موزمبيق رهينة تحت رحمة «داعش».. وتدخل عسكري دولى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
الثلاثاء 09/نوفمبر/2021 - 05:30 م
احمد عادل
دخل الاتحاد الأوروبي، كثالث قوة دولية، على خط الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في موزمبيق جنوب شرقي أفريقيا، بعد مؤشرات مقلقة على تمدد التنظيم الإرهابي هناك.
بعثة عسكرية
وسيكون التدخل الأوروبي في موزمبيق على شكل بعثة عسكرية ستتولى تدريب وحدات الجيش على محاربة الإرهابيين، شمال شرقي البلاد، حيث ينشط «داعش».
موزمبيق، التي توقع خبراء أن تتصدر المشهد العالمي للطاقة بفضل الاكتشافات الهائلة للغاز، باتت مهددة جراء تمدد «داعش» في جنوب شرقي القارة الأفريقية.
سنوات الصراع
يخشى كثيرون أن يمدد الإرهاب سنوات الصراع في موزمبيق، التي تسجل مؤشرات مثيرة للقلق في عدد ضحايا التنظيم والنازحين، في حصيلة تضاف لضحايا العنف المستمر منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1992.
وأرسل الاتحاد الأوروبي إلى موزمبيق 1100 عسكري في مهمة تستمر عامين لتدريب وحدات التدخل السريع على قتال الإرهابيين، كما سيزود الاتحاد الجيش الموزمبيقي بأسلحة غير فتاكة.
وقال قائد القوات المسلحة الموزمبيقية يواكيم مانغراس، في تصريحات صحفية من العاصمة مابوتو، :«إن العسكريين الذين سيتدربون هنا سيكونون قادرين على الذهاب في مهمة».
قمة استثنائية
وفي يونيو الماضي، تمخضت قمة استثنائية لـ«مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية»، التي تضم 16 دولة في جنوب القارة السمراء، عقدت في مابوتو عن الموافقة على مهمة للقوة التابعة للمنظمة لـ«دعم موزمبيق في معركتها ضد الإرهاب وأعمال العنف التي يقوم بها متطرفون».
وفي مطلع أكتوبر، قررت الدول الـ16 المنضوية في المجموعة تمديد مهمة القوة الإقليمية المنتشرة في مقاطعة بموزمبيق منذ يوليو، كان يفترض أن تنتهى في الـ15 أكتوبر.
وفي وقت سابق من هذا العام، أرسلت البرتغال والولايات المتحدة وحدات خاصة إلى موزمبيق في مهمة تدريبية.
وفي المجموع، هناك أكثر من 3100 عسكري أجنبي (من دول أفريقية وأوروبية والولايات المتحدة) يتمركزون في مقاطعة كابو ديلغادو.
وكانت رواندا أول دولة أفريقية ترسل قوات إلى موزمبيق في يوليو الماضي، وأعلنت القوات الرواندية انتصاراتها الأولى في مطلع أغسطس الماضي، مؤكدة أنها دحرت الإرهابيين في ميناء موسيمبوا دا برايا الاستراتيجي.
وتسببت هجمات «داعش» في عرقلة مشاريع تصدير الغاز، التي تأمل موزمبيق أن تنقلها من أفقر 10 دول في العالم إلى نادي الدول الأغنى في أفريقيا.
وفي أبريل الماضي، انسحبت المجموعة النفطية الفرنسية العملاقة «توتال» من موزمبيق، معلنة وجود قوة قاهرة بمشروع للغاز الطبيعي المسال بقيمة 20 مليار دولار، أكبر استثمار خاص في أفريقيا.
وسحبت الشركة طاقم موظفيها من موقع أحد المشروعات في كابو ديلجادو، بعد هجوم لمسلحين تابعين لتنظيم «داعش» استهدف بلدة قريبة في مارس الماضي.
زيادة النازحين
في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، قالت إميلي إستل الباحثة بمعهد "أمريكان إنتربرايز": «إن الصراع بات على أشده في موزمبيق مع الحركات الإرهابية، ويترافق ذلك مع تزايد عدد النازحين بشكل كبير وظهور تقارير متواترة بشأن عمليات قطع الرؤوس والاغتصاب.
واعتبرت الكاتبة أن هذه المشاهد تمثل تحولًا كبيرًا بالنسبة لبلد كان يأمل في تجاوز سنوات الصراع، إذ وقعت حكومة موزمبيق اتفاق سلام مع المتمردين عام 2019 في أحدث محاولاتها لوقف العنف المستمر منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1992.
وأوضحت أن التمرد في كابو ديلجادو: «متجذر في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، حيث يعتبر شمال موزمبيق موطنًا لكثير من الأقلية المسلمة التي لطالما تم تهميشها بعيدًا من السلطة السياسية المحلية، هذا فضلًا عن الانقسامات العرقية واللغوية التي تغذي الإقصاء السياسي».
في موزمبيق الواقعة جنوب شرق أفريقيا، يسعى تنظيم «داعش» للسيطرة على مشاريع الغاز عبر تأسيس إمارته وتهديد دول جنوب القارة السمراء.
وجود مجموعة مسلحة موالية للتنظيم الإرهابي، نجحت قبل أشهر، على مدينة بالما عاصمة الغاز في موزمبيق، شكل أكبر تهديد ليس فقط لأمن واقتصاد البلاد، بل لمصالح كبرى الشركات العالمية للطاقة، سواء الأمريكية منها أو الفرنسية والإيطالية والصينية وحتى اليابانية.
وفي 2017، تحول العنف المتصاعد بين الحركة الدينية وقوات الأمن إلى تمرد شامل، في نهد بدا شبيها ببداية جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا.
ولفتت إستل إلى أنه عندما رأى تنظيم داعش فرصة لتخفيف خسائره بأماكن أخرى، أنشأ علاقة رسمية مع الجماعة الموزمبيقية عام 2019، ومنذ ذلك الوقت، ظهرت الأخيرة إلى جانب الفروع الأفريقية الأخرى في الأعمال الدعائية.





