موزمبيق تنتفض لتحرير مشروعات الغاز من قبضة الإرهابيين
الأحد 14/نوفمبر/2021 - 04:09 م
أحمد عادل
تكافح الحكومة في جمهورية موزمبيق جنوب شرق أفريقيا، للمحافظة على ما تبقى من موارد اقتصادية، بعد تغلغل الإرهاب بالقرب من المنطقة المزدهرة بالغاز الطبيعي، حيث تعمل الجماعات الإرهابية على الاستيلاء على حقول الغاز والسيطرة عليها ومن ثم بيعها لتمويل عملياتها.
وأعلنت موزمبيق، الجمعة 12 نوفمبر 2021، تشكيل قوة خاصة جديدة لمكافحة الإرهابيين الذين هددوا مشروعات مربحة للغاز الطبيعي في البلاد، وذلك بالتزامن مع تعيين الرئيس «فيليبي نيوسي»، وزيرين جديدين للدفاع والداخلية بعد إقالة سلفيهما مؤخرًا، ما يشير إلى عزم حكومى على قمع الإرهاب المتزايد في مقاطعة كابو ديلجادو شمال شرق البلاد الغنية بالغاز الطبيعي والتي تشهد هجمات إرهابية منذ أربع سنوات.
الإرهاب وآمال التنمية
وتهدف هذه التغييرات الحكومية إلى وضع حد لعمليات الخطف في باقي أنحاء البلاد والتى تحدثت معلومات عن تورط رجال أمن فيها.
وقال قائد الشرطة الجنرال «برناردينو رافائيل» في كلمة أمام قوات الأمن إن الإرهاب والاختطاف جريمتان تثيران الذعر.
وأضاف أن الإرهاب يبث الرعب بين سكان موزمبيق ويخيف ويقضي على التنمية والاستثمار في بلادنا، لذلك يجب أن تكون الحرب ضد الإرهاب والخطف واحدة.
ويسعى تنظيم «داعش» الإرهابي للسيطرة على مشروعات الغاز عبر تأسيس إمارته وتهديد دول جنوب القارة السمراء.
وشكل وجود مجموعة مسلحة موالية للتنظيم الإرهابي، في مدينة بالما عاصمة الغاز في موزمبيق، أكبر تهديدٍ ليس فقط لأمن واقتصاد البلاد، بل لمصالح كبرى الشركات العالمية للطاقة، سواء الأمريكية منها أو الفرنسية والإيطالية والصينية واليابانية.
في أبريل2021، انسحبت المجموعة النفطية الفرنسية العملاقة «توتال» من موزمبيق، معلنة أن السبب وجود قوة قاهرة بمشروع للغاز الطبيعي المسال بقيمة 20 مليار دولار، أكبر استثمار خاص في أفريقيا.
وسحبت الشركة طاقم موظفيها من موقع أحد المشروعات في محافظة كابو ديلجادو، بعد هجوم لمسلحين تابعين لتنظيم داعش استهدف بلدة قريبة في مارس2021.
عمليات قطع للرؤوس
إميلي إستل، الباحثة بمعهد «أمريكان إنتربرايز»، تقول إن أعمال العنف في موزمبيق أسفرت منذ عام 2017 عن مقتل أكثر من 2500 مدني، مشيرة في مقال منشور بمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إلى أن عدد النازحين داخليًّا قفز من 70 ألفًا في 2020 إلى 700 ألف في 2021، ويواصل الزيادة، كما تصاعدت وحشية الصراع، مع ظهور تقارير متواترة بشأن عمليات قطع الرؤوس والاغتصاب.
وقالت إن تلك المشاهد تعتبر تحولًا كبيرًا بالنسبة لبلد كان يأمل في تجاوز سنوات الصراع؛ إذ وقعت حكومة موزمبيق اتفاق سلام مع المتمردين عام 2019، في أحدث محاولاتها لوقف العنف المستمر منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1992.
وبحسب الباحثة، فإن الحزب الحاكم كان يراهن على الغاز الطبيعي باعتباره تذكرة موزمبيق لتحقيق الازدهار، لكن أصبح الجزء الأكبر من إنتاج الغاز الطبيعي المخطط له معلقًا؛ وقد يستمر الأمر إلى ما لا نهاية.
وتعتبر الباحثة أن العنف في «كابو ديلجادو» يزيد الشرخ بين جيش موزمبيق وشرطتها، كما أصبحت خطط التدخل الإقليمي غارقة في براثن المنافسة.





