معًا ضد «داعش».. شراكة أوروبية مع موزمبيق لاستعادة السيطرة من أيدي الإرهابيين
الجمعة 05/فبراير/2021 - 11:43 ص
أحمد عادل
نتيجة لزيادة الهجمات التي تنفذها الجماعات المتطرفة ضد القوات الحكومية، وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مناطق شاسعة من البلاد، الأمر الذي دفع حكومة موزمبيق إلى الاستنجاد بالاتحاد الأوروبي في حربها ضد العناصر المسلحة، حيث باتت أمام اختبار صعب للغاية بالنظر إلى عدم معرفتها الكافية بأساليب مثل هذه التنظيمات المتشددة التي تتمدد بشكل لافت في القارة.
شراكة أوروبية
وافق الاتحاد الأوروبي على اتفاقية شراكة مع موزمبيق للحد من تصاعد أعمال العنف المسلحة، التي تشنها الجماعات المتطرفة في مقاطعة «كابو ديلجادو» شمال البلاد.
وقالت حكومة موزمبيق في بيان رسمي، الأحد 31 يناير 2021، إن تعاون الاتحاد الأوروبي مع موزمبيق يعد عنصرًا أساسيًّا في تعزيز مستويات الأمن في المقاطعة الساحلية الواقعة بشمال البلاد، مشيرة إلى أن أعمال العنف المستمرة في شمال البلاد أودت بحياة 2400 شخص، وأجبرت 570 ألف شخص على ترك منازلهم.
يذكر أن تعاون الاتحاد الأوروبي مع موزمبيق يعتبر بمثابة عنصر أساسى فى دعم مستوى الأمن في هذا الاقليم الساحلي.
ووافق الاتحاد الأوروبي على المساعدة في «تعزيز قدرة» حكومة موزمبيق في حربها ضد «التمرد الإسلاموي» المتصاعد، الذي أودى بحياة ألفي شخص في منطقة تعد موقع أكبر الاستثمارات الأجنبية في أفريقيا، حيث قال سفير الاتحاد في موزمبيق أنطونيو سانشيز في بيان الجمعة الماضي، إن الاتحاد الأوروبي أعطى «ردًا إيجابيًّا» لطلب موزمبيق للمساعدة.
وكانت موزمبيق قد طلبت المساعدة في الأمور اللوجستية والتدريبات والمساعدات الإنسانية في سبتمبر الماضي بسبب قلة الإمكانات قياسًا بالخبرات التي اكتسبتها حكومات دول الشطر الشمالي للقارة الأفريقية في معاركها ضد جماعات أخرى تتقاسم معها الميول نفسها.
استعادة السيطرة
وحتى الآن، لجأت موزمبيق إلى شركات أمنية خاصة في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق في شمال البلاد، بينها شركتا «فاغنر الروسية» و«دايك أدفيزوري جروب» الجنوب أفريقية، وفق مختصين في المسائل الأمنية. لكن معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا بجنوب أفريقيا يقول إن التحرك العسكري الحكومي، بما في ذلك اللجوء إلى مرتزقة، لم يضع حدًا للهجمات.
وتكافح حكومة موزمبيق لاحتواء أعمال العنف، وقد اعتمدت على الشركات العسكرية الخاصة في الحرب. وترتكب القوات الحكومية أعمال قتل، وفقًا لمنظمات منها منظمة العفو الدولية، وهي التهم التي تنفيها موزمبيق.
وكانت جماعة إرهابية تسمى محليًّا باسم جماعة الشباب قد هاجمت أربع مناطق، من بينها ميناء موسيمبوا دى برايا، خلال العام الماضى، وأعلنت ولاءها إلى تنظيم داعش الإرهابي، لكن يبقى من الصعب معرفة من يقودهم، كما لم يكشفوا عن أهدافهم إلاّ مؤخرًا.
وخلّفت هجمات هذه الجماعة حتى الآن أكثر من ألفي قتيل و310 آلاف نازح على الأقل في محافظة كابو ديلغادو الحدودية مع تنزانيا.
جذور تاريخية
وهناك جذور تاريخية للأزمة، ففي عام 2007، بدأ المشايخ في هذه المنطقة ذات الأغلبية المسلمة يلاحظون تشكل «حركة غريبة» لشباب بدؤوا تطبيق إسلام «مختلف»، إذ يشربون الخمر ويدخلون المسجد مرتدين سراويل قصيرة ودون خلع أحذيتهم، وفق الروايات.
وشكّل هؤلاء الشباب بداية مجموعة تحت اسم «أنصار السنة» وشيّدوا مساجد جديدة تتبع منهجًا متشددًا، وفق أستاذ التاريخ الأفريقي في جامعة بلفاست إريك مورييه-جونو.
وتمت دراسة هذه الجماعة في عام 2019، عندما بدأت تحت مسمّى «أهل السنة والجماعة» وقد استلهمت أيديولوجيتها من داعش، وأعلنت الولاء للتنظيم في مقطع فيديو نُشر في يناير 2018، لكنها لم تصبح رسميًا جزءًا من كوكبته أو فرعًا له إلا بعد عدة أشهر.
منذ عملياتهم الأولى في أكتوبر 2017، أخفى المهاجمون هويتهم، لكن استعرضت المجموعات المسلحة في مارس وأبريل 2020 مسلحيها في أشرطة فيديو أعلنت فيها نيتها تأسيس «خلافة».
ومع ذلك يبقى قادة هذه الحركة مجهولين وعددهم غير معروف، وفق المركز الموزمبيقي للصحافة الاستقصائية، الذي يقول إنه يوجد قائدان محتملان أحدهما يسمى عبدالله ليكونغا الذي «سافر إلى كينيا والكونغو الديمقراطية خاصة لتعلم القتال».
ويشتبه المركز في أنه عُيّن على رأس الحركة لدى عودته إلى موزمبيق، لكن الشرطة المحلية تحدثت في عام 2018 عن وجود ستة رجال في قيادة الحركة، لم يكن اسم ليكونغا بينهم.
وتبنى تنظيم داعش، الذي ينشط في جنوب الصحراء في جماعات غير معروفة، بضع عشرات من الهجمات في المنطقة منذ يونيو 2019، ويعادل ذلك 10 % من إجمالي الهجمات.





