جماعة «الشباب» تزحف نحو حقول النفط على جثث المعارضين في موزمبيق
الجمعة 22/مايو/2020 - 11:37 ص

محمد عبد الغفار
لم تكن موزمبيق المعروفة ببلاد القطن والشاي والواقعة في جنوب شرق القارة الأفريقية، بعيدة عن أيدي التنظيمات الإرهابية، التي سعت إلى تكدير صفو حياة الشعب في دولة موزمبيق عن طريق نشر الأفكار المتطرفة، وتنفيذ العمليات الإرهابية.

الإرهاب في موزمبيق
تصاعد النشاط الإرهابي في موزمبيق على أيدي جماعات إرهابية منذ أكتوبر 2017، عندما هاجم 30 إرهابيًّا مراكز الأمن في بلدة موسيمبوا دا برايا في موزمبيق؛ ما أسفر عن سقوط عشرات المصابين والقتلى.
وتنشط في هذه المنطقة الساحلية من موزمبيق حركة إرهابية تعرف باسم «الشباب الإسلامية»، وتعود بداية ظهور الحركة إلى عام 2014، وتحديدًا في منطقة كابو ديلجاو، وارتبط اسمها عدة مرات بتنظيم داعش الإرهابي.
قطع الرؤوس أو الخطف
وتلجأ الحركة الإرهابية إلى أسلوبين في عملها، الأول قطع رؤوس معارضيها ورجال الأمن، كما فعل تنظيم داعش في سوريا والعراق، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات خطف من القرى المختلفة، على غرار جماعة بوكو حرام النشطة أفريقيا.
وحصل أعضاء الجماعة على تدريب مكثف في منطقة البحيرات العظمي، وكذلك في دولتي الصومال وكينيا، وذلك على يد جماعات متطرفة نشطة في هذه المناطق.
وعلى الرغم من نشاط حركة الشباب في موزمبيق، فإن السلطات ترفض الاعتراف بالكثير من أنشطتها؛ حيث تنفي السلطات لأسباب تخصها كل عمليات الخطف المنتشرة في البلاد، وتكتفي فقط باتهام الحركة بأنها تسعى للانقلاب على النظام القائم.

نفط موزمبيق
وتركز حركة الشباب على المناطق الساحلية في موزمبيق، نظرًا لانتشار ووفرة الحقول البترولية بها، واكتشاف حقول غاز كبيرة بصورة حديثة في المنطقة المحيطة لبحر بالما، وهو ما يوفر مصادر دخل وتمويل مناسبة لأنشطتها الإرهابية في المنطقة.
ونجحت الحركة في السيطرة بصورة متقطعة على بعض القرى والمدن بالمنطقة الساحلية، كما حدث في مايو 2018، إلا أن السلطات الأمنية تنجح في إعادة السيطرة مرة أخرى، ولكن بعد مواجهات دامية بين الطرفين.
ونجحت حركة الشباب في تنفيذ عمليات متعددة داخل البلاد، ففي أبريل 2018، هاجمت الحركة قرى محافظة كابو ديلجادو للحصول على الطعام والأموال، واستطاعت قتل عنصر شرطة وثلاثة مدنيين، وفقًا لفرانس 24.
وفي مايو 2018، قطعت عناصر رأس عشرات الأشخاص في شمال شرق موزمبيق، وذلك عن طريق استخدام الأسلحة البيضاء والسواطير، ولم تنجح الشرطة في إيقاف أي مشتبه به.
كما تبني تنظيم داعش الإرهابي تنفيذ هجوم إرهابي ضد عدد من جنود الجيش الموزمبيقي، مارس 2020؛ ما أسفر عن مقتل 4 جنود، وإصابة العشرات من أفراد الأمن.
وفي أبريل 2020، أحرقت عناصر تابعة للحركة الإرهابية مباني عامة، وسجنًا محليًّا في مدينة موسيمبوا دا بريا عاصمة محافظة كابو ديلجادو، شمال موزمبيق، إلا أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية.

مساع أمنية
تسعى الأجهزة الأمنية في موزمبيق إلى إيقاف نشاط حركة الشباب؛ خصوصًا مع قدرة الأخيرة على ترويع المواطنين، وقتل العشرات منهم في عمليات متنوعة.
ونجحت قوات الأمن في مقتل 129 إرهابيًّا في منطقة كابو ديلجادو بشمال موزمبيق، نهاية أبريل 2020، وأوضحت وزارة الداخلية في موزمبيق أنها نجحت في قتل الإرهابيين خلال شهر واحد.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن العملية جاءت انتقامًا لهجوم وقع على قرية في منطقة مويدومبي، والذي راح ضحيته 52 مدنيًّا.
ونجحت الوزارة في الشهر التالي، مايو 2020، من اعتقال 50 إرهابيًّا في ذات الإقليم الغني بالنفط والغاز، وأوضحت أنهم على صلات بتنظيم داعش الإرهابي.