داعش يتألم في موزمبيق.. تطهير «بالما» من شبح التنظيم وإعلانها مدينة آمنة
الجمعة 09/أبريل/2021 - 01:42 م
مصطفى كامل
بعد سيطرة لم تتجاوز أيامًا، استعاد الجيش الموزمبيقي مدينة«بالما» الغنية بالغاز الواقعة شمال البلاد، من يد تنظيم داعش الإرهابي الذي أعلن سيطرته على المدينة وحوّلها إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها الآلاف من سكانها بحرًا وسيرًا على الأقدام، بحثًا عن ملاذٍ، أكد جيش موزمبيق، أن المدينة باتت آمنة بعد ردع التنظيم ووقف زحفه، وأن المنشآت وعلى رأسها شركة «توتال» الفرنسية، آمنة، وتخضع للحماية.
وتقع المدينة الساحلية الصغيرة على مسافة نحو 10 كيلومترات من مشروع غاز ضخم تديره مجموعة «توتال» الفرنسية، ويتوقع أن يبدأ الإنتاج فيه خلال عام 2024.
استعادة المدينة
لم يتوقف جيش موزمبيق عن ردع التنظيم الإرهابي ووقف زحفه، حيث ردّ الجيش على التنظيم في معركة لاستعادة المدينة التي تعد مركزًا للغاز، بعد سيطرة التنظيم عليها، وأعلن جيش موزمبيق عن عودة الأمن إلى بلدة «بالما» الغنية بالغاز الواقعة شمال البلاد، بعد مهاجمتها من قبل عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي والسيطرة عليها، حيث قتلت قوات الجيش الموزمبيقي ليل الأحد 4 أبريل 2021، عددًا كبيرًا من الارهابيين خلال معركة استعادة المدينة.
واصطحب الجيش مسؤولين وصحفيين إلى المدينة المنكوبة، وأكد أن عددًا كبيرًا من المسلحين قتلوا وأنّه أمّن المناطق المحيطة، حيث قال القائد «تشونجو فيديجال»، الذي يقود العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة، :إن المنطقة آمنة دون أن يعلن استعادة الجيش السيطرة على المدينة، مضيفًا أن منطقة المطار هي المنطقة الوحيدة التي احتجنا إلى تطهيرها، وفعلنا ذلك هذا الصباح، إنها آمنة تمامًا.
وتابع، متحدث باسم جيش موزمبيق«تشونجو فيديجال»، أعتقد أن عددًا كبيرًا من الإرهابيين قتلوا، مضيفًا أنهم سيوضحون العدد الدقيق لاحقًا.
عودة العمل بالمنشآت
وعن عودة العمل لشركة توتال الفرنسية، أكد متحدث باسم جيش موزمبيق، أنّ منشأة شركة «توتال» آمنة، مشيرًا إلى أنّ المنشآت سليمة وتخضع للحماية.
وقالت شركة «توتال» الفرنسية العملاقة للطاقة، التي تنفذ مشروعًا للغاز الطبيعي المسال بقيمة 20 مليار دولار في المنطقة، إنها أنقذت نحو ألف موظف ونقلتهم إلى مكان آمن، حيث أجلت الجمعة 2 أبريل 2021، كامل طاقمها وأوقفت نشاط مشروعها الغازي، في حين علّقت الأمم المتحدة رحلات إجلاء المدنيين بسبب مخاوف أمنية.
ولم تعرف حصيلة القتلى بعد، لكنّ آلاف السكان فروا من المدينة التي عددها 75 ألف نسمة، في حين أعلنت شركة «توتال» الفرنسية العملاقة تعليق العمل في مشروع غاز تقوده كلفته عدة مليارات من الدولارات.
هجوم الدواعش
وكانت المدينة الغنية بالغاز، تحولت فور سيطرة «داعش» عليها إلى مدينة أشباح بعد أن هجرها الآلاف من سكانها بحرًا وسيرًا على الأقدام، بحثًا عن ملاذٍ، هاربين من تنظيم «داعش» الذي أعلن سيطرته على المدينة، حيث أعلن «داعش» الإثنين 29 مارس 2021، سيطرة عناصره على مدينة «بالما» الساحلية شمال موزمبيق، إثر هجوم بدأه الأربعاء 24 مارس 2021، تخللته اشتباكات استمرت ثلاثة أيام وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، من المدنيين، إضافة إلى نزوح الآلاف من المنطقة مستخدمين كل السبل المتاحة.
وتقع المدينة الساحلية الصغيرة على مسافة نحو 10 كيلومترات من مشروع غاز ضخم تديره مجموعة «توتال» الفرنسية، ويتوقع أن يبدأ الإنتاج فيه خلال عام 2024.
وهاجم عناصر إرهابيون، سبق أن بايعوا التنظيم الإرهابي، المدينة من ثلاث جبهات، وهم ينشرون العنف منذ عام 2017 في محافظة «كابو ديلغادو» المحاذية لتنزانيا.
وفور الهجوم الإرهابي، عرض التليفزيون الرسمي، في أولى لقطات للأحداث التي أعقبت الهجوم، مشاهد تُظهر جنودًا يضعون بسرعة أغطية بلاستيكية سوداء على الجثث في الشوارع، بجانب قيام عدد قليل من المدنيين يجمعون أكياس حبوب، في حين كان رجل يحاول تنظيف كشك مدمر.
فيما أكدت الحكومة الموزمبيقية فور وقوع الهجوم الإرهابي على المدينة، الأحد 28 مارس 2021، مقتل سبعة أشخاص على الأقل، من ضمنهم رجل من جنوب أفريقيا، في كمين أثناء محاولتهم الفرار من فندق لجأوا إليه.
وأجبر هجوم التنظيم الإرهابي العمال المحليين والأجانب على الإحتماء مؤقتًا في محطة غاز شديدة الحراسة في شبه جزيرة «أفونغي» على بعد 6 كيلومترات من «بالما»، على ساحل المحيط الهندي جنوب الحدود مع تنزانيا المجاورة.
فيما ذكر شهود عيان لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، إنّ المهاجمين أطلقوا النار على الناس في المنازل وفي الشوارع، «فيما كانوا يحاولون الفرار حفاظًا على أرواحهم»، كما هاجموا مصارف ومراكز للشرطة أولًا قبل مهاجمة بقية البلدة.
ووفق منظمة «أكليد»، أسفر النزاع عن مقتل 2600 شخص على الأقل، أكثر من نصفهم مدنيون، إضافة إلى نزوح أكثر من 670 ألف شخص عن منازلهم، حسب الأمم المتحدة.
للمزيد: «داعش» و«القاعدة».. تنافس متزايد في القارة الأفريقية





