ad a b
ad ad ad

الإرهاب يجدد هجماته في بريطانيا.. وانتقادات للمعالجة الحكومية للملف

الجمعة 19/نوفمبر/2021 - 02:47 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أعلنت المملكة المتحدة في 15 نوفمبر 2021 رفع مستوى التهديد الإرهابي الذي يواجه البلاد إلى درجة «محتمل»، وهو مستوى ينذر بخطورة ما يواجهه الأمن القومي للبلاد وإمكانية تعرضه لهجمات خلال المرحلة المقبلة.


وقررت الحكومة رفع مستوى التهديد الإرهابي للبلاد من درجة كبير إلى محتمل تأثرًا بتقرير قدمه المركز المشترك لتحليل الإرهاب «JTAC» بعد دراسة الأوضاع الأمنية عقب هجوم ليفربول الأخير، إذ انفجرت سيارة أجرة أمام مستشفى في ليفربول وصنفتها الحكومة حادثة إرهابية.

الإرهاب يجدد هجماته
إرهاب غير محدد الهوية تصنفه بريطانيا

صنفت بريطانيا حادثة ليفربول، التي أسفرت عن مقتل المنفذ وإصابة آخر كحادث إرهابي، ولكنه حتى الآن غير محدد الاتجاه، سواء كان نتيجة تنفيذ جماعة إسلاموية أو يمينية متطرفة، وكذلك فهو غير محدد الدوافع سواء دينية أو سياسية أو غيرهما.

ومنيت مدينة ليفربول في شمال غرب بريطانيا بحادثة تفجير في 14 نوفمبر 2021، نفذها مهاجر أعلنت الدولة أن اسمه عماد جميل السويلمين، ويبلغ من العمر 32 عامًا، وقد تحول من اعتناق الديانة الإسلامية إلى المسيحية قبل 4 أعوام من ارتكابه الحادثة الأخيرة، واختار لنفسه اسم إنزو.

وتشير المعلومات القليلة الواردة عن إنزو أنه تحول إلى المسيحية بالكاتدرائية ذاتها التي طلب من سائق السيارة الأجرة إيصاله عندها قبل التفجير مباشرة، إذ توفي إنزو في السيارة الأجرة التي استقلها طالبًا من سائقها توصيله عند الكاتدرائية إلا أن السائق استشعر الريبة وترك سيارته وبداخلها الإرهابي، وأغلق الأبواب، ثم حدث الانفجار، الذي وصفته الحكومة البريطانية بـ«الإرهابي».

وتوضح السلطات البريطانية أن الإرهابي وصل منذ سنوات إلى البلاد من العراق كلاجئ، ولكنه سوري الجنسية، وعمل ضمن مجموعة في إحدى الكنائس لمساعدة طالبي اللجوء، وتضيف بأنه استطاع تصنيع عبوات متفجرة في منزله، وأن اليوم الذي اختاره للتفجير مخطط له بعناية، إذ قرر المئات التجمع بالكاتدرائية للوقوف دقيقة صمتًا لإحياء ذكرى من فقدوهم، ولكن لم يستطع المنفذ الوصول للكاتدرائية.

ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث، كما لم تستطع الجهات الأمنية تحديد دوافع المهاجم، ولكنها تحركت في اتجاه رفع درجات الاستعداد الأمني لمواجهة العمليات الإرهابية المحتملة، وفقًا لتصريحات وزيرة الداخلية بريتي باتل.
الإرهاب يجدد هجماته
موقف بريطانيا من استراتيجيات مكافحة الإرهاب

تسببت الحادثة الأخيرة في موجة من الانتقادات الواسعة لحكومة البلاد، إذ كشفت التحريات أن المهاجم سبق وهدد المارة بسكين وكان المفترض أن يرحل من البلاد ضمن إجراءات مشددة تتبعها الدول الأوروبية المجاورة لحماية أمنها.

إن الهجمات الإرهابية المتتالية التي ضربت أوروبا؛ وبالأخص فرنسا والنمسا وألمانيا خلال نهاية عام 2020، أفرزت حزمة من الإجراءات الصارمة لمواجهة الإرهاب بتوجهاته المختلفة، إذ صعدت الدول من إستراتيجياتها الأمنية والقانونية والفكرية لمكافحة التحديات الناشئة في هذا المجال، بينما أظهرت المملكة المتحدة استجابات أضعف من جيرانها الإقليميين.

تعد المملكة المتحدة أهم حاضنة أوروبية لأنشطة جماعة الإخوان، وباعتبار الجماعة هي المكون الأساسي لتيار الإسلاموية فأن المواجهة الفكرية للتيار يعتريها قصور شديد، علاوة على احتضانها لأهم الأنشطة الاقتصادية للجماعة.

"