بمساعدة «النهضة».. هل تصبح تونس «حديقة خلفية» لتدخل «أردوغان» في ليبيا؟
أعلنت 6 أحزاب تونسية معارضة لحركة النهضة -ذراع الإخوان في البلاد- رفضها الغموض الذي بات يكتنف العلاقة بين الحكومة والدور التركي «المشبوه» في المنطقة، حسب تعبيرها.
ويقود تلك الأحزاب حزب العمال اليساري؛ إذ أعلنت رفضها المطلق لأي نشاط تركي على الأراضي التونسية بهدف دعم الميليشيات والإرهابيين، وتصدير المرتزقة نحو ليبيا.
ودعت جميع الأحزاب، السلطات إلى تجنب الغموض الذي تنتهجه تجاه الأنشطة التركية في تونس، وطالبت باتخاذ موقف واضح يرفض الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة .
ومع قبول حركة النهضة التي يتزعمها "راشد الغنوشي"، وبعض الأحزاب المؤيدة للإسلام السياسي، التعامل مع تركيا وقطر عبر مشاريع اتفاقيات تجارية، فإن أطرافًا سياسية عدة، خاصة اليسارية عبرت عن رفضها الصريح لدخول تونس في متاهات السياسة الإقليمية.
ودعت الأحزاب، الحكومة والبرلمان اللذين تسيطر عليهما "النهضة" إلى ضرورة البقاء على الحياد، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الليبية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام القذافي سنة 2011.
وهبطت صباح الجمعة 8 مايو 2020، طائرة تركية في مطار "جربة" التونسي، وعلى متنها مساعدات طبية متوجهة إلى ليبيا؛ ما زاد من حدة الرفض وأشعل الجدل حول الدور التركي في المنطقة، وإمكانية تقديمها الدعم لأحد طرفي النزاع الليبي.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية فإن الشحنة أثارت دهشة مواقع إخبارية ليبية من إرسال تركيا مساعدات إلى ليبيا عبر تونس تحديدًا، وعدم توجيهها مباشرة إلى مطاري معيتيقة، أو مهبط الكلية الجوية في مصراتة، خاصة أن وكالة الأنباء التركية الرسمية نقلت عن وزارة الدفاع التركية، إعلانها عن تجهيز وإرسال شحنة مساعدات إلى تونس لدعم جهود مكافحة جائحة «كورونا»، بتعليمات من رجب طيب إردوغان، لكن دون ذكر ليبيا، وهو ما خلق شكوكًا إضافية حول محتوى هذه الشحنة، وما قد تخلفه من تداعيات سياسية وأمنية.
وفي هذا السياق ذاته، أدان حزب العمال و«التيار الشعبي» و«الحزب الاشتراكي» و«حركة البعث»، إضافة إلى «حركة تونس إلى الأمام» وحزب القطب، وهي كلها أحزاب يسارية أي محاولة للزج بتونس في لعبة المحاور الإقليمية، على حساب أمنها القومي، وأيضًا على حساب أمن واستقرار الشعب الليبي ودماء أبنائه.
من جانبه قال المتحدث باسم حزب قلب تونس "الصادق جبنون": إن موقف الحزب هو المطالبة بالحياد تجاه الأطراف الليبية المتصارعة، موضحًا أن الطائرة التركية التي نزلت بالأراضي التونسية كان تحت إشراف الجيش التونسي وأنه تأكد من محتواها ونقل المساعدات الطبية إلى الأراضي الليبي.
وأشار "جبنون" إلى أنه يجب ألا تنعكس الأزمة الليبية على الوضع الداخلي التونسي، مؤكدًا أن الحزب طالب مرات عدة بضرورة التنسيق مع الجزائر لإيجاد الحل الملائم للأزمة الليبية، محذرًا من ارتدادات الأزمة على الواقع التونسي الداخلي.
وقال "مبروك كورشيد" النائب في البرلمان التونسي عن حزب "تحيا تونس"، إن تصريحات "أردوغان" المتتالية أثارت الريبة بأنه يريد أن يجعل من تونس حديقة خلفية للصراعات التي يقودها في ليبيا.
وأكد "كورشيد" في تصريحات صحفية له أن هذا الأمر مرفوض من المجتمع المدني التونسي وفي البرلمان، متابعًا تونس لن تكون حديقة خلفية لأردوغان ولا لغيره.
وبشأن العلاقة بين "أردوغان" و"الغنوشي" قال إنها علاقة قوية ولديهما صداقة منذ سنوات وقبل صعود "الغنوشي" إلى البرلمان، ويأتي هذا لأن لهم الخلفية الأيديولوجية ذاتها باعتبارهما ينتميان لجماعة الإخوان، مشددًا أن الشعب الليبي والبرلمان سيقفان سدًا منيعًا ضد كل محاولات تطويع البرلمان في الأجندات السياسية الخاصة، والاتفاقية التي من المتوقع إبرامها مع تركيا مهينة للإرادة التونسية وسيادتها، لأنها تعطي الحق لتمليك الأتراك في الأراضي التونسية، وهذا خطأ جسيم.
يذكر أن الرئاسة التونسية أعلنت أنها سمحت بهبوط طائرة تركية محملة بمساعدات طبية موجهة إلى ليبيا بمطار جربة جرجيس الدولي، وأوضحت في بيانٍ إعلامي، أنه تم اشتراط أن يتم تسليم ما في الطائرة من مساعدات موجهة إلى الأشقاء في ليبيا إلى السلطات التونسية، وكذلك تتولى السلطات التونسية وحدها دون غيرها إيصالها إلى معبر رأس جدير ليتسلمها الجانب الليبي.
للمزيد: «النهضة» تمهد الطريق لسيطرة قطر وتركيا على الاقتصاد التونسي





