل البرناوي على يد الجيش النيجيري، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسساتها الرسمية، التي تتابع ملف الإرهاب عن كثب، ولم تصدر بيانًا في هذا الصدد.
كما أعلن مستشار الأمن القومي النيجيري، باباغانا مونغونو، في 22 أكتوبر، مقتل مالام باكو، الذي خلف أبو مصعب البرناوي مؤخرًا كزعيم لتنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا، في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وإن تأكد مقتل البرناوي وباكو إلى جانب أبو الوليد الصحراوي، فإن داعش يكون قد تلقى ضربة مؤلمة على الرأس، في أهم معقلين جديدين له في إفريقيا، بعد انهيار معاقله في سوريا والعراق وليبيا.
مواجهات محدودة
وخاض داعش الصحراء الكبرى مواجهات محدودة مع الجماعات الموالية للقاعدة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، لكنه فشل في القضاء عليها أو الاستيلاء على معاقلها.
وبينما تمركزت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، التي تضم 4 تنظيمات مسلحة مقربة من القاعدة، على شمالي مالي، تمركز «داعش الصحراء الكبرى» في منطقة الحدود الثلاثة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وهذه المنطقة التي ركزت عليها عملية برخان الفرنسية، وجيوش الساحل الخمسة (تشاد، النيجر مالي بوركينا فاسو وموريتانيا)، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي واللوجيستي للقوات الأمريكية في المنطقة.
كما قد يصطدم داعش مجددًا بالتنظيمات الموالية للقاعدة في شمالي مالي لابتلاعها، مثلما فعل مع بوكو حرام، عبر القضاء على قياداتها، وضم عناصرها تحت شعار «الوحدة» بين التنظيمات المسلحة.
ما يحتم على دول المنطقة إعادة تنظيم نفسها وتحالفاتها، وعدم انتظار اكتمال إعادة هيكلة التنظيم لنفسه، خاصة أن دول أخرى في غرب إفريقيا قد يطالها التهديد مثل: توغو وبنين وكوت ديفوار وغينيا وغانا وغينيا بيساو والسنغال.
ولايات جديدة
واستطاع تنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2021، إنشاء 4 ولايات في منطقة بحيرة تشاد لخلافته المزعومة في القارة تحت قيادة مركزية بولاية بورنو في نيجيريا، حيث يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق التي تمتد عبر غرب وشمال إفريقيا، بين دول ليبيا والجزائر ومالي والنيجر ونيجيريا، لتسهيل تحركات مسلحيه.
والولايات هي «سامبيسا» في نيجيريا، و«تومبوما بابا» في بورنو بالدولة ذاتها، و«تمبكتو» في شمال مالي، وولاية مستحدثة في تشاد توقع أن تضم إرهابيين عربا، على أن يكون لكل منها حاكم خاص، وتحت قيادة زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
هذه التحركات لتنظيم داعش وبقية الجماعات الإرهابية بين جنوب ليبيا ودول الجوار، وصولًا إلى نيجيريا، مدفوعة بالتنافس الساخن بين إيطاليا وتركيا وفرنسا حول مساحات النفوذ في ليبيا وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي.
في الكونغو وموزمبيق
ومن جهة أخرى، أضحت القوات الديمقراطية المتحالفة بزعامة سيكا موسى بالوكو بمثابة فرع داعش في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتعرف هذه الجماعة في هذه المنطقة بعنفها الوحشي ضد المواطنين الكونغوليين والقوات العسكرية الإقليمية، حيث أسفرت هجماتها عن مقتل أكثر من 849 مدنيًّا في عام 2020 وحده وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. وفي عام 2019، أضحت الجماعة تشكل مقاطعة وسط أفريقيا التابعة لداعش، وتنشط في الغالب في مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري على طول حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية مع رواندا وأوغندا. كما تمثل ميليشيا أخرى منفصلة في موزمبيق، تُعرف باسم أنصار السنة أو حركة الشباب، الجناح الثاني لخلافة داعش في أفريقيا الوسطى. ومنذ أكتوبر 2017، تمكنت داعش - موزمبيق، بقيادة أبو ياسر حسن، من قتل أكثر من 1300 مدني. ولا شك أن اختلاف السياق وطبيعة هذين الفصيلين يعكسان تحولًا في تكتيكات داعش من حيث معايير العضوية والانتساب إليها. ربما يعكس ذلك رغبة داعش المركزية في إثبات قدرتها على البقاء والتمدد.





