ad a b
ad ad ad

لحل أزمة موزمبيق.. الخيار العسكري على مائدة الحوار في جنوب أفريقيا

الأحد 20/ديسمبر/2020 - 03:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

اجتمع زعماء دول أفريقيا الجنوبية، لبحث أزمة انتشار الإرهاب في موزمبيق، ضمن سلسلة من الإجراءات الساعية إلى إيجاد حل دائم للسلام بالمنطقة يحول دون سفك الدماء، وتهجير المواطنين، وتبديد الموارد الاقتصادية التي تنعم بها البلاد.


إذ ناقش القادة عبر قمة جمعت بين رئيس موزمبيق فيليب نيوسي، ورئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا، ورئيس جنوب أفريقيا وبوتسوانا، في مابوتو عاصمة موزمبيق في 15 ديسمبر 2020، سبل تقويض التطرف في البلاد، وكيفية مساعدة الحكومات على مواجهة الجماعات الإرهابية أمنيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا بعد سلسلة من الهجمات العنيفة التي ضربت البلاد.


وتعقد القمة برعاية مجموعة تنمية الجنوب الأفريقية المعروفة بـ(SADC)، والتي تأسست في 1980 من أجل تحسين معيشة مواطني المنطقة، والاضطلاع بحل المشكلات التي تواجه الحكومات سياسيًّا أو اقتصاديًّا، وحرصت المجموعة على الاجتماع عدة مرات خلال الشهور الماضية؛ لبحث الأزمة ذاتها التي تسببت في مقتل ونزوح آلاف المواطنين.

لحل أزمة موزمبيق..

الخيار العسكري في موزمبيق

ينظر البعض إلى دعوة رئيس موزمبيق فيليب نيوسي أعضاء المجموعة للاجتماع في بلاده لحل أزمة الجماعات المنتشرة بالشمال، كأنه استعداد لتدخل عسكري إقليمي وشيك بالمنطقة، وبالأخص أن الرئيس قد سبق وطالب خلال الأشهر الماضية بالمساعدة الدولية، لأن بلاده لن تتمكن وحدها من صد العنف.


ولكن تشير جهات الإعلام المحلي إلى أن الرئيس لم يطلب بعد من مجموعة تنمية الجنوب أفريقي التدخل عسكريًّا بالبلاد، بينما الواضح بأن هذا سيبقى خيارًا مطروحًا بجدية خلال المرحلة القادمة، مع تعدد الهجمات الإرهابية، وسط تعدد المصالح الدولية في كابو ديلجاو التي تهدد الجماعات المتطرفة استقرارها السياحي والاقتصادي.


يُحتمل أن يشمل التدخل العسكري قوات أمنية من دول المنطقة تسهم في حل الأزمة، فضلا عن عتاد عسكري وتدريبات مكثفة ودعم مادي، وكذلك ستمنح الشركات الأمنية الخاصة دورًا في هذا الإطار، وخصوصًا لحماية مصالح الدول الكبرى التي تستثمر في ثروة الغاز الطبيعي بمنطقة كابو ديلجاو بشمال البلاد، ولكن هذا يبقى احتمال مرهون بموافقة رئيس موزمبيق بعد مطالبته نفسه بذلك منذ عدة أشهر.

لحل أزمة موزمبيق..

داعش هناك

نفذت جماعة داعش عددًا من العمليات العنيفة في البلاد، والتي أسهمت في تأجيج الجدال العالمي حول الأمن في المنطقة، ومستقبل الاستثمارات الاقتصادية بها، ففي 9 نوفمبر 2020 ذبحت عناصر التنظيم 50 عاملًا زراعيًّا في إحدى قرى كابو ديلجاو، وأحرقوا المنازل وخطفوا النساء والأطفال في عملية كبرى، برروا تنفيذها بتسريب الأهالي لمعلومات تخص التنظيم وتحركاته إلى أجهزة الأمن.


وتعد عملية الاستيلاء على الميناء الاستراتيجي الرئيسي لمدينة دي برايا بشمال البلاد التي نفذها التنظيم في أغسطس 2020 من أبرز العمليات العسكرية الخطيرة، إذ تمكن من خلالها من السيطرة على الجزر الساحلية بالمنطقة التي تنشط بها السياحة شمالا في  مدينة بالما بسبتمبر 2020؛ ما يشكل خطورة على الرعايا الأجانب، وعلى الاستثمارات بهذا القطاع بعد طرد الموجودين وتهديدهم للخروج، وترك الجزر للتنظيم.


وتتركز هجمات تنظيم داعش الذي استطاع استمالة جماعة الشباب المحلية (ASWJ) لولايته في منطقة كابو ديلجاو الغنية بالغاز الطبيعي والمعادن النفيسة، ما يعطل الاستثمارات الكبرى التي تقدر قيمتها وفقًا لتقرير لصحيفة التايمز في أبريل 2020، بما يقارب 60 مليار دولار، فالتنظيم يكثف هجماته ضد العاملين في مواقع التعدين، ففي نوفمبر 2019 قُتل وأصيب العشرات في هجوم ضد شاحنة تابعة للمناجم، وفي أكتوبر 2019 قتل اثنان من رعايا روسيا العاملين بحقول الغاز على يد التنظيم.

المؤشر الدولي

ويبقى مؤشر الإرهاب الدولي لعام 2020، والذي أطلقه معهد الاقتصاد والسلام بسيدني الأسترالية مدخلا آخر على التأكيد بخطورة الأوضاع في البلاد، إذ احتلت موزمبيق المرتبة الـ15 عالميًّا ضمن أكثر الدول التي تأثرت بعدد ضحايا كبير للعمليات الإرهابية في صعود 8 مراكز عن تصنيف عام 2019.

"