الانخراط الرواندي في موزمبيق.. الأسباب والنتائج
السبت 02/أكتوبر/2021 - 07:30 م
أحمد عادل
حققت القوات الرواندية المنخرطة داخل موزمبيق، نجاحات كبيرة، ضد الجماعات الإرهابية التي كانت تمثل خطرًا كبيرًا على المنطقة الشمالية للبلاد.
وأشاد رئيس موزمبيق "فيليب نيوسي"، بالنجاحات التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب في شمال شرق بلاده، بمساعدة القوات الرواندية، مشيرًا في مؤتمر صحفي مشترك عقده السبت 25 سبتمبر 2021 ، بالعاصمة مابوتو، مع نظيره الرواندي بول كاجامي، إلى أن البلدين لم تحتفلا بعد بالنجاح، مشيرا إلى «تحرير موسيمبوا دا برايا»، وذلك بمساعدة رواندا، وهو الميناء الاستراتيجي الذي سيطر عليه الإرهابيون مطلع أغسطس 2021.
وتابع «فيليب نيوسي»: «نحن في مرحلة التدعيم، لا تزال موزمبيق حذرة ونستعد لعودة النازحين لكنها عملية طويلة المدى لن تتم حاليًا».
وقال: «غادرت الشركات لأنها كانت منطقة قتال، لكننا نعتقد أن توتال الفرنسية، على سبيل المثال، غادرت بالما لأسباب أمنية فقط، وسيعودون بمجرد أن يصبح الوضع تحت السيطرة».
الرئيس الرواندى بول كاجامي
الانتصار على الإرهاب
من جهته أعرب الرئيس الرواندى بول كاجامي، الذي وصل الجمعة إلى موزمبيق، عن ثقته في الانتصار على الإرهاب، وقال: «بالنظر إلى النتائج التي أحرزت مؤخرًا، سنتمكن من هزيمة الإرهاب أخيرًا.. أعتقد أننا نحتاج إلى المزيد من التعاون ونحن نعمل على ذلك».
ً
وفي رده على سؤال حول كلفة ومدة الانخراط الرواندي في موزمبيق، أكد بول كاجامي أنه سيكلف عشر مرات أكثر من العمليات نفسها، قائلًا :"سنفقد مزيدًا من الأرواح، وسنهدر مزيدًا من الأموال».
ومع انتشار نحو ألف جندي على الأرض في يوليو2021، كانت رواندا أول دولة ترسل قوات لمساعدة موزمبيق في مواجهة الإرهاب في شمال شرق البلاد، وانضمت إليها قوات من دول مجاورة، خصوصًا جنوب أفريقيا.
وفي أغسطس 2021، أعلنت القوات الرواندية انتزاعها ميناء موكيمبوا دا برايا من قبضة المسلحين، وقالت قوات الدفاع الرواندية في بيان: «سيطرت قوات الأمن الرواندية والموزمبيقية على مدينة موكيمبوا دا برايا الساحلية، التي كانت معقلًا للتمرّد منذ أكثر من عامين».
وأكد الناطق باسم القوات الكولونيل رونالد رويفانجا أن موكيمبوا دا برايا كانت آخر معقل للمتمردين، ما يعكس نهاية المرحلة الأولى من عمليات مكافحة التمرد التي أدت إلى طرد المتمردين من معقلهم.
تقدم في مواجهة «داعش»
وأحرزت القوات الرواندية تقدمًا في مواجهة عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في شمال موزمبيق، حيث استطاعت استعادة السيطرة على بعض المدن الاستراتيجية مثل أواسي ودياكا، والتي كانت تقع تحت سيطرة التنظيم.
وتشير تقديرات إلى مقتل نحو 70 عنصرًا من تنظيم داعش خلال المواجهات العسكرية التي دارت من أجل تحرير مدينة موسيمبوا دا برايا، وفقًا لمسؤول عسكري موزمبيقي.
وينظر البعض للجيش الرواندي على أنه أفضل تدريبًا وخبرة وانضباطًا، ولديه القدرة على إنجاز المهمة بشكل أسرع، فرواندا الثالثة من بين الدول المساهمة بقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتشارك في 14 بعثة لحفظ السلام.
في حين تعتبر معظم دول مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية «سادك»، أقل خبرة عسكريًّا كونها يغلب عليها الطابع الاقتصادي والتنموي، كما تعد منطقة الجنوب الأفريقي مستقرة نسبيًّا بالمقارنة بمناطق أخرى في أفريقيا.
الوجود من بوابة موزمبيق
يرى متابعون أن هناك رغبة لدى الرئيس الرواندي في تعظيم الدور الإقليمي لبلاده في المنطقة، بحرصه على إبراز صورة القوة في المنطقة بالرغم من أن جمهورية موزمبيق بعيدة إلى حد ما عن الشواغل الأمنية التقليدية لرواندا، فإنها قد تسهم في إعادة تشكيل هندسة المنطقة بما يمنح «كيجالى» وضعًا إقليميًّا جديدًا في القارة والمنطقة من بوابة موزمبيق، وإن بدا الوزن الإقليمي للجيش الرواندي لا يتناسب مع التحركات الأخيرة في شمال موزمبيق.
ويري البعض أن تدخل القوات الرواندية في شمال موزمبيق، قد يكون مرتبطًا بحماية المصالح الفرنسية هناك في ظل وجود شركة "توتال" التي تمتلك استثمارات ضخمة، وخاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» إلى رواندا في مايو الماضي، وانتشار القوات الرواندية بالقرب من منطقة "أفونجي" حيث توجد بعض مشروعات توتال الفرنسية.





